برلين تريد تشديد العقوبات على طهران وسط تهديدات إيرانية بضرب إسرائيل
٢٤ سبتمبر ٢٠١٢تراهن الحكومة الألمانية على تشديد العقوبات ضد إيران لإجبارها على الإذعان في الخلاف حول برنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة الاثنين (24 سبتمبر/ أيلول): "إننا نريد حلا دبلوماسيا وسياسيا"، موضحا في المقابل أن خطوات التقدم التي تم تحقيقها في المفاوضات ليست مرضية. وأضاف فيسترفيله: "لذلك فإنه من الضروري أن نواصل تشديد العقوبات".
ومن جانبه، أشار متحدث باسم الخارجية الألمانية في تصريحات لنفس الصحيفة، إلى مساعي مشتركة بين فيسترفيله ونظيريه البريطاني والفرنسي من أجل إقرار الاتحاد الأوروبي جولة جديدة من العقوبات، خاصة في القطاع المصرفي والتجاري، موضحا أن تلك العقوبات الجديدة ستستهدف قطاعا واسعا من الأفراد في النظام الإيراني.
عقوبات أوروبية جديدة
وكان دبلوماسيون في الأمم المتحدة قد أعلنوا أمس الأحد أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا طلبت رسميا من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس إن وزراء خارجية الدول الثلاث لوران فابيوس ووليم هيغ وغيدو فسترفيله، كتبوا إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بهذا الخصوص نهاية الأسبوع الماضي. وسوف يبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي هذا الأمر خلال اجتماعهم في بروكسل في 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. وقال دبلوماسي آخر "من الضروري أن نكثف العقوبات". وأضاف "نعتقد أنه ما زال هناك متسع من الوقت لحل سياسي ودبلوماسي. وهذا ما نعمل عليه، ولكن لا يمكننا أن نقبل أبدا بأن تمتلك إيران أسلحة نووية".
ومن المنتظر أن تجري الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا (5+1) مشاورات الخميس مع آشتون حول هذا الملف على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون المنظمات الدولية إستير بريمر إن إحدى أولويات واشنطن خلال الجمعية العامة ستكون "تأمين تطبيق العقوبات الدولية الفعالة على البرنامج النووي الإيراني غير المشروع". ومن ناحيتها، أعلنت روسيا أنها ستكرر رفضها فرض عقوبات جديدة على إيران خلال اجتماع الخميس.
هجوم وقائي
وفي موضوع ذي صلة، نُقل عن قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني أمس الأحد قوله، إن إيران قد تشن هجوما وقائيا على إسرائيل إذا تأكد لها أنها تعد لمهاجمتها. ونقل موقع قناة العالم التلفزيونية على الإنترنت هذه التصريحات، التي قال إن القائد الكبير في الحرس الثوري البريغادير جنرال أمير علي حاجي زاده أدلى بها للقناة الإيرانية الناطقة باللغة العربية.
وقال الموقع نقلا عن حاجي زاده دون اقتباس مباشر إن إيران لن تكون البادئة بأي حرب، لكنها قد تشن هجوما وقائيا إذا تأكد لها أن الأعداء يجرون الاستعدادات النهائية لمهاجمتها. وقال حاجي زاده للقناة "البدء بالحرب والهجوم هذا شيء غير وارد في القاموس الإيراني، (ولكن) سنتخذ تدابير الدفاع عن أنفسنا. الظروف في المنطقة لا تساعدهم في شن حرب يوم غد أو في المستقبل القريب. هم في ظروف غير مؤهلة ولو شعرنا بذلك لن نسمح لهم بمهاجمتنا."
من جهته، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد لمح أكثر من مرة إلى أن إسرائيل قد تهاجم منشآت إيران النووية. كما كان انتقد موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يرى أنه ينبغي منح العقوبات والعمل الدبلوماسي مزيدا من الوقت لمنع إيران من الحصول على القنبلة الذرية. فيما تنفي إيران أنها تسعى لاكتساب قدرات في مجال التسلح النووي، وتقول إن أنشطتها النووية سلمية وتهدف إلى توليد الكهرباء.
(ع.ش/ ش.ع/ د ب أ/ أ ف ب، رويترز)