بالصور: كيف يعيش المهاجرون الافارقة في المغرب؟
١٥ نوفمبر ٢٠١٠لاجئة من نيجيريا مع طفلها المريض تنتظر في مخيم اللاجئين، الذي بناه اللاجئون بأنفسهم في مدينة وجدة، على الحدود المغربية الجزائرية. تحلم بعبور البحر الى أوروبا، كي تصل الى بلد يحتضنها وطفلها الرضيع. الأيام والليالي طويلة جداً هناك، حيث عليها الانتظار.
إلى ماذا ينظر هذا الصغير؟ لم يقرر مغادرة وطن ذويه بحثاً عن وطن يأويهم جميعاً. إلا أن ذويه يرغبون له بمستقبل أفضل مما عاشوه، وعليه أن يعبر البحر معهم نحو الضفة الأخرى، حتى وإن كان يجهل ما الذي يدفعهم للعبور إلى الضفة الأخرى.
يقول أحد المهاجرين طالباً عدم ذكر اسمه ومعبراً عن سوء الوضع، إذا ماجاءت الشرطة المغربية الى مخيمهم:" يقومون بأخذ نقودنا وهواتفنا ويقذفون بنا داخل سيارات الشرطة مثل الحيوانات، يضربوننا احياناً الى حد كسر عظامنا".
فتيان وفتيات وأطفال من كل الأعمار، ينتظرون الخروج من حياة مخيم اللاجئين والوصول الى الحلم المنشود "أوروبا". حتى ذلك الحين ليس بمقدورهم غير الانتظار.
حتى في الطريق إلى المجهول لا تفارق بعض الشباب من أصول أفريقية كرة القدم. كرات قدم واحذية شباب من السنغال. بعضهم يحلم باللعب على العشب الأخضر في أوروبا.
خيمة صنعوها بأنفسهم، منزل اللجوء بين الأشجار. تركوا الوطن خلفهم ووجدوا وطناً مؤقتاً وعينهم على وطن آخر، يمنحهم ربما بيتاً حقيقياً بدلاً من خيمة لا تقي من البرد أو الحر.
يقول أحد اللاجئين: "بالتأكيد، سأصعد يوما ما بقارب متجه الى أوروبا. ربما سأفشل بالوصول، إذا ماغرقت. أما أسوء ما يمكن أن يلاقيك، فهو إذا ما أمسكوا بك وأعادوك الى الصحراء مرة اخرى. ممكن أن يحدث ذلك لك ثلاث مرات أو أربع وفي كل مرة عليك أن تجمع قواك وتحاول عبور البحر من جديد".
يحاولون قدر المستطاع التغلب على الصعاب، إلا أن لكل طاقته. البعض تخونه والآخر يسترجعها. غير أن الجميع لهم هدف واحد: الوصول الى الضفة الأخرى. يقول أحد اللاجئين من الكاميرون، وهو شاب درس القانون في وطنه :" حاولت الوصول الى الشاطئ الاسباني سباحة بعد أن غرق القارب الذي كان يقلنا قرب الشاطئ. عندها أمسك بنا خفر السواحل الاسبانية. أعادوني الى المغرب من دون أي تحقيق أو طلب هوية. قذفوا بي عند الحدود الجزائرية المغربية. عانيت مثل حيوان جريح، عندما جرح أحد فخذي. وبقي الجرح مفتوحا لمسافة 400 كم حتى وصولي الى الرباط مشياً على الأقدام"
أمرأة نيجيرية أخرى وطفلها الصغير، يجلبان الماء من داخل الغابة في مخيم وجدة. حتى الاطفال عليهم أن يعتادوا على مواجهة الصعاب. فهم مثل ذويهم مهاجرون غير شرعيين أيضاً.
يعمل بعض اللاجئين في الحقول المجاورة للغابة في مدينة وجدة. يقول مهاميدو من السنغال: " ما أرجوه أن تشجع أوربا المغرب على أن يمنح اللاجئين غير الشرعيين حق الاقامة كلاجئين، حتى يتسنى لهم العمل. هدفنا ليس أوروبا فقط، بل النجاح أيضاً".
أبسط مستلزمات الحياة، قنينة الغاز للطبخ وصنع الشاي والقهوة. على المرء أن يتحمل كل الظروف وأن يقبل بكل المستلزمات لغرض البقاء والوصول الى الهدف المنشود " أوروبا".
ليس كل اللاجئين الأفارقة في المغرب فقراء، فالكثيرون منهم يحملون شهادات جامعية وكانوا يعملون في مهن جيدة وبمراكز مرموقة في أوطانهم. إلا أن أغلبهم يعاني من آفة المحسوبية، ما يفقدهم عملهم ويدفعهم للبحث عن مصدر آخر للرزق.
أوته شيفر/ عباس الخشالي
مراجعة: عبد الرحمن عثمان