برلين تعلق على تفكيك خلية كوبنهاغن: حرية الرأي كتنفس الهواء
٣٠ ديسمبر ٢٠١٠أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في أول رد فعل له على تفكيك خلية يشتبه في تخطيطها لعمليات إرهابية في الدنمرك والسويد، أكد على أهمية حرية التعبير والصحافة وضرورة حمايتهما، وأضاف فيسترفيله في بيان نشرته الخارجية الألمانية أن "إحباط الهجوم يوضح مدى أهمية هذه الحماية". وأضاف أن الحق في التعبير الحر عن الرأي "له في الديمقراطيات نفس أهمية تنفس الهواء، ومن ثم يجب ألا نسمح للمتطرفين بتقويض دعائم أسلوبنا في العيش والتفكير بحرية".
من جهة أخرى أمرت محكمة دنماركية اليوم الخميس (30 ديسمبر/كانون أول) بإحتجاز ثلاثة من الأشخاص الخمسة الذين أوقفوا يوم أمس الاربعاء بشبهة الإعداد لهجوم على مقر صحيفة دنماركية ومثلوا صباح اليوم الخميس أمام المحكمة. وذكرت مصادر قضائية دنماركية أن المشتبهين الثلاثة رفضوا الإدلاء بأي تعليق أثناء جلسة الاستماع بالمحكمة. وبأن المحكمة قررت وضع الثلاثة قيد الاحتجاز لمدة أربعة أسابيع. وقال ممثل الادعاء، ليكي سورينسن" انه يعتقد بضلوع الاشخاص الثلاثة الذين كانوا يعيشون في السويد، في جرائم إرهابية وحيازة أسلحة نارية مشيرا إلى أن الشرطة صادرت بندقية ومسدسا. وقد كانت جلسة الاستماع في محكمة غلوستروب غربي كوبنهاغن، مغلقة.
وكانت وكالتا الاستخبارات الدنماركية والسويدية قد أعلنتا مساء الاربعاء إحباط مخطط للهجوم على صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، التي نشرت رسوماً كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، واعتقلتا خمسة مشتبه بهم. وذكر رئيس وكالة الاستخبارات الدنماركية، جاكوب شارف، أن "هذه الاعتقالات مكنتنا من وقف هجوم إرهابي وشيك كان العديد من المشتبه بهم سيقومون خلاله باقتحام المبنى الذي يضم مكاتب صحيفة يولاندس بوستن في كوبنهاغن، وقتل أكبر عدد ممكن من الناس."
إحباط حمام دم في قلب كوبنهاغن
وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية على موقعها الإلكتروني أن الرجل الذي اعتقل في ستوكهولم، واثنين من المعتقلين في الدنمارك هم مواطنون سويديون. والمعتقلون في الدنمارك هم تونسي، وسويدي من مواليد لبنان، وسويدي لم يتم تحديد هويته بعد، إضافة إلى طالب لجوء سياسي عراقي.
وكان التونسي، والسويدي اللبناني، والسويدي يعيشون جميعاً في السويد، ووصلوا إلى الدنمارك ليلة الثلاثاء، بحسب جهاز الاستخبارات الدنماركي. كما ذكر موقع صحيفة "يولاندس بوستن" على الإنترنت أن المجموعة جاءت إلى الدنمارك بسيارة مستأجرة من ضاحية كيستا في ستوكهولم.
وكانت صحيفة "يولاندس بوستن" المعروفة بخطها المحافظ في الدنمارك، قد نشرت نحو عشرة رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عام 2005، أدت إلى موجة من المظاهرات العنيفة في أنحاء العالم، لاسيما في الدول ذات الأغلبية المسلمة. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي اقتحم رجل صومالي منزل أحد رسامي الكاريكاتير، وهدد بقتله باستخدام فأس وسكين. أما في سبتمبر/ أيلول اعترف مشتبه به اعتقل في النرويج بأنه خطط لشن هجوم على مقر الصحيفة. وفي قضية أخرى في الشهر ذاته اعتقل في كوبنهاغن رجل مولود في الشيشان للاشتباه بتخطيطه لإرسال رسالة مفخخة للصحيفة.
إلا أن رئيس وكالة الاستخبارات الدنماركية جاكوب أكد أنه بعد تفتيش المنزل الذي أقام به المشتبه بهم، تم العثور على أسلحة رشاشة مزودة بكواتم للصوت وقيود بلاستيكية تستخدم لتقييد الأيدي والأقدام، مضيفاً أنهم "أرادوا أن يقتلوا أكبر عدد ممكن من الناس". وشدد شارف على أنه لو تمكن هؤلاء من تنفيذ اعتدائهم، فإن الدنمارك كانت ستشهد "حماماً للدماء في أحد أهم الأماكن في البلاد وأكثرها دلالة."
هل بدأ الطريق في أميركا؟
أما رئيس جهاز الاستخبارات السويدية، أندرز دانيلسون، فيشير إلى أن الاعتداء الذي كان مخططاً ضد صحيفة "يولاندس بوستن" غير مرتبط بالهجوم الانتحاري الفاشل في العاصمة السويدية ستوكهولم في الحادي عشر من الشهر الحالي. لكن الصورة الكاملة لمخطط اعتداء كوبنهاغن لم تتضح بعد، إذ يقول جاكوب شارف إنه لم يتم بعد معرفة ما إذا كان المخطط المحبط في كوبنهاغن مبادرة فردية أم أن شبكات إرهابية في الخارج كانت توجهه. ولا ينفي شارف أن يكون التخطيط لهذا الهجوم قد تم في الولايات المتحدة الأميركية، في إشارة إلى المواطن الأميركي ذي الأصول الباكستانية ديفيد هادلي، المتهم بالتخطيط لهجمات مومباي في الهند عام 2008 وتمويلها أيضاً.
ويذكر أن عدداً من الدول الأوروبية، من بينها السويد، والدنمارك، وهولندا، وألمانيا قد أعلنت تشديد إجراءاتها الأمنية في المطارات، ومحطات القطار، والأماكن العامة، مع حلول أعياد الميلاد واقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية، بعد تلقيها تحذيرات من أجهزتها الأمنية حول التخطيط لهجمات إرهابية هناك.
(ي.أ/ دويتشه فيله/ د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي/ ح.ز.