برلين تتطلع لـ"تعاون وثيق" مع الرئيس الفرنسي الجديد
٦ مايو ٢٠١٢قال متحدث بإسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنغيلا ميركل هنأت الرئيس الفرنسي الجديد، فرانسوا أولاند بفوزه بالانتخابات الرئاسية. وحسب بيان لمكتب المستشارة اتصلت ميركل مساء الأحد بأولاند لتهنئته على فوزه ودعته لزيارة برلين "في اقرب وقت ممكن بعد تسلمه مهامه". وحسب المتحدث أكد كل من الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية "رغبتيهما في التعاون الوثيق الموثوق" بين بلديهما.
وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله قد أكد أن برلين تريد "أن تتعاون بصفة وثيقة مع الرئيس الجديد. وقال "نريد العمل جميعا من أجل تجاوز أزمة الديون. لدينا ميثاق ضريبي، والآن نتطلع لميثاق نمو من أجل تحقيق قدرة تنافسية أكبر". ووصف فيسترفيله فوز أولاند في الانتخابات الرئاسية "حدثا تاريخيا". وجاءت تصريحات الوزير الألماني اليوم الأحد (6 مايو/ أيار) في برلين. وهنأ فيسترفيله الرئيس الجديد الفرنسي، وقال "هنيئا للرئيس الجديد. أوروبا هي مصيرنا المشترك".
كما رحب رئيس الكتلة النيابية لحزب الخضر يورغن ترتين بفوز فرانسوا هولاند، وقال إنه يشكل فرصة لإخراج أوروبا من الأزمة، عوض تدمير مجتمعات بكاملها، حسب قول ترتين. وفي إشارة إلى التحالف الذي تشكل في الأشهر الأخيرة بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس السابق نيكولا ساركوزي في السياسة الاقتصادية، قال ترتين اليوم الأحد في برلين إن "نهاية مركوزي (ميركل ـ ساركوزي)، يوم جميل لأوروبا ويوم أسود لميركل".
من جانبه وجه زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، زغمار غابرييل في رسالة تهنئة مشتركة مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس للرئس الفرنسي الجديد قال فيها "إن انتخابك إشارة لنهضة يتجاوز إشعاعها فرنسا". وذكر غابرييل أنه باختيار أولاند في سدة الحكم "ستساهم فرنسا بصفة حاسمة إلى جانب الإجراءات الضرورية لتوطيد الميزانيات الوطنية في إصدار دفعات قوية من أجل النمو وفرص العمل في أوروبا".
مهام صعبة في انتظار الرئيس الجديد أولاند
وفاز الاشتراكي فرانسوا أولاند بالانتخابات الرئاسية في فرنسا الأحد في تحول نحو اليسار في قلب أوروبا من شأنه أن يبدأ موجة مضادة لتوجه التقشف الذي تقوده ألمانيا. وفاز هولاند على منافسه المحافظ الرئيس الفرنسي نيكولا اركوزي بنسبة 51.9 في المائة مقابل 48.1 في المائة بناء على نتائج الفرز الجزئي للأصوات مما يعيد يسار الوسط إلى الحكم بعد عشر سنوات في صفوف المعارضة. وأقر ساركوزي بالهزيمة أمام منافسه الاشتراكي خلال 20 دقيقة فقط من إغلاق آخر مراكز الاقتراع في البلاد، قائلا لأنصاره إنه اتصل بأولاند وتمنى له حظا سعيدا. وقال انه يتحمل مسؤولية الهزيمة وقال "الشخص رقم واحد هو من يتحمل المسؤولية".
وتنتظر الرئيس الجديد فرنسوا أولاند مهام كثيرة في الأسابيع الأولى لولايته مثل تعيين رئيس الوزراء وتشكيل حكومة واتخاذ الإجراءات الأولى العاجلة وزيارة برلين لإعادة التفاوض على المعاهدة الأوروبية، إضافة إلى قمتي مجموعة الثماني وحلف شمال الأطلسي في الولايات المتحدة. ومنذ وقت طويل بالفعل قال هذا الاشتراكي للفرنسيين بعد إعلان النتائج "نحن مستعدون، مستعدون للتحرك، ولاتخاذ القرار"، مشددا على أن "التغيير سيبدأ على الفور".
وكان فرنسوا أولاند أكد قبل الانتخابات أنه لم يتخذ بعد أي قرار بشان رئيس وزرائه، ولا أصحاب المناصب الوزارية الرئيسية. وقد حذر فرنسوا أولاند من أنه بعد انتخابه سيعكف على قضية كبرى في برنامجه، وهي إعادة التفاوض على ميثاق الموازنة الأوروبي الذي يريد أن يدرج فيه النمو. ويعلم أولاند أن ذلك سيثير انزعاج المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تعارض بشدة أي إعادة تفاوض على هذه المعاهدة. ومع ذلك فان برلين هي التي ستكون وجهته في أول زيارة له كرئيس إلى الخارج فور تنصيبه وذلك لإجراء "مباحثات حازمة وودية"، كما أعلن هو.
( م ا م/ أ ف ب/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي