بطاقة النهائي بين "زئير" أسود المغرب و"صياح" ديوك فرنسا
١٤ ديسمبر ٢٠٢٢من أجل مواصلة قصته الخيالية في مونديال قطر 2022 في كرة القدم، يحتاج المغرب إلى زئير أسوده على استاد البيت بمدينة الخور، الذي يتسع لنحو سبعين الف متفرّج،عندما يلاقي فرنسا حاملة اللقب المدجّجة بالنجوم، مساء الأربعاء (14 ديسمبر/ كانون الأول 2022)، في أوّل نصف نهائي في التاريخ يخوضه بلد أفريقي أو عربي.
ويعيش المنتخب المكنى "أسود الأطلس" حلماً جرّ اليه الأفارقة والعرب وكلّ دولة غير واثقة بنفسها في مقارعة الكبار، وبحال تخطيه بطلة 1998 و2018، سيضرب موعداً في نهائي الأحد مع أرجنتين "البرغوث" ليونيل ميسي المتأهلة الثلاثاء بسهولة على حساب كرواتيا 3-0.
فرنسا قوية رغم الغيابات المهمة
ورغم أن المنتخب الفرنسي المكنى بـ"منتخب الديوك"، جرّدته الإصابات من لاعبين من طراز كريم بنزيمة أفضل لاعب في العالم، وكريستوفر نكونكو ونغولو كانتي وبول بوغبا ولوكا هرنانديز وغيرهم إلا أن يختلف عن كافة المنتخبات الأخرى التي أزاحها منتخب المغرب من طريقه، فهو يقدّم في قطر أداء تصاعدياً يجعله مرشحاً طبيعياً لتخطي المغرب في أول مواجهة رسمية بينهما في بطولة كبرى.
ومرّة جديدة، يبدو كيليان مبابي العنصر الأخطر في تشكيلة "الزرق" مع خمسة أهداف في صدارة ترتيب الهدافين بالتساوي مع ميسي، وخلفهما المهاجم أوليفييه جيرو هاوي تسجيل الأهداف من وضعيات صعبة وأحياناً مستحيلة، بجانب الخطيرين أنطوان غريزمان وعثمان ديمبيليه وغيرهم. فيما يحوم شك حول مشاركة المدافع دايو أوباميكانو ولاعب الوسط أدريان رابيو للإصابة.
ديديه ديشان، الساعي للتويج مرّة ثالثة بكأس العالم بعد 1998 كلاعب و2018 كمدرب، بدا هادئاً المواجهة وقال أمس الثلاثاء: "سوف نجد حلاً. لكن هذا المنتخب (المغربي) لديه القدرة على الدفاع بشكل جيد للغاية".
المغاربة "لديهم الكلمة لبلوغ النهائي"
بيد أن "الحلم" المغربي قادر على تغيير معادلات كثيرة، ومنها المخطط الفرنسي، بحال توافرت عوامل النجاح لدى لاعبي المدرب وليد الركراكي الذي زرع برؤوس لاعبيه ذهنية الفوز وعدم مواجهة "عمالقة" اللعبة بدونية.
وأمس الثلاثاء، قال ابن ضاحية كوربي-إيسون الباريسية، المولود في فرنسا التي يعرفها الكثير من لاعبيه "إذا وضعنا في ذهننا أن مشاركتنا ناجحة ببلوغ نصف النهائي ونفرح، فلن نواصل مشوارنا. نحن بين أفضل أربع منتخبات في العالم، وهذا ليس من قبيل الصدفة، وستكون لدينا الكلمة غدا من أجل بلوغ المباراة النهائية".
وقد عاد إلى التمارين الظهير نصير مزراوي وقائد الدفاع رومان سايس، الذين فتحت إصابتهما إضافة إلى إصابة المدافع نايف أكرد الباب على مصراعيه لتألق البدلاء، على غرار جواد الياميق ويحيى عطية الله، بجانبن ركيزة الفريق وأشرف حكيمي. كما سيكون مصدر الخطورة على الديوك المهاجمان حكيم زياش ويوسف النصيري.
مساندة حاسمة من المدرجات
ويعوّل المغرب على اللاعب الثاني عشر الذي قد يلعب دوراً رئيساً في مشوار بلوغه النهائي، أمواج الجماهير الحمراء الداعمة له، الأكثر صخباً في البطولة مع جماهير الأرجنتين، نظراً للجالية الكبرى الداعمة له في قطر.
وكان من المنتظر وصول المزيد من المشجعين على متن 30 رحلة من الدار البيضاء لكن الخطوط الجوية المغربية أعلنت اليوم الأربعاء إلغاء الرحلات، فيما لم يتمكن آخرون وصلوا إلى قطر من الحصول على تذاكر المباراة.
وسيكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاضراً بين الجماهير لتشجيع بلده أملا في أن يبقى في الدوحة حتى الأحد لرفع الكأس مع نجوم الأزرق. وعلى بعد آلاف الكيلومترات تستعد الشرطة الفرنسية لأعمال شغب قد ترافق المباراة في مختلف المدن، لكن هذه المباراة "التي تغصّ بالرموز" بحسب صحيفة لا بروفانس يجب "أن تبقى مباراة كرة قدم، حتى لو كانت مرتبطة بالتاريخ، حتى لو كان فيها الكثير من الشغف" حسب ديشان.
ص.ش/ح.ز (أ ف ب)