ترحيب ألماني بأول لقاء دبلوماسي ايراني ـ امريكي حول الوضع في العراق
٢٨ مايو ٢٠٠٧في لقاء وصف بالتاريخي بين جمهورية ايران الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية عقد السفير الامريكي في العراق رايان كروكر ونظيره الإيراني حسن كاظمي القمي اجتماعا اليوم الاثنين في بغداد هو اللقاء الدبلوماسي الأول من نوعه منذ حوالي سبعة وعشرين عاما. وبالرغم من أن مسئولين على مستوى متوسط من ايران والولايات المتحدة التقوا بين الحين والأخر في الماضي الا أن محادثات اليوم هي أكثر المحادثات الثنائية التي سلطت عليها الأضواء منذ بداية الثمانينات.
وعقب اللقاء الذي استمر أربع ساعات وصف السفير الامريكي في العراق المحادثات مع نظيرة الإيراني بأنها كانت ايجابية. ولكن المسئول الامريكي قال ان الأمريكيين ينتظرون من طهران اتخاذ مزيد من الاجراءات. وتابع قائلا ان المحادثات سارت بشكل ايجابي "ما نريد أن نلمسه هو تحرك إيراني على الأرض". وقال كروكر في مؤتمر صحفي انه طرح على الإيرانيين عددا من بواعث القلق المباشرة والمحددة بشأن مسلكهم في العراق ودعمهم لميليشيات تقاتل قوات الامن العراقية وقوات التحالف، مشيرا الى ان الكثير من الأسلحة التي تستخدمها هذه الجماعات تأتي من ايران.
لكن الإيرانيين ـ وفقا لكلام السفير الامريكي ـ لم يردوا بشكل مباشر على ذلك لكنهم شددوا على ان سياستهم تقوم على تأييد الحكومة العراقية. وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد أشار قبيل الاجتماع الى أن ايران ترى أن هدف الاجتماع هو "تصحيح سياسات المحتل" في العراق و"مساعدة الأمة العراقية".
العراق ساحة لتصفية الحسابات ....
ولم يتضمن جدول المحادثات التي جرت في المنطقة الخضراء في بغداد موضوع الملف النووي الإيراني بل اقتصر على موضوع واحد فقط هو الوضع الأمني في العراق الذي تحول منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 الى ساحة تصفية حسابات بين واشنطن وطهران. يذكر هنا ان واشنطن تتهم ايران بإذكاء العنف في العراق من خلال تدريب وتمويل الميليشيات الشيعية. وعرض الجيش الامريكي قبل فترة قصيرة ما وصفها بصواريخ وقذائف وقنابل متطورة تزرع على الطرق صنعت في ايران وضبطت في العراق. لكن ايران تنفي اتهامات واشنطن و تطالب بخروج القوات الأمريكية قائلة ان وجودها يذكي الصراع الطائفي بين السنة والشيعة.
....بين"الشيطان الأكبر" و"محور الشر"
الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد قطعت علاقاتها بالجمهورية الاسلامية الإيرانية عام 1980 عقب ما عرف حينها بأزمة الرهائن الأمريكيين الذين احتجزوا في سفارة بلادهم في طهران. ومنذ ذلك الحين سادت "حرب باردة" بين الولايات المتحدة الأمريكية التي تطلق عليها طهران "الشيطان الأكبر" وإيران المصنفة أمريكيا ضمن "محور الشر" و"الدول المارقة".
ويمثل هذا اللقاء في نظر المراقبين تحولا من جانب واشنطن التي سعت الى عزل الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما قادت حملة دولية بغرض فرض عقوبات دولية عليها بحجة سعي الاخيرة الى امتلاك أسلحة نووية. واضطرت الإدارة الأمريكية تحت الضغوط المتزايدة عليها للخروج من "المستنقع العراقي" الى التخلي عن شرطها المسبقة لعقد هذه المحادثات مع طهران والجلوس مع "محور الشر" الى طاولة واحدة.
ورغم ان الطرفين لا يتوقعان احراز انفراج كبير في العلاقات بين البلدين، الا ان لقاء اليوم في حد ذاته يعتبر في نظر المراقبين تحولا مهما قد يمهد لإذابة الجليد المتراكم عبر ما يقرب من ثلاثة عقود. هذا وتلقي كثير من قضايا بظلالها على العلاقات بين البلدين مثل النزاع حول الملف النووي والمناورات التي تجريها حاليا سفن حربية أمريكية حربية في الخليج. كما وهناك مزاعم إيرانية بكشف شبكات تجسس في أراضيها تديرها الولايات المتحدة. وقد استدعت طهران اليوم السفير السويسري لديها الذي يمثل المصالح الأمريكية لديها على خلفية هذا الموضوع.
ترحيب ألماني
في غضون ذلك رحبت الحكومة الألمانية بشدة بإعادة فتح باب المحادثات بين واشنطن وطهران. وأكد وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير على أهمية ان يلعب جيران العراق دورا في إقرار السلام في المنطقة. وأعرب رئيس الدبلوماسية الألمانية عن اتفاقه مع وجة نظر رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي التي اعتبرت أثناء لقاءها مع الوزير الألماني في برلين بأنه من المهم استغلال كل الفرص المتاحة للحيلولة دون امتلاك إيران لأسلحة التدمير الشامل.