تونس: بدء التصويت في انتخابات تاريخية لاختيار أعضاء المجلس التأسيسي
٢٣ أكتوبر ٢٠١١توجه التونسيون إلى مراكز الاقتراع الأحد (23 تشرين أول/ أكتوبر2011) في أول انتخابات حرة تشهدها البلاد بعد تسعة شهور من ثورة خلعت ديكتاتور البلاد ووضعت نموذجاً للعالم العربي كله. ويتنافس حوالي 11 ألف مرشح في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المكون من 217 عضواً، والذي سيقوم بصياغة دستور جديد تجرى بمقتضاه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وفتحت مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 6.10 مليون نسمة، أبوابها الساعة السابعة صباحاً، وتستمر عملية التصويت لفترة 12 ساعة. ويمثل المستقلون ما يقرب من نصف 1519 قائمة مرشحين تم تقديمها. ويتوقع أن يسيطر على الانتخابات عدد قليل من الأحزاب ذات الحضور الوطني مثل حزب حركة النهضة الإسلامية المعتدل والحزب الديمقراطي التقدمي العلماني والتكتل من أجل العمل والحريات.
تحذير من التلاعب
وتوضح استطلاعات الرأي أن من المحتمل أن يتصدر حزب النهضة الذي كان محظوراً من قبل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الانتخابات بنسبة تتراوح بين 20 بالمائة و30 بالمائة من أصوات الناخبين. وهناك 55 بالمائة فقط من حوالي 7 ملايين ناخب هم المسجلون للإدلاء بأصواتهم. وكانت لجنة الانتخابات قد قالت إن النسبة الباقية سوف يسمح لهم بالتصويت ببطاقات الهوية. وهناك حوالي 500 مراقب أجنبي انتشروا في البلاد لمراقبة الانتخابات.
وحذر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة من تفجر ثورة جديدة في حالة محاولة التلاعب في نتائج الانتخابات. ويتوقع أن تظهر النتائج الأولية مساء اليوم الأحد (23 تشرين أول/ أكتوبر 2011)، إلا أن النتيجة النهائية غير متوقعة حتى يوم غد الاثنين.
واضطر الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس إلى الوقوف في مؤخرة صف بطول كيلومتر لانتظار دوره للإدلاء بصوته. وكان الغنوشي (70 عاماً) قد وصل برفقة زوجته وبناته، إلى مدرسة بلال الابتدائية في حي المنزه السادس الراقية وسط العاصمة تونس، وقال شهود إنه حاول الدخول مباشرة للاقتراع إلا أن هتافات مواطنين محتجين أجبرته على الوقوف في مؤخرة الصف. وعبر مواطنون عن انزعاجهم لوجود الغنوشي الذي وصفه بعضهم بأنه "عدو للديمقراطية".
"إنه حدث عظيم"
وفي وسط العاصمة قال حسين الخليفي (62 عاماً)، الذي جاء قبل ساعة من موعد فتح المكتب: "لم أغمض عيني طوال الليل. أنا سعيد للتصويت في انتخابات حرة للمرة الأولى في حياتي". وأضاف قائلاً: "إن تونس تهدي العالم بأسره اليوم باقة حرية وكرامة". وقبل فتح مكتب الاقتراع الذي يحرسه ستة عسكريين وثلاثة من رجال الشرطة، اصطف ثلاثون شخصاً ينتظرون بفارغ الصبر القيام بواجبهم الانتخابي. وتم نشر أكثر من 40 ألف عنصر من الجيش وقوات الأمن لتامين الاقتراع الذي يتابعه أكثر من 13 ألف ملاحظ محلي وأجنبي. وفي ميتوال فيل قرب العاصمة، قالت إحدى المواطنات التونسيات وتدعى سالمة الشريف (48 عاماً): "إنه حدث عظيم وهي المرة الأولى في حياتي التي أصوت فيها. في السابق كانت الانتخابات مهزلة".
وكانت الانتخابات في تونس قد فقدت كل معنى لها في ظل حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1956-1987)، ولم تكن إلا إجراءا شكلياً في عهد بن علي (1987-2011)، الذي كان يعاد انتخابه المرة بعد الأخرى بنسب تتجاوز التسعين بالمائة.
(ع.خ/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: عماد غانم