برلين تأمل في تحريك قضية الرهينة الألماني في أفغانستان
٣٠ أغسطس ٢٠٠٧بعد أن أطلقت حركة طالبان سراح اثنتي عشر رهينة من كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء، ذكرت الحكومة الألمانية أنها تعلق آمالا حذرة على إمكانية حدوث تحرك في قضية المهندس الألماني المختطف في أفغانستان والذي ما يزال مصيره مجهولاً. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ إن غرفة إدارة الأزمات في وزارة الخارجية لن تتوانى في ادخار الجهود من أجل الإفراج عن الرهينة الألماني.
كما رفضت الحكومة الألمانية في الوقت نفسه التعليق على التقارير التي تحدثت عن تقديم حكومة سول لبعض التنازلات لحركة طالبان بغية إطلاق سراح رعاياها. الجدير بالذكر أن هذه التقارير أفادت أن هذه التنازلات تتعلق بالانسحاب المبكر لجنود كوريا الجنوبية من أفغانستان مع نهاية هذا العام. وتساهم كوريا الجنوبية في القوات الدولية العاملة في أفغانستان بكتيبة مكونة من 200 جندي. وفي إشارة إلى رفض بلاده الانصياع للأصوات المطالبة بسحب القوات الألمانية من أفغانستان أضاف المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن "الحكومة الألمانية لن تخضع للابتزاز".
كما رفض المتحدث باسم الحكومة الألمانية التعليق على التقارير التي أفادت أن إطلاق سراح الرهائن الكوريين الجنوبيين جاء نتيجة مفاوضات مباشرة مع طالبان. وأشار شتيغ أن بعض القرارات الخاصة في التعامل مع هذه القضايا يجب أن تبقى طي الكتمان من أجل عدم تعريض حياة الرهائن للخطر.
جهود حثيثة لإطلاق سراح الرهينة الألماني
وفي هذا السياق شددت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، التي تزور طوكيو حاليا في إطار جولتها الأسيوية، على أن حكومتها تبذل كل ما في وسعها لإطلاق سراح المهندس الألماني المختطف منذ عدة أسابيع. وأضافت ميركل أن التطورات في قضية الرهائن الكوريين الجنوبيين في أفغانستان ليس لها تأثير في الوقت الحالي على الموقف الألماني. كما أكدت أن هذه الأحداث لن تغير من "حجم وشكل جهودنا"، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها حكومتها من خلال غرفة إدارة الأزمات التي شكلتها وزارة الخارجية الألمانية.
دعوة لمزيد من الدعم لأفغانستان
وفي سياق الحديث عن تقديم الدعم للقوات الدولية العاملة في أفغانستان وضرورة استمرارها دعت ميركل طوكيو، التي تدعم القوات الدولية في أفغانستان بكتيبة دعم لوجستي بتمديد مهمة هذه المشاركة، وهو أمر ترفضه المعارضة اليابانية. وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه أضافت ميركل: "على ألمانيا كذلك أن تتخذ موقفاً إزاء بعثتها في أفغانستان، إلا انه لا يمكننا إجراء مساومة مع الإرهابيين. علينا أن نوفر مستقبلاً للشعب الأفغاني وأن نهتم بأمن بلدنا".
الجدير بالذكر أن مهمة القوات الألمانية في أفغانستان تثير جدلاً في ألمانيا على صعيد الساسة أو الرأي العام على حد سواء، فقد أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مطلع آب/ أغسطس الحالي أن غالبية الألمان تؤيد انسحاب قوات بلادها من أفغانستان. كما أن من المفترض أن يتخذ البرلمان الألماني "البنودستاغ" هذا الخريف موقفاً من تمديد تفويض مهمة هذه القوات أو عدمه.