تكتم في بروكسل على مقترحات الترويكا "السخية والجريئة" لإيران
١٥ مايو ٢٠٠٦خيّم اليوم في بروكسل تكتم تام على المقترحات الأوروبية التي وعدت الترويكا الأوروبية المكونة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بتقديمها لإيران مقابل تخلي القيادة الإيرانية عن أنشطتها النووية. ولم يستطع المراقبون سوى تسجيل تصريحات أعلن عنها خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي. ووصف سولانا هذه المقترحات بالقول إن أوروبا ستقدم "عرضا سخيا يشمل التكنولوجيا والاقتصاد وحوافز أخرى لكي تتخلى إيران عن أنشطتها النووية الحساسة." وأضاف المسؤول في مؤتمر صحفي عقد قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أنه من المقرر أن يعكف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الاجتماع على دراسة العرض الذي سيكون "عرضا سخيا وجريئا يشمل قضايا مرتبطة بالأمور النووية والاقتصادية وربما قضايا أمنية إذا لزم الأمر،" على حد تعبيره. في الوقت ذاته، لم يدلِ سولانا بتفاصيل هذا العرض، ولكنه صرح أن الاتحاد الأوروبي "يريد أن يقدم العرض إلى إيران خلال الأسابيع المقبلة بالتزامن مع الموافقة على قرار لمجلس الأمن" يدعو إيران إلى وقف تخصيب اليورانيوم. يشار إلى أن الجهود الرامية إلى اتفاق على مثل ذلك القرار في مجلس الأمن تعثرت الأسبوع الماضي بسبب معارضة روسيا والصين.
نجاد:" تقدمنا العلمي ملفت للنظر"
من جانبه، استبق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تصريحات سولانا بخصوص المحفزات التي تريد الترويكا الأوروبية تقديمها لبلاده مقابل تخليها عن تخصيب اليورانيوم بالقول إن أفضل محفز هو "أن يبادر هؤلاء إلي تطبيق مقررات معاهده حظر الانتشار النووي "ان بي تي" لاسيما مادتيها الثانية والرابعة. وأضاف أحمدي نجاد في تصريح أدلي به للصحفيين لدي عودته إلي طهران صباح أمس الأحد قادما من أندونيسيا أن أي اقتراح يتضمن وقف النشاطات السلمية الإيرانية "لا اعتبار له." وأعرب عن استغرابه بالقول إن البعض "يريد اتخاذ القرار نيابة عنا وإن هؤلاء السادة (الأوروبيون) مازالوا يعيشون في عصر الاستعمار وإن قراراتهم لا اعتبار لها بالنسبة لنا." وتساءل الرئيس الإيراني عن سبب معارضه الأوروبيين للتقدم العلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤكدا:" لقد أصبح واضحا أن تقدمنا العلمي مهم للغاية وملفت." وسبق تصريحات سولانا كذلك توصيات أعلن عنها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس الأحد مفادها مطالبة الأوروبيين بالتحلي بالواقعية وتقديم اقتراحات معقولة. وأكد آصفي في مؤتمر صحفي أن الاقتراح الأوروبي "ينبغي أن يتضمن الاعتراف الرسمي بحقوق إيران وضمان سبل الوصول إليها واستيفاء هذه الحقوق."
مفاوضات مباشرة؟
وبخصوص مطالبة الولايات المتحدة باجراء محادثات مباشرة مع القيادة الإيرانية، أوضحت واشنطن أمس الأحد أنه ليس لديها نية في إجراء محادثات مباشرة مع القيادة الإيرانية حول القضية النووية، وذلك على الرغم من الرسالة التي وجهها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو أول اتصال مباشر بين زعيمي الدولتين خلال أكثر من عقدين. ومن الجدير بالذكر أن ألمانيا دعت واشنطن علنا إلى الدخول في محادثات مباشرة مع إيران، بينما لم تعلق الدولتان الأخريان في ثلاثي الوساطة الأوروبي وهما فرنسا وبريطانيا علنا على الفكرة. هذا وجاءت تصريحات سولانا قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل بغرض بحث سبل إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية. وحسب برنامج اللقاء، فإن الوزراء سيبحثون آليات تقديم مجموعة من الحوافز التقنية والتجارية والسياسية لإيران إذا عملت طهران على تهدئة مخاوف الغرب من سعيها إلى إنتاج قنبلة نووية. وقال دبلوماسيون إنه إما أن تقبل إيران بالعرض أو تجازف بزيادة الدعم الدولي لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يأمرها بوقف أنشطتها النووية وإلا ستواجه العواقب. ونسبت مصادر صحفية إلى مبعوث أوروبي كبير ينتمي لإحدى الدول الأوروبية الثلاث المختصة بصياغة العرض وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا قوله إن "الهدف هو التوصل إلى مجموعة (حوافز) شديدة الجاذبية بحيث يصبح من الصعوبة أن ترفضها الحكومة الإيرانية."