برلين تقول إنها لن تستطيع تعويض "كل دبابة" تضررت في أوكرانيا
١٣ يونيو ٢٠٢٣
قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إنّ بلاده لن تتمكن من استبدال كل الدبابات التي قدمتها لأوكرانيا وخرجت عن الخدمة أثناء المعارك، بينما أعلنت روسيا أنها دمرت أو استولت على عدد منها. وقال بيستوريوس لقناة "أر تي إل-ألمانيا" التلفزيونية: "لن نكون قادرين على استبدال كل دبابة تتوقف عن العمل" في أوكرانيا.
وقدمت برلين لكييف أو وعدتها بتقديم 110 دبابات من طراز ليوبارد 1 و18 دبابة من طراز ليوبارد 2. وأعلن الجيش الروسي الثلاثاء الاستيلاء لأول مرة على دبابات ليوبارد ألمانية ومدرعات برادلي أميركية سلمتها الدول الغربية إلى كييف لدعمها في هجومها المضاد، مُرفقاً المنشور بمقطع فيديو مصوّر بواسطة هاتف يظهر عدة آليات عسكرية متضررة.
وتعرضت مجموعة مركبات قتالية أوكرانية من طراز برادلي تدعمها دبابات ليوبارد ألمانية الصنع لإطلاق نار قبل أيام، بينما كان اللواء 47 يشنّ هجومًا في جنوب شرق زابوريجيا (جنوب). وأظهرت لقطات للكمين التقطتها طائرات مسيّرة وبُثّت على قنوات الدعاية الروسيّة، مركبات عدّة متضرّرة.
وتطالب كييف حلفاءها بتسريع تسليمها عتاد إضافي. وقال نائب وزير الخارجية الأوكراني أندريه ميلنيك لصحيفة "تاغيس شبيغل" الألمانية إن "الجيش الأوكراني يحتاج بشكل عاجل إلى مزيد من الدبابات القتالية، ومركبات المشاة القتالية المدرعة، ومدرعات أخرى غربية" الصنع.
وطالبت المعارضة المحافظة في ألمانيا من خلال أحد قادتها رودريش كيسيويتر أنصار أوكرانيا الغربيين "باستبدال كل المعدات المدمرة على الفور، وبينها دبابات ليوبارد القتالية ومركبات المشاة القتالية".
وفي حين قال بيستوريوس إنه لا يمكن استبدال كل الدبابات، أكد أن ألمانيا "ستستمر في تسليم دبابات ليوبارد 1-أيه5" الموعودة اعتبارًا من تموز/يوليو"، والتي يجب تأهيل العديد منها. ولم يرغب الوزير في تأكيد صحة الصور التي يُفترض أنها تظهر دبابات ليوبارد 2 دمرتها روسيا. وعلّق ببساطة قائلاً "للأسف، من طبيعة الحرب أن تُدمّر أسلحة ودبابات ويُقتل رجال. ولذلك دعمنا لأوكرانيا مهم جداً".
بوتين يتحدث عن خسائر أوكرانية وكييف عن إحراز تقدم
وأعلنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء (13 يونيو/حزيران) أن قواتها تحرز تقدّما، وذلك بعد فترة وجيزة من تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم المضاد الذي كانت تستعد له كييف منذ أشهر يفشل. وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على الشبكات الاجتماعية "القتال الدفاعي والهجومي الشرس مستمر في شرق بلدنا وجنوبها. لقد حقّقنا بعض المكاسب، ننفذ الخطط التي وضعناها ونتقدم".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد زعم في وقت سابق اليوم بأن أوكرانيا تعاني خسائر هائلة في هجومها المضاد على المواقع الروسية في أوكرانيا الذي قال إنه يستهدف عدة محاور على الجبهة. وقال بوتين خلال لقاء مع صحافيين وكتاب روس يغطون النزاع "تقترب خسائرهم من مستوى يمكن وصفه بالكارثي". وقال إنه يعتقد أن أوكرانيا خسرت منذ بدء هجومها المضاد 25 إلى 30 بالمئة من المركبات العسكرية التي حصلت عليها من الغرب، وبأن الخسائر البشرية في أوكرانيا أعلى عشر مرات من الخسائر الروسية. وأضاف بوتين أن روسيا فقدت 50 من دباباتها في القتال، بعضها يمكن إصلاحه، في حين فقدت أوكرانيا أكثر من 160 دبابة.
وأضاف بوتين قائلا: إن أهداف الحملة العسكرية لموسكو في أوكرانيا ربما تتطور بحسب مستجدات الأوضاع، لكنها لن تتغير بشكل عام.
وأكد الرئيس الروسي أنه كان بإمكان موسكو أن تحضّر مناطق البلاد الجنوبية المحاذية لأوكرانيا بشكل أفضل لصد الهجمات المنطلقة من الأراضي الأوكرانية. وقال مشيرا إلى الهجمات عبر الحدود التي استهدفت منطقة بيلغورود الجنوبية الروسية، "بالطبع، من الضروري تعزيز الحدود ... لكن بالمبدأ، كان من الممكن افتراض أن العدو سيتصرف بهذه الطريقة، وكان من الممكن الاستعداد بشكل أفضل".
أمين عام الناتو: الهجوم المضاد قد يجبر روسيا على التفاوض
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، قبل اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الهجوم المضاد لأوكرانيا من أجل تحرير أراض تحتلها روسيا قد يجبر الكرملين على التفاوض. وأضاف ستولتنبرغ الذي من المقرر أن يلتقي بايدن في البيت الأبيض في وقت لاحق الثلاثاء لشبكة "سي إن إن" إن الهجوم الذي وصفه بأنه "صعب" ما زال "في أيامه الأولى".
ويحاول الجيش الأوكراني المدعوم من الغرب مهاجمة خطوط دفاعية روسية طويلة تمتد عبر شرق أوكرانيا وجنوبها. وأمر الرئيس فلاديمير بوتين بالغزو في شباط/فبراير 2022 وسيطر بسرعة على مساحات واسعة من الأراضي لكنه واجه مقاومة شرسة ومتنامية.
وقال ستولتنبرغ "لديهم الحق... في تحرير أرضهم". وأضاف "كلما استعادوا مساحات إضافية من الأراضي، ازداد احتمال أن يفهم الرئيس (فلاديمير) بوتين أنه يتعين عليه الجلوس إلى طاولة المفاوضات والموافقة على سلام عادل ودائم في أوكرانيا".
وردا على سؤال بشأن خلفه بعد انتهاء ولايته في تشرين الأول/أكتوبر قال ستولتنبرغ "أنا واثق تماما من أنهم سيجدون خلفا ممتازا. إن تركيزي الآن هو على قيادة هذا التحالف حتى تنتهي فترة ولايتي، لأننا وسط حرب في أوروبا".
وكان الاجتماع مع بايدن مقررا الاثنين لكنه أرجئ بعدما اضطر الرئيس الأميركي للخضوع لعلاج في الأسنان. والاستعدادات جارية لقمة الناتو في تموز/يوليو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
ف.ي/ع.ج.م (ا.ف.ب، رويترز، د.ب.ا)