تونس: المرزوقي يدعو إلى تشكيل "حكومة مصغرة"وسط دعوات لاستقالة الجبالي
٣٠ نوفمبر ٢٠١٢قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي اليوم (الجمعة 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) إن "المصلحة العليا" للبلاد تقتضي تشكيل "حكومة كفاءات مصغرة" وتنظيم انتخابات عامة قبل صيف 2013. وأكد المرزوقي في خطاب توجه به إلى التونسيين عبر التلفزيون الرسمي إن "مصلحة تونس العليا اليوم تقتضي تشكيل حكومة مصغرة مفعلة تجمع الكفاءات"، كما أن تنظيم انتخابات عامة قبل صيف 2013 "ضرورة حياتية" في تونس التي تشهد إحدى ولاية سليانة منذ الثلاثاء الماضي اضطرابات أسفرت عن حوالي 300 جريح.
ويذكر أن رئيس وزراء حمادي الجبالي رفض أمس الخميس الدعوات المطالبة باستقالته، واتهم الجبالي أحزب المعارضة ببث الفوضى ودعا لإنهاء العنف. وقال إن أعمال العنف التي وقعت تستلزم اتخاذ موقف من قبل الاتحادات والأحزاب والمنظمات.
مظاهرات ضد والي سليانة
وأوردت وكالة فرانس برس ان أكثر من 10 آلاف شخص شاركوا في مسيرة رمزية نحو العاصمة تونس وقطعوا عدة كيلومترات مشيا على الأقدام تعبيرا عن استعدادهم لمغادرة ولاية سليانة وتركها للوالي أحمد الزين المحجوبي ما لم توافق الحكومة على مطالبهم بعزله. ودعا إلى التظاهرة المكتب الجهوي لـ"الاتحاد العام التونسي للشغل" الذي يمثلا أكبر نقابة عمال في تونس. وردد المتظاهرون شعارات معادية لحمادي الجبالي رئيس الحكومة وأمين عام حركة النهضة الإسلامية، الذي أعلن في وقت سابق رفضه القاطع عزل الوالي، منها "يا جبالي يا جبان..سليانة لا تهان". كما هتفوا "بالروح بالدم نفديك يا سليانة" فيما رفع بعضهم لافتات كتب عليها "لا للجبالي..ولا للوالي" و"انتهت اللعبة".
وكان مكتب اتحاد الشغل في سليانة اتهم في بيان أصدره في 23 تشرين الثاني/ نوفمبرالجاري الوالي بـ"تعطيل مسار التنمية بالجهة التي عرفت ركودا على جميع المستويات". وقال حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح لإذاعة "إكسبرس إف إم" الخاصة إن الوالي رفض منذ تعيينه الحوار مع مكتب الاتحاد في سليانة. وأضاف أن الكاتب الشخصي للوالي اعتدى بـ"العنف المبرح وبتحريض" مباشر من الوالي، على الكاتبة العامة لنقابة موظفي ولاية سليانة.
انتقادات دولية للافراط في استخدام القوة
من جهتها اتهمت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قوات الأمن التونسية اليوم باستخدام القوة المفرطة لتفريق احتجاج في منطقة محرومة اقتصاديا في البلاد. وقالت بيلاي انه يتعين على السلطات التونسية الكف عن استخدام الأسلحة النارية ضد المتظاهرين موجهة بعضا من أشد انتقاداتها للحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية والتي وصلت إلى السلطة بعد انتفاضات شعبية العام الماضي أدت إلى سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وأثارت الأساليب التي استخدمت لإخماد الاحتجاجات هذا الأسبوع غضب ساسة علمانيين يقولون إن الحكومة الجديدة تتبنى نهجا قاسيا طالما طبقه الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وفي سياق متصل أعربت فرنسا عن "الأسف للعدد المرتفع" للجرحى بعد تظاهرات سليانة وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ردا على سؤال خلال لقاء مع الصحافيين "انه أمر مثير للقلق بالنسبة لنا. وناسف للعدد المرتفع للضحايا" مذكرا بان "عمليات الحفاظ على النظام العام يجب أن تندرج في إطار دولة القانون واحترام الحقوق المدنية والسياسية".
ح.ز/ م.س (رويترز/ أ.ف.ب)