تونس تتدهور في تصنيف حرية الصحافة وألمانيا تسجل تراجعا جديدا
٣ مايو ٢٠٢٣أظهر التقرير السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود" نشر اليوم (الأربعاء الثالث من مايو 2023) أنّ تونس والسنغال وحتى ألمانيا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، فيما بقيت النرويج في الصدارة وتذيّلت كوريا الشمالية الترتيب. ووفقاً لنسخة 2023 من هذا التصنيف، فإنّ ظروف ممارسة الصحافة سيّئة في 70% من الدول.
وفي نسخته الـ21 حذّر التقرير خصوصاً من آثار المعلومات المضلّلة. وفي ثلثي البلدان الـ180 التي شملها التصنيف، أشار المتخصصون الذين ساهموا في وضع التقرير إلى "تورط لاعبين سياسيين" في "حملات تضليل واسعة النطاق أو حملات دعائية"، وفقا للمنظمة. وهذه كانت الحال في كلّ من روسيا والهند والصين ومالي. وعلى نطاق أوسع، سلّط تقرير المنظمة غير الحكومية "الضوء على الآثار الملحوظة لصناعة التكنولوجيا في النظام البيئي الرقمي".
تعاظم دور الذكاء الاصطناعي في التضليل
وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار إنّ "هذه الصناعة تمكّن من إنتاج المعلومات المضلّلة ونشرها وتضخيمها". واستشهد ديلوار بـ"أصحاب المنصّات الرقمية الذين يستمتعون بنشر دعاية أو معلومات كاذبة" ومن "أفضل الأمثلة على ذلك مالك تويتر إيلون ماسك".
وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن "ميدغورني، وهو برنامج ذكاء اصطناعي ينتج صوراً عالية الدقة، يغذّي وسائل التواصل الاجتماعي بصور مزيفة تصبح مقنعة بشكل متزايد"، مستشهدة بالصور الكاذبة لتوقيف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتي "انتشرت على نطاق واسع". كما يشهد العالم أيضاً انتشار "مواد متلاعب بها على ناطق واسع" أنتجتها شركات متخصّصة لحساب حكومات أو شركات.
وفي شباط / فبراير، كشف تحقيق واسع أجرته مجموعة الصحافيين الاستقصائيين "فوربدن ستوريز" نشاطات شركة إسرائيلية تسمى "تيم خورخي" متخصّصة في التضليل الإعلامي. وأوضح ديلوار أنّ "المعلومات الموثوق بها تغرق في طوفان من المعلومات المضلّلة"، مضيفاً "نحن نصبح أقل إدراكاً للفرق بين ما هو حقيقي وما هو اصطناعي". وأشار إلى أن "أحد التحديات الرئيسية هو إعادة المبادئ الديموقراطية إلى هذا السوق العملاق من المحتويات".
تراجعات بالجملة
وكانت أكبر التراجعات في التصنيف في البيرو (حلّت في المركز 110 بتراجع 33 مرتبة) والسنغال (104 بتراجع 31 مركزاً) وهايتي (99 بتراجع 29 مركزاً) وتونس (121 بتراجع 27 مركزاً).
في المقابل، تقدّمت البرازيل (حلت في المركز ال92) 18 مرتبة بعد رحيل الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو بعدما هزمه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت نهاية تشرين الأول /أ كتوبر. وقال ديلوار "تراجعت البرازيل كثيرا خلال عهد بولسونارو الذي كان عنيفا بحق الصحافيين" لكن "لا حتمية في تراجع حرية الصحافة". وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24. وأوضح ديلوار أنّ هذا "المكسب الصغير" يفسَّر "خصوصاً بالوضع الآخذ في التدهور في أماكن أخرى".
ألمانيا تتراجع للعام الثالث على التوالي
تراجعت ألمانيا في ترتيب حرية الصحافة للعام الثالث على التوالي، وذلك على خلفية اعتداءات تعرض لها عاملين في مجال الإعلام، والتي تزايدت أكثر من أي وقت مضى. وحلت ألمانيا في قائمة حرية الصحافة لعام 2022 التي وضعتها منظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بحقوق الصحفيين، في المرتبة 21 بعد دول مثل سلوفاكيا وساموا. وقالت المنظمة في برلين في بيان بمناسبة يوم حرية الصحافة "يمكن تفسير التراجع خمسة مراكز على وجه الخصوص بتحسن دول أخرى بشكل ملحوظ". وأشار البيان إلى أن العنف ضد الصحفيين آخذ في الازدياد في ألمانيا، وجاء في البيان "مع 103 حالات اعتداء جسدي توثق مراسلون بلا حدود أعلى مستوى منذ بدء التسجيل في عام 2015".
وبحسب بيانات المنظمة، تم تسجيل 80 اعتداء على عاملين في مجال الإعلام في ألمانيا عام 2021، و 65 اعتداء في عام .2020 وجاء في البيان "تظهر الصورة المقربة الحالية أن غالبية الاعتداءات (87 من أصل 103 حالة) حدثت في سياقات تتعلق بنظريات المؤامرة ومعاداة السامية والتطرف اليميني. وعلى الرغم من انحسار جائحة كورونا في عام 2022، استمرت المظاهرات - أحيانا حول مواضيع أخرى - حتى ظلت أماكن التجمهر أخطر الأماكن بالنسبة للصحفيين في عام 2022 ووقعت ثلثا الاعتداءات في شرق ألمانيا".
وسجل التقرير أيضا تقهقرا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ففي الترتيب الإقليمي "تبقى منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط الأكثر خطورة على الصحافيين"، فيما لا تزال أوروبا "الأسهل من حيث الظروف لممارسة الصحافة"، يقول التقرير.
ويستند التقرير السنوي لحرية الصحافة الذي تضعه "مراسلون بلا حدود" إلى "مسح كمّي للانتهاكات المرتكبة ضد الصحافيين" من جهة، و"دراسة نوعية" من جهة أخرى. وترتكز الدراسة النوعية على "إجابات مئات الخبراء في حرية الصحافة (صحافيون وأكاديميون ومدافعون عن حقوق الإنسان) على مئة سؤال".
ح.ز ا.ف (أ.ف.ب / د.ب.أ)