برج في بريمن يوفر بديلا عن القيام برحلة فضائية
٢٥ نوفمبر ٢٠١٥ليس الغرض من أبرز وأشهر برج لإسقاط الأشياء في أوروبا ممارسة هواية السقوط الحر بمدينة ملاهي، لكنه مختبر في مدينة بريمن بألمانيا يتوافد عليه العلماء باطراد لإجراء تجارب سقوط أشياء من أعلى إلى الأرض خلال قرابة خمس ثوان من انعدام الجاذبية. وبمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 25 عاما على إنشائه أقام البرج هذا الشهر فعالية الباب المفتوح حيث شهدت حضور أربعة آلاف زائر لإلقاء نظرة على المنشأة غير العادية. ومثل عمليات السقوط من ارتفاع شاهق بمدن الملاهي، تعد أنابيب إسقاط الأشياء مثالية بالنسبة للعلماء الذين لا يمكنهم انتظار القيام برحلة إلى الفضاء الخارجي.
كما أنها أرخص ثمنا وتوفر ظروفا مختلفة عن طائرة تحاكي ظاهرة انعدام الوزن عن طريق أخذ مسار القطع المكافئ. ويعتبر برج بريمن، وهو على شكل صاروخ ويبلغ ارتفاعه 146 مترا ، المختبر الرئيسي بمركز التكنولوجيا التطبيقية لعلوم الفضاء وانعدام الجاذبية بجامعة بريمن. كما يعد من أحد معالم الحرم الجامعي منذ تدشينه في 1990 .
ويستخدم العلماء من شتى أنحاء العالم هذا البرج في إجراء تجارب على انعدام الجاذبية. وهناك منشآت أبحاث مماثلة في الولايات المتحدة والصين. ويضم البرج الخرساني الأبيض اللون أنبوبا فولاذيا يمكن تفريغه من الهواء. ويتم سحب كبسولة اسطوانية الشكل ومخروطية من الأمام تحتوي على المادة المطلوب إجراء تجربة عليها ، بواسطة رافعة إلى ارتفاع 120 مترا .
وتوجد 18 مضخة لتفريغ الهواء في الأنبوب لتقليل الجر على كبسولة الإسقاط الحر. يقول كريستيان أيغينبرود المدير العلمي والفني للبرج إن برج بريمن لإسقاط الأشياء يوفر ظروفا لانعدام الجاذبية لا تضاهيه فيها أي منشأة أخرى لإسقاط الأشياء في العالم. إنه بمثابة هدية للباحثين الذين كان سيتعين عليهم بدونه الانتظار سنين لإجراء تجربة بمحطة الفضاء الدولية. وحتى يومنا هذا تم إجراء ما يربو على 7 آلاف تجربة على ظاهرة انعدام الجاذبية ببرج بريمن وذلك في مجالات مختلفة مثل فيزياء الفلك والأحياء والكيمياء والاحتراق وديناميكا الموائع والفيزياء الأساسية وعلوم المواد.
م.م/ ع.ج.م (د ب أ)