ترحيب أوروبي بانتخاب عبدالله غول رئيسا لتركيا
٢٨ أغسطس ٢٠٠٧أعلن رئيس البرلمان التركي اليوم الثلاثاء انتخاب مرشح حزب العدالة والتنمية عبدالله غول رئيسا للجمهورية التركية. وحصل غول، الذي أصبح الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية، على 339 صوتا من أصوات نواب البرلمان البالغ عددهم 550 خلال عملية التصويت البرلماني. وتغلب غول بذلك على منافسيه الاثنين، بعد أن حصل المرشح عن حزب العمل القومي على 70 صوتا، فيما لم يتجاوز نصيب مرشح حزب اليسار الديمقراطي 13 صوتا فحسب. وبذلك يكون غول أول رئيس ينتمي إلى التيار الإسلامي يصل إلى هذا المنصب، الذي ظل على مدى عقود حكرا على العلمانيين في تركيا.
وبعد وقت قصير من انتخابه أدى غول اليمين الدستورية في مراسيم أقيمت في البرلمان، وتعهد خلالها بالحياد والإخلاص لمبادئ النظام العلماني، الأمر الذي يمكن أن يفسر على انه إشارة لتهدئة مخاوف الجيش والمؤسسة العلمانية، التي تنتابها الشكوك الكبيرة بأن لغول وحزبه برنامج إسلامي خفي.
الجدير بالذكر أن النخبة العلمانية في تركيا، التي تضم جنرالات الجيش، قد قامت بمحاولات عدة لعرقلة وصول مرشح حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى سدة الحكم، الأمر الذي نجم عنه أزمة سياسية أفرزت في نهاية المطاف انتخابات برلمانية مبكرة، حقق فيها حزب العدالة والتنمية فوزا كبيرا، مكنه من إعادة ترشيح غول للمنصب.
المفوضية الأوروبية: " انتخاب غول قد يعطي دفعة للعلاقات مع تركيا"
وفي أول رد فعل دولي على انتخاب غول سارعت المفوضية الأوروبية لتهنئة الرئيس التركي الجديد فور إعلان فوزه برئاسة بلاده. ففي بيان له قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إن فوز غول سوف يتيح فرصة لمنح عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي قوة دافعة جديدة ومباشرة وايجابية من خلال تحقيق تقدم في عدد من المجالات المهمة المتعلقة بقضية الانضمام.
وفي هذا السياق هنأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من جانبها الرئيس التركي الجديد عبدالله غول على اختياره لهذا المنصب من قبل البرلمان التركي. وقالت ميركل في خطاب تهنئة وجهته لغول: "أنا على يقين من أنكم ستهتمون أيضاً من خلال منصبكم الجديد باستمرار تعميق علاقاتنا ومصالحنا المشتركة وخاصة فيما يتعلق برخاء أوروبا والحلف الأطلسي".
الجيش يحذر من "تقويض النظام العلماني"
وقبل أقل من 24 ساعة من بدء عملية الاقتراع أصدر رئيس أركان الجيش التركي بيانا حذر فيه من أن الدولة العلمانية في تركيا تتعرض للهجوم كل يوم. وقال الجنرال يشار بيوكانيت في البيان، الذي نشر في موقع الأركان التركية العامة على الإنترنت: "للأسف، نرى كل يوم وبطرق مختلفة محاولات لوقف تقدم تركيا الحديثة وتدمير الهيكل العلماني والديمقراطي للجمهورية التركية". وأضاف الجنرال التركي بالقول: "إن أمتنا تراقب بحرص شديد مراكز الشر، التي تحاول تقويض النظام العلماني". ولم يتعرض البيان بشكل مباشر لترشيح غول للرئاسة، كما لم يتضمن أي تلميحات إلى أن الجيش قد يتدخل في عملية انتخاب رئيس الدولة. يُذكر أن الجيش التركي ظل يعارض ترشيح غول للرئاسة منذ ترشيحه للمنصب لأول مرة في نيسان/إبريل الماضي.